“حظاً سعيداً مورغان” قالها الرئيس الأميركي دونالد ترامب وارسلها الى الشرق الاوسط بمنصب نائب ستيفن ويتكوف مبعوثه الخاص الى الشرق الاوسط، متمنياً ان تكون مصدر فخر لرئيسها لانها برأيه قائدة عظيمة وموهوبة.

بالفعل هي موهوبة في خطف الاضواء وفي الدفاع المستميت عن اسرائيل التي اعتنقت دينها وزينت غالباً عنقها بقلادة نجمة داوود الاسرائيلية الا انها بالامس استبدلتها فدخلت ارفع صرح لبناني رسمي بطقم احمر صارخ متأنقة بخاتم تتوسطه النجمة ما أدى الى ردود فعل واسعة على هذا التصرف الاستفزازي الذي استكملته بتصريح ناري من على منبر القصر الرئاسي اعربت فيه عن امتنانها “لاسرائيل التي هزمت حزب الله”، متناسية ان اسرائيل هي العدو الوحيد للبنان ومتخطية القوانين والدستور اللبناني باعلانها عدم القبول بمشاركة حزب الله في الحكومة الجديدة باي شكل من الاشكال وكأنها المندوب السامي على بلد الأرز.

تصرف اورتاغوس استدعى رداً من مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية الذي اكد في بيان ان “بعض ما صدر عن المبعوثة الاميركية الى الشرق الاوسط مورغان اورتاغوس من قصر بعبدا يُعبّر عن وجهة نظرها وان رئاسة الجمهورية اللبنانية غير معنية به”.

كلامٌ بمنسوب مرتفع ليس زلة لسان من قبل متحدثة سابقة باسم الخارجية الاميركية بل رسالة تهديد اميركية واضحة الا اذا تنصلت الادارة الاميركية من هذا التصريح كما تنصلت من تصريح ترامب حيال الشعب الغزاوي لان ما فعلته مورغان غير مسبوق.

ما تجملت به مورغان لا يقدم او يؤخر الا معنوياً انما ما تحدثت عنه بلهجة حاسمة فهو الأخطر على سيادة لبنان وتدخلاً في شؤونه الداخلية.

رحم الله الرئيس الراحل سليمان فرنجيه الذي زار نيويورك عام ١٩٧٤ مكلفا من الجامعة العربية مهمة التحدث عن القضية الفلسطينية امام الجمعية العامة للأمم المتحدة ما استفز اسرائيل التي حرضت أميركا عليه فاستفزته عبر قيام الكلاب البوليسية بتفتيش حقائب الوفد الرئاسي الذي يضم كبار الشخصيات، بحجة الشك بوجود ممنوعات، الأمر الذي رد عليه الرئيس اللبناني برفض دعوة الرئيس الأميركي آنذاك جيرالد فورد لزيارة واشنطن قائلاً لمن حمل الدعوة: بأنه “لن يدّنس رجله بزيارة الأرض الأميركية وانه موجود في الامم المتحدة وهي أرض دولية”، كما انه عندما عاد الى لبنان استدعى السفير الأميركي آنذاك غودلي قائلاً له: “يبدو انك مريض وتحتاج الى أجازة طويلة خارج لبنان”.

حسناً فعل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بإسراعه الى اصدار بيان توضيحي حول تصريح المبعوثة الاميركية لانه ما كان ينقص مورغان عندما حطت في قصر بعبدا الا ان تحمل في يدها الاخرى الشمعدان السباعي اليهودي ليكتمل المشهد.

موقع سفير الشمال الإلكتروني