بعد نجاح الحفل الموسيقي الأول لمساعدة لبنان، تعود جمعية Lude & Interlude الفرنسية لتنظيم حفل موسيقي ثاني في 19 شباط الحالي، في قاعة الـSalle Cortot بباريس، سيكون ريعه للبنان أيضاً. والمبادرة لمساعدة لبنان أتت من ناشطين لبنانيين وفرنسيين أطلقوا مشروع "لبيروت" لتنظيم سلسلة حفلات موسيقية يعود ريعها لمساعدة لبنان. تبنت الجمعية الفرنسية مشروعهم ودعمتهم بتنظيم الحفل في باريس، حيث سيكون الجمهور اللبناني والفرنسي على موعد مع حفل موسيقي يشارك فيه فنانون لبنانيون وفرنسيون ذائعو الصيت، لبوا نداء مساعدة لبنان.الفكرة أتت خلال الحربوكان أكثر من 500 شخص لبّوا النداء وحضروا الحفل الموسيقي الأول الذي أُقيم بقاعة Alhambra الباريسية في 19 كانون الأوّل الفائت، وشارك فيه الفنانون آمال مثلوثي التونسية، واللبناني زيد حمدان، وغيرهما. وحالياً يطّل مشروع "لبيروت" بحفل موسيقي استثنائي يشارك فيه الفنانون عبد الرحمن الباشا وبشار مارسيل خليفه، إلى جانب عازف الأكورديون الفرنسي فيليسيان بروت وعازفة التشيللو الفرنسية أستريغ سيرانوسيان.وشرحت منسّقة مبارة "لبيروت" مايا فاعور لـ"المدن"، أنّ فكرة دعم لبنان أتت خلال الحرب الأخيرة. وتواصلت مع جمعية Lude & Interlude الفرنسية، التي تهتم بالمشاريع الفنية والثقافية. ووافقت الجمعية فوراً على هذا المشروع وتبنت تنظيمه، لا سيما أن أعضاء ومؤسسي الجمعية يحبون لبنان وسبق وزار بعضهم لبنان حيث نفذوا مشاريع موسيقية.تنطلق هذه المبادرة من الوضع المزري الذي وصل إليه لبنان ولا سيما بعد الحرب المدمرة الأخيرة. فمنذ الانهيار الاقتصادي والمالي في العام 2019، ثم تفشي جائحة كورونا، وبعدها انفجار المرفأ في العام 2020، يعيش لبنان واللبنانيون ظروفاً مأساوية. والتقديرات الأممية تشير إلى أنّ أكثر من 70 بالمئة من اللبنانيين يعيشون تحت خط الفقر. هذا فيما لم تعرف كلفة الحرب الأخيرة على هذا البلد المنهك. وحيال هذه الظروف المأساوية تداعى ناشطون لبنانيون وأصدقاء فرنسيون لمحاولة مساعدة لبنان، كما أكدت فاعور. ولفتت إلى أن منظمي الحفلات كلهم من المتطوعين، مثلهم مثل جميع الفنانين المشاركين، الذي سيعزفون لمساعدة لبنان. أما أرباح هذه المبادرات الموسيقية الحالية فستذهب لدعم الصليب الأحمر اللبناني، وذلك بالتوافق معهم وبتنسيق وثيق مع المركز الفرنسي في لبنان.لدعم الصليب الأحمروأضافت فاعور أنّ اختيار "لبيروت" كعنوان لهذه السلسة من الحفلات أتى تيمّنًا بأغنية السيدة فيروز، والهدف إشراك أكبر عدد ممكن من الفنانات/ين اللبنانيات/ين، أو من أصول لبنانية، أو من الأجانب المحبين للبنان، هو مساعدة بلدهم المنكوب. أما اختيار الصليب الأحمر كجهة تعود لها أرباح المشروع فلكونها الجهة الأكثر موثوقية في لبنان، ولأنها تساعد اللبنانيين في أوقات الحرب والسلم.في الوقت الحالي وقع الخيار على فنانين ذائعي الصيت عالمياً، لكن في المشاريع المقبلة، التي ستخصص دوماً لدعم الصليب الأحمر، سيصار إلى استقدام فنانين لبنانيين غير معروفين عالمياً، وذلك لدعمهم من خلال تواجدهم على المسرح عينه إلى جانب الفنانين المشهورين. فيكسبون فرصة ليتعرف إليهم الجمهور الفرنسي والمغتربين اللبنانيين. هذا فضلاً عن نشر الثقافة اللبنانية في فرنسا، كأحد أهداف مشروع "لبيروت".أبرز الفنانين المشاركين
