يعيش لبنان على وقع استحقاقين شائكين. الحكومة التي لم تبصر النور بالأمس على الرغم من الأجواء الإيجابية التي خيمت على المشهد السياسي، والإنحساب الإسرائيلي من لبنان مع إقتراب دخول العد العكسي لنهاية المهلة الإستثنائية الممددّة. ويبدو انّ الملف الثاني أقرب إلى النقاش اليوم، مع موعد قدوم الموفدة الاميركية مورغان أورتاغوس، خلال الساعات المقبلة إلى لبنان، وما ستؤول إليه الاحداث من مفاوضات ونتائج، إستبقها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الذي أكدّ أمام وفد لجنة مراقبة الهدنة الاممية "ضرورة انسحاب إسرائيل من لبنان وتطبيق القرار 1701 وإطلاق الاسرى اللبنانيين".
كلام عون جاء خلال عرضه الأوضاع مع رئيس أركان هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة اللواء باتريك غوشا، حيث تطرق معه لعمل المراقبين.زيارة أورتاغوسوسيكون لعون لقاء مع أورتاغوس إلى جانب عدد من المسؤولين الذين ستلتقيهم. كما ستترأس الموفدة اجتماعاً للجنة الخماسية المشرفة على تطبيق اتفاق وقف اطلاق النار، يُعقد بمقر قيادة "قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل" في الناقورة، وهي المهمة التي أوكلت إليها خلفاً للمبعوث السابق آموس هوكشتاين.
ومن المفترض أن تقوم أورتاغوس بجولة تفقدية في المناطق الجنوبية، يرافقها فيها قائد الجيش بالإنابة رئيس الأركان اللواء حسان عودة، تشمل المواقع التي يتمركز فيها الجيش اللبناني في القرى والبلدات الواقعة جنوب الليطاني والتي انسحب منها الجيش الإسرائيلي، رغم أنه أبقى على بعض الممرات المؤدية إليها، ولا يزال يحتل مواقع استراتيجية في القطاع الغربي لمنع الأهالي من العودة إلى منازلهم.
وليس معلوماً بعد ولا يمكن توقع ما إذا كانت إسرائيل ستلتزم بالمهلة المحددة، خصوصاً لتجارب لبنان السيئة معها من حيث الالتزام بالقوانين والمهل، وسط التخوف من إحتمالية أن تبقي إسرائيل قواتها في النقاط الخمس التي سبق وأعلنت عنها، وهو ما سيواجه بالرفض اللبناني. وهنا يأتي دور أميركا الوسيط والمشرف على اللجنة، وأي ضغوط ستمارسها الولايات المتحدة الاميركية على إسرائيل لإجبارها على الإنسحاب من الأراضي التي احتلتها إبان العدوان الإسرائيلي على لبنان وخلال مرحلة وقف اطلاق النار.المشهد الحكوميحكومياً، المشهد يراوح مكانه. الرئيس المكلف نواف سلام لن يرضى لنفسه السقوط في معمعة التجاذبات السياسية والوصول إلى حكومة لا تنال الثقة، فاعتمد مبدأ الصبر والتريث. فيما لا توحي المعطيات التي تلت الساعات الاخيرة بأنّ ثمة خروقات إيجابية قد تحصل، ما يعني أنّه لا ولادة قريبة للحكومة أقلّه إلى حين حصول اتفاق ما ومخارج تفضي إلى إعلان التشكيلة الحكومية في وقت قريب.
على مستوى المواقف السياسية، أكد النائب غسان حاصباني أنّ "مسار التأليف شهد في الساعات الاخيرة خطوات إيجابية نحو إبصار الحكومة النور"، مضيفاً: "الأساس في اولويات هذه الحكومة هو نزع السلاح من كامل الاراضي اللبنانية بدءاً من جنوب لبنان، بسط سيطرة الدولة بقواها الذاتية على كامل الاراضي اللبنانية والبدء بالاصلاحات. لذا المشاركة بالمباشر والوازنة من قبل "الحزب" ستؤدي الى مشكلة كبيرة وهذا ليس الحال الآن".
وقال "ركزنا على ان نحظى بوزارات وازنة كي نتمتع بحضور فاعل في الحكومة ونخلق توازناً ايجابياً في هذا المسار ونساهم بالإصلاحات التي سيقودها الرئيس المكلف".
من جهته، أشار النائب ياسين ياسين إلى أنّه "كنا نعاني من مشاكل مثل الثلث المعطل والاحتكار الطائفي الذي يلغي قرارات الحكومة أو يسقطها، لذا يحاول الرئيس المكلف أن يحصل على ضمانات في طريقة تأليف الحكومة".