2025- 03 - 03   |   بحث في الموقع  
logo بالصورة.. قذائف في مكب للنفايات logo بعد حادث مانهايم... الشرطة الألمانية: لا دوافع سياسية حتى اللحظة logo "بايجر" من نوع جديد في طريقه إلى لبنان: البلدوزر الأميركية تحرك آلياتها نحو بيروت وتضرب بـ"المطرقة"! logo بالفيديو: كارثة تضرب نهر الليطاني! logo "10 أيام تفصل غزة عن العودة إلى القتال"! logo وزير إسرائيلي: الدول العربية مستعدة للسلام بعد هزيمة حماس logo تهديدٌ إسرائيلي لـ حماس: ستفتح أبواب الجحيم! logo نوبتا "قصور حاد في الجهاز التنفسي"... جديد حالة البابا فرنسيس
كيف لبوتين أن يختار ترامب رئيساً لأمريكا وليس للشعب الأمريكي ذلك؟ (الجزء الثاني- الدكتور شادي نهرا )
2025-02-09 06:14:00

الحزب الديمقراطي يصنع الحرب لروسيا والحزب الجمهوري يهديها النصر

 بحسب أكسيوس، حذّر ترامب بوتين من التصعيد في الحرب الروسية الأوكرانية إلا أن الحقيقة مغايرة لذلك تماماً، إذ أنه وبحسب أكسيوس أيضاً، فإن ترامب وبوتين اتّفقا منذ ثلاثة أشهر على الخطة التي ستدير الحرب، وكان الوسيط بينهما رئيس وزراء المجر وهو صديق شخصي لترامب وهو أيضا قريب من بوتين. أما الخطة المتفق عليها والتي كشفتها صحيفة Journal Wall Street  فتقوم على أن تحصل روسيا على نسبة من أراضي أوكرانيا تتراوح بين 20% و 25% ، أي الأقاليم الأربعة، بالمقابل توقف روسيا حربها على أوكرانيا، و لن يتم ضم أوكرانيا لحلف الناتو لمدة عشرين سنة، حيث يستمر ترامب بإرسال الأسلحة والتدريب للجيش الأوكراني، وسوف يكون هناك منطقة عازلة من 100 ميل بين الجيشين الروسي والأوكراني، وتقوم دولة أوروبية بالإشراف على هذه المنطقة العازلة عبر تنفيذ دوريات، وإذا تم الاعتداء على هذه الدولة تكون قد تعرضت روسيا للناتو، ما يعني استنفار جميع أعضاء الناتو  بناءاً للبند الخامس. 

 بالمقابل حاول زيلنسكي ترغيب ترامب بالمشاركة بالأربعة أقاليم والتي تبلغ قيمتها 12 تريليون دولار، كما لجأ للترهيب، فقد كشفت صحيفة تايمز البريطانية أن زيلنسكي هدد بأنه قد يذهب لتصنيع قنبلة نووية بدائية من البلوتونيوم التي تنتجه المحطات الوقودية، إلا أن أمريكا ليس هدفها من كل هذه الحروب المكاسب المادية ولو تخطَّت التريليونات، فهي تهدف إلى إدخال روسيا في القفص الأمريكي.

لذلك لكي تتمكن أمريكا من تغيير سياستها وموقفها من الحرب الأوكرانية بدون أن تفقد ثقة أصدقائها، كمكافأة لبوتين عبر إعطاءه الأقاليم الأربع بسبب تعاونه مع أميركا في الملف الإسرائيلي الإيراني والملف السوري وفي كلا الحالتين غدر بإيران، كما سنفصل لاحقاً بحسب الصحافة الإيرانية ، ما يعني أنه سيغدر بالصين لاحقاً، جيء بترامب صديق بوتين حيث جُهّزت شخصيته المعادية لأوكرانيا والقريب من بوتين منذ سنين لهذا الظرف، و بذلك تتملص أمريكا من التزاماتها مُتذرّعةً بخيار الشعب الأمريكي في إنتخابات ديمقراطية، إلا أن هناك ثغرة في قانون الإنتخابات الأمريكية تستطيع الدولة العميقة إختيار من تشاء لرئاسة أمريكا حتى لو خلافاً لإرادة الشعب الأمريكي كما سنفصله لاحقاً . بالمقابل ولتبقي أمريكا خيوط اللعبة بيدها، جعلت قرار إدخال ما تبقى من أوكرانيا إلى الناتو مع وقف التنفيذ لعشرين سنة، وتدجيج أوكرانيا بالسلاح ،  ليبقى قرار ادخالها للناتو  سيفا تهدد به أمريكا روسيا إذا ما خزلتها لاحقا  في حربها مع الصين، و لتبقى روسيا قوية تهدد جيرانها الأوروبيين الذين يلجأون لأميركا لحمايتها من روسيا، لكي تبقى روسيا وأوروبا مطيعين لأمريكا، فقد قلنا منذ بداية حرب أوكرانيا وروسيا أنه من المستحيل أن تقبل أمريكا بهزيمة روسيا، فبالرغم من حظر نظام سويفت عن روسيا، إلا أن أمريكا ابقت على أكبر بنك في روسيا متصلاً بنظام سويفت، أي أنها تريد أن تضغط بدون أن تُدمّر، لأن أول المستفيدين من إنهيار روسيا هي جارتها الطامعة بثروات سيبيريا وبالعقول الروسية الا وهي الصين، أضف إلى أن أوروبا إذا ما إنهارت روسيا سوف تَتحرّر من تبعيّتها لأمريكا.

