ترامب يتراجع: لسنا بعجلة من أمرنا للسيطرة على غزة
2025-02-07 21:55:57
تراجع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عن مخططه لتهجير قطاع غزة، تحت وطأة الرفض الفلسطيني والمعارضة الدولية لمخططه. وقال، اليوم الجمعة، إنه ليس في عجلة من أمره لتنفيذ خطته للسيطرة على غزة وإعادة تطويرها.
وأوضح ترامب للصحافيين، في البيت الأبيض، اليوم الجمعة، قائلاً: "لسنا في عجلة من أمرنا في شأن ذلك"، في إشارة إلى المقترح الذي كان قد تقدّم به والذي كشف عنه الثلاثاء الماضي، والقاضي بسيطرة بلاده على قطاع غزة المدمّر جراء 15 شهراً من الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط". وأضاف أنه يريد أن يصبح القطاع "ملكية أميركية" لفترة طويلة.
موجة الرفض
وأثارت الخطط الأميركية المزعومة بقيادة ترامب لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وإعادة بناء المنطقة تحت السيطرة الأميركية، موجة عارمة من الرفض والانتقادات في العالم العربي، حيث تواجه هذه الخطط معارضة قوية من دول عربية رئيسية مثل السعودية ومصر والأردن، التي تؤكد على ضرورة حل الصراع عبر تسوية سياسية شاملة وليس عبر التهجير القسري.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يتحدّث فيها ترامب عن غزة من وجهة نظر فرص الاستثمار العقاري. ففي تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، قال في مقابلة إذاعية إن غزة قد تكون "أفضل من موناكو" إذا ما أعيد بناؤها بالطريقة الصحيحة.
لكن السعودية، أكدت رفضها القاطع لأي مساس بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. وأشارت إلى أن أي اتفاق مستقبلي يجب أن يكون قائماً على حل الدولتين وفق القرارات الدولية. فيما أكدت مصر، من خلال تصريحات رسمية، رفضها التام لأي مسعى لفرض واقع جديد في غزة، يشمل تهجير السكان. وشددت على أن الحل الوحيد هو تحقيق تسوية سياسية شاملة تُعزز حقوق الشعب الفلسطيني.
وأجرت الخارجية المصرية، اتصالات مكثفة لتدارك تداعيات قرار ترامب. وفي السياق أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، على رفض إخلاء قطاع غزة من الفلسطينيين ومحاولات تهجيرهم. وبحسب بيان للرئاسة المصرية، اليوم الجمعة، شدد السيسي وغوتيريش على ضرورة بقاء الفلسطينيين من أهالي غزة في أرضهم.
واعتبر الأردن، الذي يستضيف أكبر عدد من اللاجئين الفلسطينيين، أي تهجير جديد للفلسطينيين "خطاً أحمر". وعبّر ملك الأردن عبد الله الثاني عن رفضه محاولات لضم الأراضي وتهجير الفلسطينيين، من غزة والضفة الغربية، مؤكداً ضرورة استدامة وقف إطلاق النار في غزة ومضاعفة المساعدات الإنسانية وإنهاء التصعيد في الضفة.
مشروعية المقاومة المسلحة
ونقلت صحيفة "العربي الجديد"، اليوم الجمعة، عن مصادر دبلوماسية في الجامعة العربية، قولها إن تحركات جرت في أعقاب إعلان ترامب مخطط تهجير سكان غزة، تهدف إلى بحث التنسيق حول استصدار موقف عربي موحد، يجابه التصعيد الأميركي الإسرائيلي وانتهاكه سيادة عدد من الدول الأعضاء وتهديده أمنها القومي.
ووفقاً للمصادر، فإن الاتصالات، التي جرت خلال الساعات الماضية ناقشت إمكانية استصدار بيان عربي، يتضمن اعترافاً وتأكيداً على "حق الشعب الفلسطيني المشروع في المقاومة المسلحة"، ضمن التصعيد في مواجهة الخطابين الأميركي والإسرائيلي، مشيرة إلى أن التباحث حول الأمر لا يزال طور المناقشة، ولم يتم حسمه في ظل تباين في مواقف بعض القوى العربية في شأن هذا الطرح. وأوضحت المصادر أن الاتصالات شملت إمكانية الدعوة إلى عقد قمة عربية طارئة خلال الأيام القليلة القادمة في القاهرة.
المدن