أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء، أن "الجميع يحبّون" مقترحه المتعلق بسيطرة الولايات المتحدة على غزة وترحيل سكان القطاع، وذلك رغم المعارضة الشرسة التي لقيتها هذه الفكرة من جانب الفلسطينيين والعديد من دول الشرق الأوسط والعالم.ولاحقاً، أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن اقتراح ترامب يقضي بخروج الفلسطينيين من غزة موقتاً ريثما تجري إعادة إعماره.وشدّد على أن اقتراح ترامب "لم يكن معادياً، كان على ما أعتقد خطوة سخية جداً، كان عرضاً لإعادة الإعمار وتولّي الإشراف على إعادة الإعمار".بدوره، أكد البيت الأبيض أن واشنطن "لن تمول إعادة إعمار غزة".والثلاثاء قال ترامب إن سكان القطاع المدمّر سيتم نقلهم إلى الأردن أو مصر، على الرغم من معارضة هذين البلدين.من جهته، أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون، الأربعاء، عن تأييده لتصريح الرئيس الأميركي، وقال في مؤتمر صحفي أسبوعي: "أعتقد أن الإعلان الأولي أمس كان مفاجئاً للكثيرين، لكنه لاقى ترحيباً، على ما أعتقد، من الناس في جميع أنحاء العالم"، مشيراً إلى أن الجمهوريين في مجلس النواب سيؤيدون ترامب في مبادرته.وأضاف: "لماذا؟ لأن هذه المنطقة (قطاع غزة) خطيرة للغاية، وهو (ترامب) يتخذ إجراءات جريئة وحاسمة لمحاولة تأمين السلام في تلك المنطقة"، وفقاً لوكالة "رويترز".المسار الوحيدوأعلن الاتحاد الأوروبي الأربعاء أنه "أخذ علماً" بمقترح ترامب، مؤكداً أن حل الدولتين هو "المسار الوحيد" لتحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.وقال متحدّث باسم الاتحاد الأوروبي إن "غزة جزء لا يتجزّأ من الدولة الفلسطينية المستقبلية".من جهته، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأربعاء من أي محاولة لإجراء "تطهير عرقي" في غزة، وفق المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك.وسيرد في خطاب من المقرر أن يلقيه غوتيريش الأربعاء، أمام لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، أنه "في البحث عن حلول يجب ألا نفاقم المشكلة"، وفق دوجاريك.وتابع المتحدث أن الأمين العام سيقول في خطابه إنه "من الأهمية بمكان أن نظل أوفياء لأسس القانون الدولي. من الضروري تجنّب أي شكل من أشكال التطهير العرقي"، مشيراً إلى أن غوتيريش سيدافع مجدداً عن حل (قيام) دولتين: إسرائيلية وفلسطينية.وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية من جهتها أن مستقبل غزة يكمن في "دولة فلسطينية مستقبلية" وليس في سيطرة "دولة ثالثة" على القطاع.إعادة إعمار غزةوالأربعاء، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، لشبكة "فوكس نيوز" أن الدول العربية تخطط لإعادة إعمار غزة بينما يبقى الفلسطينيون في القطاع.وقال الأنصاري إن المسؤولين العرب "أوضحوا تماماً أن لدينا خططنا لإعادة إعمار غزة بينما لا يزال الفلسطينيون هناك".وأضاف الأنصاري، رداً على سؤال حول نقل الفلسطينيين من غزة أثناء إعادة إعمارها: "لا أعتقد أن الوقت قد حان الآن للبدء في التعليق على أفكار محددة".وقال إن التركيز يجب أن ينصب على استمرار المفاوضات من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة من شأنه أن يمدد الهدنة الحالية بين حماس وإسرائيل.وتابع: "من الواضح أننا مشغولون الآن بالتحضير للمرحلة الثانية من المفاوضات والتي نأمل أن تبدأ في أي يوم الآن، والتي ستؤدي إلى هدنة أكثر استدامة نأمل أن تؤدي إلى المرحلة التي يمكننا فيها إعادة إعمار غزة والسلام المستدام في المنطقة".وقال الأنصاري عن خطط ما بعد الحرب في غزة: "لا يمكن لأي طرف في العالم أن يفعل ذلك بمفرده، يجب أن يكون هذا جهداً دولياً تقوده دول مثل الولايات المتحدة من أجل تحقيق سلام مستدام في المنطقة".عمل شنيعمن جهتها، أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن سيطرة الولايات المتحدة على غزة وتهجير الفلسطينيين سيكون عملاً شنيعاً لا أخلاقياً. وأضاف شاكر "يحظر القانون الإنساني الدولي التهجير القسري لسكان الأراضي المحتلة. وعندما يكون هذا التهجير القسري واسع النطاق، فقد يرقى إلى جريمة حرب أو جريمة ضد الإنسانية".