أصدرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في دمشق، قراراً بإيقاف الاستاذة الجامعية في كلية الإعلام بدمشق، نهلة عيسى، عن العمل وإحالتها إلى التحقيق حسبما نشر الناطق الإعلامي في الحكومة الانتقالية محمد الفيصل.
وكان عدد من طلاب الكلية نظم وقفة احتجاجية للمطالبة بإيقاف عيسى عن العمل، قبل ساعات من القرار، بسبب ممارساتها بحق الطلاب ودورها في دعم النظام السوري خلال السنوات الماضية، كذلك طالبوا برحيل الأستاذ الجامعي محمد الرفاعي، الذي سبق أن فُصل من جامعة دمشق على خلفية قضايا تحرّش جنسي قبل الثورة السورية.وكتبت الطالبة إيناس الغوطاني، التي أشرفت على تنظيم تنظيم الاعتصام، أن الهدف كان تنظيف كلية الإعلام من فلول النظام للحصول على بيئة أكاديمية حرة ونزيهة وأشارت إلى أن عيسى كانت تهدد الطلاب بشكل مباشر بالاعتقال مستخدمة عبارات مثل "بخفيك عن وجه الكرة الأرضية" كما ذكرت الغوطاني أن هناك شهوداً على تورط عيسى في اعتقال ومقتل الطالب علاء خوري على أيدي قوات الأمن العام 2011 بسبب تقارير أمنية رفعتها بحقه.وهذه الاتهامات ليست جديدة، بل كانت هنالك تقارير عن نشاط عيسى وعلاقتها بـ"الاتحاد الوطني لطلاب سوريا" الذي أشرف على اعتقال الطلاب بتهم معارضة النظام السوري لسنوات بعد العام 2011، كما كانت هناك شهادات من إعلاميين وطلاب في الكلية، ممن خرجوا من سوريا وتحدثوا عن تجاربهم علناً مع عيسى شخصياً أيضاً.وتعليقاً على القرار كتب كمال الحاج، عميد كلية الإعلام السابق بين العامين 2011 و2013، عبر حسابه الشخصي في "فايسبوك" أن نهلة عيسى أصبحت خارج الجامعة بناءً على شهادات ووثائق تؤكد تورطها في انتهاكات بحق الطلاب، مضيفاً أن الطريق مازال طويلاً لفضح الفساد العلمي والمالي الذي كانت متورطة فيه وأكد أن عيسى تسببت في اعتقال ومقتل العديد من الطلاب، واستذكر عدداً من الطلاب الذين فقدوا حياتهم من بينهم علاء الخولي ومعاذ الخالد ومحمد سعيد الحموي وبلال أبو سليم وبراء البوشي.ونهلة عساف عيسى من مواليد قرية شين بريف حمص، وكان والدها لواء في الجيش السوري. وعملت كأستاذة في كلية الإعلام بـ"جامعة دمشق"، علماً انها حاصلة على درجة الدكتوراه في فلسفة الإعلام، وبدأت التدريس في الكلية العام 2006 كما درست في "جامعة القلمون" الخاصة بسوريا وجامعة "الجنان" في طرابلس بلنان، وتولت منصب نائب عميد كلية الإعلام للشؤون العلمية في "جامعة دمشق" وشاركت في العديد من المؤتمرات الأكاديمية منها "مؤتمر الإعلام العربي الأول" العام 2014 حيث قدمت محاضرة بعنوان "الحرب على سوريا - موت الواقع وصناعة الأسطورة". ومنذ اندلاع الثورة السورية العام 2011 كانت عيسى من أبرز الشخصيات الأكاديمية الداعمة للنظام السوري، وبحسب تقارير اعلامية، استخدمت عيسى موقعها الأكاديمي لتهديد الطلاب المتعاطفين مع الثورة.وعلى المستوى الإعلامي كانت عيسى تظهر بشكل دوري على القنوات الرسمية السورية وقنوات "الممانعة" اللبنانية كمحللة سياسية تدافع عن النظام السوري وتبرر القمع الوحشي ضد المتظاهرين مدعية أن البلاد تتعرض لـ"مؤامرة كونية" كما استخدمت منبرها الإعلامي للتحريض ضد المحتجين ووصفتهم بالخونة والعملاء.وأطلقت عيسى حملة دعائية باسم "بلسم جراح سوريا" كانت تهدف ظاهرياً لدعم جرحى جيش النظام لكنها تحولت إلى أداة دعائية لتمجيد القوات العسكرية حيث كانت تزور المستشفيات العسكرية وتقدم الهدايا للجرحى والجنود على الجبهات، في مشاهد تم توثيقها بصور عديدة نشرتها عبر حساباتها الرسمية كما ظهرت في صور أخرى وهي ترتدي السترة العسكرية وتقف بجانب قذائف الهاون التي استخدمها جيش النظام في قصف الأحياء المدنية والتي تسببت في مقتل آلاف السوريين.وعرفت عيسى أيضاً بقربها من أجهزة الاستخبارات السورية، خصوصاً الفرع 251 المعروف باسم "فرع الخطيب" الذي كان يتلقى منها تقارير أمنية عن الطلاب والأساتذة ووفق شهادات من طلاب سابقين كانت تهدد أي شخص يعارض النظام بالإخفاء القسري أو الإبلاغ عنه كمعارض إرهابي وخلال السنوات الماضية كانت على علاقة وثيقة مع الفرقة الرابعة التابعة لماهر الأسد وساعدت في تنظيم حملات إعلامية دعماً لها.ومع تراجع سيطرة النظام السوري وسقوطه لاحقاً قامت عيسى بحذف جميع صورها ومقاطع الفيديو التي توثق دعمها للجيش السوري وزياراتها للمواقع العسكرية كما أزالت منشوراتها الإعلامية التي كانت تبرر جرائم النظام ما أثار تساؤلات حول مستقبلها ومكان إقامتها. ورغم انتشار شائعات حول فرارها من سوريا إلا أن تقارير طلابية أكدت أنها مازالت مقيمة في دمشق وكانت تواصل التدريس حتى قرار إيقافها.