أكد الملك عبدالله الثاني لدى استقباله الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأربعاء، في عمَّان، رفض بلاده "أية محاولات" لضمّ إسرائيل الأراضي الفلسطينية المحتلة وتهجير سكانها.
وأجرى عبدالله في الإطار نفسه اتصالاً مع كل من أمير قطر والعاهل السعودي لبحث "الأوضاع الخطيرة" في قطاع غزة، والتشديد على رفض تهجير الفلسطينيين.لقاء ترامبتأتي هذه الحركة الدبلوماسية المكثفة قبل أيام من توجهه إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي دعا الى نقل السكان من قطاع غزة إلى الأردن ومصر. ثم اقترح الثلاثاء أن تسيطر بلاده على قطاع غزة المدمّر جراء 15 شهراً من الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، ويصبح "ملكاً" لها.وقال بيان صادر عن الديوان الملكي اليوم إن العاهل الأردني أكد خلال لقائه الرئيس الفلسطيني "ضرورة وقف إجراءات الاستيطان، ورفض أية محاولات لضم الأراضي وتهجير الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية"، مشدداً على "ضرورة تثبيت الفلسطينيين على أرضهم".وأكد الملك عبدالله "ضرورة تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، بما يفضي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران/يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".ونقل البيان عن عباس تثمينه "موقف الأردن الراسخ" في "دعم القضية الفلسطينية وصمود الشعب الفلسطيني على أرضه ونيل حقوقه المشروعة".وأكد "أهمية المساهمة الفاعلة للأردن في دعم وقف إطلاق نار مستدام" في قطاع غزة، مشيداً "بجهود المملكة المستمرة في تأمين تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة".وقف إجراءات الاستيطانوجاء في بيان ثان للديوان الملكي، أن الملك عبدالله بحث في اتصال هاتفي مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني التطورات في غزة. وأكد خلال الاتصال "ضرورة وقف إجراءات الاستيطان، ورفض أية محاولات لضم الأراضي وتهجير الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية".كما أكد على "ضرورة توحيد الصف الفلسطيني، وتكثيف الجهود العربية والدولية لضمان استدامة وقف إطلاق النار بقطاع غزة، بالإضافة إلى تعزيز الاستجابة الإنسانية في القطاع".وأجرى العاهل الأردني اتصالاً هاتفياً بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وبحث معه في "التطورات في المنطقة، لا سيما الأوضاع الخطيرة في غزة"، بحسب بيان للديوان الملكي.ودعا عبدالله إلى "تكثيف الجهود عربياً ودولياً لدعم الشعب الفلسطيني في نيل كامل حقوقه المشروعة وتثبيته على أرضه"، مشدداً على "ضرورة وقف إجراءات الاستيطان، ورفض أية محاولات لضمّ الأراضي وتهجير الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية".وكان نتنياهو عبّر بعد لقائه دونالد ترامب، عن ثقته بأن التطبيع بين إسرائيل والسعودية سيحصل.وسارعت الرياض الأربعاء الى إصدار بيان أكدت فيه وزارة الخارجية أن السعودية "لن تتوقف عن عملها الدؤوب في سبيل قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية"، مضيفة "أن المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون ذلك".وأعلنت المملكة "رفضها القاطع المساس بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة سواء من خلال سياسات الاستيطان الإسرائيلي، أو ضم الأراضي الفلسطينية، أو السعي لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه".محظور تماماًوفي سياق متصل، أكد المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك الأربعاء أن ترحيل السكان من الأراضي المحتلة "محظور تماماً".وقال تورك في بيان: "إن الحق في تقرير المصير هو مبدأ أساسي في القانون الدولي ويجب أن تصونه جميع الدول، وهو ما أعادت محكمة العدل الدولية مؤخراً التأكيد عليه. أي نقل قسري أو ترحيل للسكان من الأراضي المحتلة محظور تماماً"، مشدداً على أن "القانون الدولي واضح جداً".واعتبر تورك في بيانه أنه "من المهم أن ننتقل إلى المرحلة التالية من وقف إطلاق النار، لإطلاق سراح جميع الرهائن والمعتقلين المحتجزين تعسفياً، وإنهاء الحرب وإعادة بناء غزة، مع الاحترام الكامل للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان الدولي".