عبد الرحمن الباشا: وُلد عبد الرحمن الباشا في بيروت وسط عائلة موسيقية، وبدأ دراسة البيانو منذ صغره. في سن العاشرة، قدّم أول حفلاته مع الأوركسترا. التحق بالمعهد الوطني العالي للموسيقى في باريس، حيث درس في فصل Pierre Sancan، وحصل على أربع جوائز أولى (البيانو، الموسيقى الغرفية، الهارموني، والكونتربوينت)، وقدم حفلاته في أبرز القاعات العالمية وعزف كعازف منفرد مع كبار الأوركسترات الدولية. وتتضمن تسجيلاته الغنية قرابة 25 ألبومًا، تغطي أعمال باخ، وبروكوفييف، بالإضافة إلى شوبان، ورافايل، وبيتهوفن.بشار مارسيل خليفة: مؤلف موسيقي، وعازف بيانو، وعلى العديد من الآلات. يتميز أسلوبه بمزج الموسيقى الكلاسيكية والتقليدية والجاز مع الموسيقى الإلكترونية، ما يجعله غير قابل للتصنيف ضمن نمط معين. هو نجل الفنان مارسيل خليفة، ولد في بيروت عام 1983 ثم انتقل إلى فرنسا فتأثر بثقافتين موسيقيتين: الشرقية والغربية. تعكس مؤلفاته مواضيع الحرب، والنفي، والحزن، وأيضًا الأمل وجمالًا خاصًا للعالم.أصدر خمسة ألبومات، آخرها "On/Off"، الذي تم تسجيله بالكامل في لبنان، وتم ترشيحه لجوائز "Victoires de la Musique". ومنذ عام 2013، عمل على تأليف الموسيقى التصويرية لأفلام عدّة.فيلسيان برو: ولد عام 1986 في الأوفيرني بفرنسا، وبدأ عزف الأكورديون في عمر السادسة. وعام 2007 فاز بثلاث مسابقات عالمية، لكن مسيرته المهنية اتخذت منعطفاً مهمًا عام 2017، مع مشروع Pari des Bretelles الذي لقي نجاحاً سريعاً. وشارك مواهب فنيّة عدّة بأعماله، ويعزف في العديد من المهرجانات المرموقة والصالات المهمة عالمياً. وافتتح الألعاب الأولمبية في باريس الصيف الماضي، متوّجًا سفيرًا للأكورديون. يعتبر ممثلًا للأكورديون لدى الجيل الجديد من الموسيقيين الكلاسيكيين. زار لبنان مرّات عدّة وعزف ألحانه معبّرًا عن تعلّقه العميق بهذا البلد.آستريغ سيرانوسيان: ربحت جوائز عدّة في سباق بانديريكي، تعزف آستريغ صولو ومع اوكسترايات عدة مرموقة، وفنانين عريقين. تدعى بانتظام من قبل الكبير دتنييل بارونبوم، ويشاركها المسرح شركاء مرموقين مثل سيمون راتيل، و مارتا ارجريش. تتخذ من كبرى القاعات مسرحًا لها، ولها إطلالات عبر وسائل الإعلام. وهي المديرة الفنية لمهرجانات عديدة مثل Musicades و Festival du Violoncelle Adele Clement… وتلتزم العديد من المشاريع، آخرها إطلاق مهرجان Nadi et Lili Boulanger a Trouvilleعام 2024. في العام 2019، أسّست بعثة "سبيداك سيڤان" التي تهدف لمساعدة الأولاد في لبنان وأرمينيا وذلك عبر الموسيقى.