قال وزير الداخلية السورية علي كدّه، إن نتائج المفاوضات حول القاعدتين الروسيتين في سوريا سيتم الإعلان عنها قريباً، فيما قال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف إن هناك محاولات غربية لإبعاد روسيا والصين وإيران عن سوريا.
العلاقة مختلفة
وقال كده لوكالة "سبوتنيك" الروسية، إن العلاقة اليوم بين سوريا وروسيا، تختلف عما كانت عليه في عهد النظام المخلوع، إذ تتعامل سوريا مع روسيا كدولة مستقلة وذات سيادة، وتقوم العلاقة على مبدأ الاحترام المتبادل للسيادة السورية ووحدة أراضيها.
وحول مستقبل القواعد الروسية في سوريا، أكد أن "المفاوضات ما تزال جارية بين الطرفين، ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن نتائجها قريباً بعد إتمام المفاوضات".
واعتبر أن "التعاون مع روسيا يخدم المصلحة السورية"، و"يُعدّ جزءاً من جهود الحكومة لبناء علاقات استراتيجية مع دول أخرى تسهم في دعم الاستقرار الإقليمي والدولي".
كما لفت كده إلى أن سوريا "تسعى لتعزيز التعاون الأمني مع دول الجوار والدول العربية بشكل عام"، وتعمل على فتح قنوات تواصل مع دول عربية ودولية لتبادل الخبرات الأمنية وتحقيق استقرار داخلي وإقليمي، مع التعاون في مجال إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية والاجتماعية".
إبعاد روسيا
في الأثناء، قال لافروف إن موسكو ترى أن هناك مشاكل لدى السلطات السورية الجديدة، وإن الحوار والتفاهم داخل البلاد "لم ينجحا بشكل جيد".
وأوضح لافروف، خلال مشاركته في مؤتمر الشرق الأوسط الرابع عشر لنادي "فالداي" للحوار، أمس الثلاثاء، أن هناك مشكلة بين الحكومة التي يمثلها الآن الرئيس السوري أحمد الشرع، وبين "تلك المجموعات التي كانت جزءاً من هذا الهيكل، بعد تغير السلطة في سوريا".
وأضاف أن الحوار والتفاهم لم ينجحا بشكل جيد، مشدداً على ضرورة تعزيز الحوار الوطني بشكل نشط وبنّاء، وليس "محاولة تسجيل نقاط جيوسياسية، بل التفكير في مستقبل الشعب السوري، لهذا من الضروري توحيد جهود جميع الأطراف الخارجية".
وأكد أن هناك محاولات من قبل الغرب من أجل إبعاد روسيا والصين وإيران عن سوريا، قائلاً: "محاولات إبعاد روسيا والصين وإيران عن عملية الدعم الخارجي للتسوية السورية، لا يمكن أن تكون مدفوعة بالنوايا الحسنة، لكنها تكشف مع ذلك عن خطط الغرب لدفع منافسيه للتنحي جانباً".
وقبل أسبوع، زار وفد روسي رفيع المستوى برئاسة نائب وزير الخارجية، والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط، ميخائيل بوغدانوف، العاصمة دمشق، وذلك للمرة الأولى منذ الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، حيث التقى الوفد مع الرئيس الشرع، وذلك بالتزامن مع تصريحات ايجابية بين دمشق وموسكو، حول مستقبل العلاقات بينهما.
الجولان ضائع
وفي سياق آخر، قال لافروف إن مرتفعات الجولان يمكن اعتبارها "ضائعة"، لجهة استعادة العدالة والتوصل إلى تسوية عادلة بين إسرائيل والعرب، بعد عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، والذي سبق واعترف بالسيادة الإسرائيلية عليها.
وأضاف أن الخطط الإسرائيلية لا تشمل طرد الفلسطينيين من قطاع غزة، بل تشمل السيطرة على الضفة الشمالية الغربية لنهر الأردن، وترسيخ وجودها على الأراضي اللبنانية، ومرتفعات الجولان السورية.