كما تسعى أمريكا لإشعال حرب الصين وتايوان وتدجيج تايوان بالسلاح لتصبح حرب استنزاف للصين مع فتح جبهات مع جيرانها وعلى رأسهم اليابان من ثم تهرع أمريكا في الوقت المناسب لإنقاذ الصين ،مع رئيس تُجَهّز شخصيّتُه لتنفيذ هكذا سيناريو و التذرّع بخيار الشعب الأمريكي ،  حين تبدأ الصين بالإنهيار،  لقبض ثمن تجميد الصراع دون حلّه،  مثلاً إبقاء جزء من تايوان تحت حكم الصين وإبقاء القسم الأخر تحت الحماية الأميركية مدججاً بالسلاح ليكون سيفاً تهدد به أمريكا الصين في حال تمرّدت على أمريكا، فأمريكا لا تريد الصين ضعيفة إذ أنها مصنع العالم بأسعار زهيدة، كما أن الصين القوية التي تهدد  جيرانها تدفع شرق اسيا وعلى رأسهم اليابان والتي لديها اطماع توسّعية تاريخياً للالتجاء لأمريكا لحمايتها من التنين الصيني، وبذلك تصبح الصين وجيرانها أسرى أمريكا.

‏أمريكا تحلّق بعيدا بمخططاتها

لا شك أن الرئيس الأميركي ينفّذ القسم من الخطة الامريكية بحذافيرها، إلا ان ما هو أعمق من ذلك هو أن شخصية الرئيس الأمريكي تصنعها الدولة العميقة وتروج لها إعلاميا لاستخدامها في مرحلة معينة تناسب الخطة  و تساهم في إنجاحها، تلك الخطة التي تُرتّب على أمريكا تغيير مواقفها 180 درجة بحسب سلوك المُستهدَفين كما شرحنا سابقاً ، ولكي لا تخسر أمريكا ثقة اصدقائها وولاءاتهم ولكي لا تخسر هيبتها أمام أعدائها إزاء هذه التقلبات، لا بد من توزيع الأدوار بين رؤساء جرى تحضير شخصيتهم والترويج لهم إعلامياً، و جعلها تفوز بالانتخابات لتتذرع أمريكا بإرادة الشعب الأمريكي حين تريد أن تبدل في سياستها .

لا شك أن أعداء امريكا الثلاث روسيا ،الصين وإيران إذا ما اجتمعوا سوف يشكلون تهديدا حقيقيّا لأمريكا، من الجناح العسكري الروسي والجناح الاقتصادي - العسكري والديمغرافي الصيني والجناح الجيوبوليتكي الإيراني، ما دفع بالمفكر الأمريكي روبرت كابلن للقول أن التحالف الصيني الإيراني لا يُهزَم،‎‏ كما فصلنا في كتاب "أكثر ما يرعب أمريكا ليست الصين و لا روسيا" أهمية إيران الجيوبوليتيكية بالنسبة لطريق الحرير وقدرتها على تزويد الصين بالغاز والنفط برياً عبر باكستان وأفغانستان بعيداً عن الاساطيل الأمريكية إذا ما لجأت أمريكا لسياسة تجفيف منابع النفط للصين وغلق مضيق ملقا الذي يعتبر القصبة الهوائية للصين، أضف إلى أن روسيا أيضاً قادرة على فك  حصار الطاقة عن الصين برياً، إضافة إلى  أهمية محور  طهران موسكو بحسب مستشار بوتين ألكسندر دوغين . لذلك لابد من عزل  الأعداء كل على انفراد، وفتح باب جهنم على كل واحد منهم في مرحلة معينة، من ثم التفاوض معه لتجميد المشاكل وليس حلها  لإدخاله إلى الحظيرة الأمريكية وتحريض اصدقائه عليه والضغط والترغيب لعدم مساندته لخلق شرخ بينهم ، مقابل مكاسب قادرة أمريكا على توزيعها، مثلاً تجميد الصراع و إعطاء الأقاليم الأربع الأوكرانية لروسيا مقابل الغدر بإيران ، أو  غض النظر آنيّاً عن ضم تايوان للصين مقابل عدم مساندة إيران في حربها ، إو حشر الصين لمنعها من مساعدة روسيا فعلياً في حربها مع أوكرانيا عبر تهديدها بخسارة السوق الأوروبي والأمريكي إذا ما ساندت الصين روسيا ، أو غض النظر عن  النووي الإيراني و إعادة سورية لإيران! مقابل مستقبلاً الإشتراك في تجفيف منابع النفط عن الصين وخاصةً برياً... ولكي تقوم أمريكا بهذا السيناريو بدون أن تخسر ولاءات اصدقائها تقوم بالتالي:

