أثارت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن تهجير سكان قطاع غزة وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" موجة واسعة من ردود الأفعال في مواقع التواصل الاجتماعي وفي الأوساط الإعلامية الغربية والعربية، حيث تراوحت التعليقات بين السخرية والغضب والاستنكار السياسي.
وتصاعدت موجة من التعليقات الساخرة في مواقع التواصل، تناولت تصريحات ترامب بوصفها غير واقعية وتعكس جهلاً بالوضع في المنطقة. ونشر مستخدمون خريطة ساخرة تستبدل اسم "غزة" بـ"USA"، وكأن القطاع أصبح ولاية أميركية جديدة، تعبيراً عن رفض فكرة "السيطرة الأميركية" على القطاع. كما اشتعلت منصة "إكس" بالعديد من المنشورات الساخرة التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتوليد صور لأبراج وفنادق ترامب فوق دمار القطاع، في إشارة تهكمية على الطابع الاستثماري الذي حاول ترامب تسويقه.إلى ذلك، تناولت وسائل الإعلام الغربية تصريحات ترامب بلهجة ساخرة ومستهجنة في آن واحد. فوصف الإعلامي الكوميدي جايمي كيميل الفكرة بأنها "خطة وضعها مهووس من فيلم Saw"، فيما اعتبر زميله ستيفن كولبير أن مقترح ترامب يشبه "كانكون الأزمات" و"رحلة بحرية لجريمة حرب". من جهتها، وصفت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية المقترح بأنه "مشروع استعماري مغلف بالسياحة"، في حين أشارت مجلة "ذي أتلانتيك" الأميركية إلى أنه "لا يوجد حل عقاري لغزة"، في إشارة إلى تعقيدات الوضع السياسي والإنساني في المنطقة.على الصعيد السياسي، قوبلت تصريحات ترامب برفض قاطع من دول عربية ومنظمات حقوقية، حيث اعتبرها البعض تجاوزاً واضحاً للقوانين الدولية. وقال أحد المحللين السياسيين: "حتى الاحتلال الإسرائيلي نفسه لم يطرح فكرة سيطرة أميركية مباشرة على غزة، فمن أين جاء ترامب بهذا السيناريو الهوليوودي؟".ولم تسلم تصريحات ترامب حول "إعادة إعمار غزة تحت إشراف أميركي" من النقد، حيث استحضر محللون تجارب الولايات المتحدة الفاشلة في العراق وأفغانستان. وأشارت "ذي أتلانتيك" إلى أن "إدارة ترامب تفترض إمكانية حل مشاكل غزة عبر استثمارات عقارية، متجاهلة تعقيداتها السياسية والإنسانية". وعلق أحد المغردين ساخراً: "ربما يجب على ترامب أن يُنهي مشاريع بنائه للجدار الحدودي مع المكسيك قبل أن يخطط لإعادة إعمار غزة!".وفي سياق التحليل السياسي، كشف الكاتب الإسرائيلي أورييل داسكال عن الدوافع الحقيقية وراء طرح ترامب لهذه الخطة، مشيراً إلى أنها ليست سوى وسيلة لصرف الأنظار عن التغييرات العميقة داخل الحكومة الأميركية، مضيفاً أن ترامب يتبع استراتيجية مستشاره السابق ستيف بانون، التي تقوم على إغراق الإعلام بسيل من الأخبار المثيرة والمبالغ فيها، بهدف تشتيت انتباه الصحافيين والرأي العام عن القضايا الداخلية الأكثر خطورة.