ظهور "قيصر" يحيي آلام السوريين وفرحتهم: نعرفه...ساعدنا!
2025-02-07 16:25:53
أثار ظهور المساعد أول المنشق "قيصر"، المعروف بتسريبه صور ضحايا التعذيب في سجون النظام السوري، للمرة الأولى عبر مقابلة تلفزيونية، موجة واسعة من التفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اعتبره ناشطون وحقوقيون "البطل" الذي فضح جرائم الأسد بحق المعتقلين، فيما وجه آخرون اللوم لأولئك الذين ادعوا عدم معرفتهم بحجم الجرائم المرتكبة داخل المعتقلات.
وعبّر أحد المعتقلين السابقين عن امتنانه لقيصر، مشيرًا إلى أنه وأثناء تواجده في سجن الشرطة العسكرية في منطقة القابون، سمح له أحد العناصر هناك بتلقي مكالمة هاتفية مع عائلته، ليتبين لاحقاً أن هذا الشخص كان قيصر نفسه.
وكشفت "الجزيرة" أن المساعد أول فريد المذهان، المعروف إعلامياً بـ"قيصر"، هو المصور العسكري السابق في قسم الأدلة التابع للقضاء العسكري بدمشق، والذي انشق عن النظام بعد توثيقه 55 ألف صورة لضحايا التعذيب داخل السجون السورية. وقد شكلت هذه الصور إحدى أهم الأدلة التي دفعت إلى فرض "قانون قيصر" للعقوبات الأميركية على النظام السوري.
"أنا أعيش في فرنسا حياة بسيطة، كأي عائلة سورية، حُرمت من الاندماج في المجتمع بالشكل الصحيح، ومن تعلّم اللغة، والحصول على عمل، خوفًا على حياتي وحياة أولادي."أنت تشبهنا بلجوئك ومعاناتك، وكل ما عاشه السوريون، كل الفخر لك يا #قيصر.يجب أن يُخلّد اسم هذا البطل إلى الأبد. pic.twitter.com/hy4MBJhAiJ
— Ahmad ALsisi (@AR_alsisi) February 6, 2025
وتحدث الحقوقي فضل عبد الغني عن الدور المحوري الذي لعبته شركة "كارتر روك" في تحليل صور "قيصر" والتأكد من مصداقيتها، حيث نشرت تقريراً تقنياً مفصلاً في كانون الثاني/يناير 2014 كشف عن الفظائع التي توثقها الصور. ورغم تعقيده القانوني، حظي التقرير باهتمام عالمي واسع، حيث تناولته أكثر من 1000 وسيلة إعلامية، بينها نيويورك تايمز، واشنطن بوست، الغارديان، بي بي سي، الجزيرة، والعربية، مما جعل ملف قيصر أحد أبرز الأدلة على الانتهاكات الجسيمة في مراكز الاحتجاز السورية.
ورأى الصحافي قتيبة ياسين كتب عبر حسابه في "فايسبوك"، إن "قيصر"، الرجل صاحب البزة الزرقاء الذي ترافق ظهوره دائماً مع الصديق معاذ مصطفى في المنظمة السورية للطوارئ، شخصية "تستحق منا الشكر والتكريم على عملها النبيل".
أما الناشط الحقوقي "الدومري"، فقد وجه انتقادات لاذعة لمن وصفهم بـ"الشركاء في الإجرام"، قائلاً: "قيصر.. مساعد أول.. كان في جيش الأسد.. في الوقت الذي كان جيش الأسد يقتل الناس. والذين لم يقتلوا، دفنوا الجثث وسكتوا. والذين لم يدفنوا الجثث، كانوا يعرفون كل شيء وسكتوا... الشرفاء إمّا انشقوا، أو عملوا مثل قيصر. أما المنحبكجية والساكتون، فهم شركاء بالإجرام والدم".
تشكيك في "عدم المعرفة" بجرائم النظام
في منشور حمل لهجة انتقاد لاذعة للموالين للنظام ممن اختاروا الصمت على جرائم الأسد، كتب عصام حسن: "لم أكن بحاجة لصور قيصر لأعرف الفظائع التي كانت تُرتكب في زمن نظام البعث الأسدي. لا أريد اتهام أحد بشيء، لكن من يقول إنه تفاجأ ولم يكن يعلم، فأقول له: إما أنت كاذب، أو مغسول الدماغ، أو بسيط لدرجة السذاجة. أو إذا صفّينا النوايا، كنت تعيش في عالم آخر لا علاقة له بعالمنا".
حقوقيون وناشطون يشيدون بشجاعة قيصر
الحقوقية السورية المقيمة في ألمانيا، نهلة عثمان، وصفت قيصر بالبطل، قائلة: "فريد المذهان (قيصر): فخورون بك يا أبو معتز البطل فريد المذهان #قيصر. فريد، اسم على مسمى، فريد في شجاعته ونبله، وعلى كل من أيّد هذا النظام الوحشي أن يشعر بالخزي والعار".
كما كتبت الناشطة ياسمين مشعان، التي فقدت خمسة من أفراد عائلتها، عن مشاعرها المختلطة بعد مشاهدة المقابلة: "حين تسربت الصور عرفت لحظة سلام امتزجت بالألم، أن عقبة لن يتعذب بعد اليوم. بدأنا رحلة أخرى نحو العدالة، رحلة شاركت فيها مع ماما مريم وعائلات أخرى كالسيدة أمل العكش، وانضم إلينا آخرون بحثًا عن العدالة لأحبتنا".
محاولات من النظام لتقويض رواية قيصر
في المقابل، نشرت مجموعات إعلامية وثائق قالت إنها جزء من تقارير أمنية كتبها النظام السوري، تشير إلى أنه كان على علم بشخصية قيصر، لكنه لم يتمكن من منعه من تهريب آلاف الصور.
فيما أشار الإعلامي نضال معلوف إلى أهمية ما قام به قيصر، قائلاً: "قيصر قدم للعالم ووثق للتاريخ واحدًا من أهم الأدلة على أحقية الثورة السورية ضد أكثر الأنظمة إجرامًا في تاريخ البشرية".
المدن