‎لكل عدو، تختار اميركا رئيسا يكون هدفه فتح باب جهنم على العدو المستهدف، فمثلا الحزب الديمقراطي في ولاية بايدن فتح باب جهنم على روسيا، فإذا ما اقتنعت روسيا بالتعاون مع أميركا، يُؤتَى برئيس صنعته الدولة العميقة منذ زمن  وصقلت شخصيته ورَوّجَت لها إعلاميا بانه قريب من روسيا ولا يحب الحروب لتأتي به رئيسا لأمريكا، أما إذا ما استمرت  روسيا  في العناد، يُأتَي برئيس ديمقراطي ليُبقي الحرب على روسيا و ليفتح جبهات جديدة ، القوقاز و البلقان... وبذلك تَتَملّص اميركا من التزاماتها تجاه الدول التي دَمّرت دُولها كرمى لعيونها تحت ذريعة خيار الشعب الأمريكي ، ‎‏وبما ان بوتين وخياراته قد صبت في مصلحة أمريكا من مساعدة إسرائيل على ضرب البرنامج البالستي الإيراني والغدر بإيران بالرغم من أنه حاول إعادة الثقة بتوقيع إتفاق إستراتيجي شامل بين إيران وروسيا، إلا  أنه سوف يبقى حبراً على ورق ... إلى التخلي عن سوريا وضرب إيران ضربة ثانية موجعة مقابل زيادة نفوذها في ليبيا والأقاليم الأربع في أوكرانيا، إزاء كل هذا التعاون الروسي الأمريكي، تم إختيار رئيس تتلاءم شخصيته مع المرحلة  دون أن تهتزّ صورة أمريكا في العالم.

من الواضح أنه تم نقل روسيا إلى الضفّة الأمريكية وقد جيء بترامب لتقديم الهداية لروسيا والإجهاز على إيران، إذاً عنوان المرحلة هي الإجهاز على إيران بالتعاون مع اصدقائها،  حتى لو دفعه ذلك إلى غضّ النظر عن إحتلال الصين تايوان، إذ أن تصريحات ترامب سابقاً تؤكد أنه غير مهتم بالدفاع عن تايوان، فقد قال أن المسافة بين تايوان و أمريكا كبيرة جداً مقارنة مع المسافة بين الصين وتايوان، فما شأن أمريكا للدفاع عن تايوان، وهذا ما يزيح عن أمريكا عبء الدفاع عن تايوان ، ما سيشكّل دافعاً للصين للدخول إلى تايوان بحلول 2026 أو 2027 وبذلك تكون قد دخلت الفخ الأمريكي، إذ أن الرئيس المقبل الذي يلي ترامب سوف يكون عنوان حكمه الحرب على الصين من بعد ما ضمّت روسيا وإيران إلى ضفتها للاستفراد بالعدو الأكبر الصين ...

سوف يُفتَح باب جهنم على الصين بعد أن تم تدجين روسيا وايران وتم ضرب العلاقات بينهما كما حصل بين روسيا وإيران وسوف يحصل بين الصين وإيران وحدث بين الصين وروسيا في حربها مع أوكرانيا، إذ تم حشر الصين للإختيار بين دعم روسيا أو خسارة السوق الأوروبي و الأمريكي ... للاستفراد بالصين عبر تدجيج تايوان بالسلاح و فتح الجبهات مع جيرانها من اليابان إلى فيتنام، ليؤتى بعدها برئيس يهرع لإنقاذ الصين مع تجميد للصراع لئلا تتفلّت لاحقاً الصين، مثلاً إحتلال جزء من تايوان والإبقاء على الجزء الأخر مدجّجاً بالسلاح تحت الحماية الأمريكية ، مقابل الدخول إلى الحظيرة الأمريكية، و هذا الرئيس يتم التحضير له و لشخصيته التي تتناسب مع هذا الدور و يتم الترويج لها إعلامية لتنفيذ هذه السيناريوهات ...

يُتبع 





ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top