تصدر عنوان "الاستيلاء على غزة"، الذي طرحه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال استقباله رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، فجر اليوم الأربعاء، كبريات الصحف والمجلات الأميركية والإسرائيلية. وفيما وصفت مجلة "تايم" طرح ترامب بالغريب، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال"، عن كيفية تشكّل خطة الرئيس الأميركي، في حين قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، إن المؤتمر الصحفي المشترك بين نتنياهو ترامب، هو "قنبلة".اقتراح متماسك
ونقلت "وول ستريت جورنال"، عن مسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي، قولهم إن خطة ترامب للسيطرة على قطاع غزة، تشكّلت أخيراً، وقام بعرضها على مساعديه وحلفائه لاحقاً. وفيما وصف المسؤولون الاقتراح بـ"المتماسك"، أكدت الصحيفة أن المسؤولين من خارج الدائرة المقربة لترامب، لم يعلموا بالفكرة خلال التخطيط للاجتماع مع نتنياهو.
ولاقت خطة ترامب استهجاناً في الولايات المتحدة، حتى بين المقرّبين من الرئيس الأميركي، كما أثارت ردود فعل في فلسطين وفي دول عربية بينها السعودية. وفي السياق، قال أحد أكثر المقربين من ترامب، وهو واحد من جامعي التبرعات الموالين لإسرائيل، إن فكرة ترامب "مجنونة"، مشيراً إلى أن مثل هذا النوع من السياسة قد يستغرق أكثر من عام لإكماله، مع وجود كثير من المتغيرات المجهولة التي قد تجعل تنفيذ الفكرة بسلاسة صعباً.
وقال الرئيس الأميركي، إن الولايات المتحدة ستسيطر على غزة وتمتلكها. وأضاف "الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على قطاع غزة وسنقوم بعمل هناك أيضاً. سوف نمتلكها. وسنكون مسؤولين عن تفكيك كل القنابل غير المنفجرة والأسلحة الأخرى الخطيرة في هذا الموقع". ولم يستبعد نشر قوات أميركية في القطاع.
ورغم أن تفاصيل خطة ترامب الكاملة لغزة قد لا تكون واضحة، إلا أنه قال في العشرين من كانون الثاني/يناير للصحافيين، بعد أدائه اليمين الدستورية، إن موقع غزة مثير للاهتمام، ورأى أنها منطقة ذات موقع مميز على البحر، وتتمتع بمناخ رائع. وعندما سُئل عما إذا كان سيساعد في إعادة إعمار القطاع، قال ترامب: "ربما".
ووفقاً لـ"وول ستريت جورنال"، فإن أحد الأشخاص المطلعين، قال إن ترامب أخبر نتنياهو في مكالمة هاتفية أواخر الصيف الماضي، بأن قطاع غزة قطعة عقارية جيدة وطلب منه التفكير في أنواع الفنادق التي يمكن بناؤها هناك. في غضون ذلك، وصف السفير الأميركي الأسبق في إسرائيل دان شابيرو، اقتراح ترامب بأنه غير جاد، مشيراً إلى التكاليف الباهظة المحتملة، سواء المالية أو من حيث التدخل العسكري الأميركي، عدا عن غياب الدعم من الحلفاء الإقليميين الرئيسيين.
مرحلة حساسة
بدورها، أفادت مجلة "تايم" بأن طرح ترامب، يأتي في لحظة حساسة بالنسبة لاتفاق وقف إطلاق النار. ورأت المجلة الأميركية أن ترامب تجاهل تاريخ الصراع على ملكية الأرض في هذه البقعة من العالم، مشيرة إلى أن ملكية الأرض جزء أساسي من صراع الشرق الأوسط.
وربطت قناة "سي إن بي سي" الأميركية، طرح الرئيس الأميركي، بمجموعة من القرارات المماثلة التي طالع بها العالم خلال الأيام المعدودة التي أمضاها في البيت الأبيض بعد تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة للمرة الثانية، مشيرة إلى أن تصوره يأتي في أعقاب كشفه عن رغبة في الاستيلاء على غرينلاند من الدنمارك، وأن تصبح كندا الولاية الحادية والخمسين للولايات المتحدة، وأن تستعيد الولايات المتحدة السيطرة على قناة بنما.
من جهتها، وصفت شبكة "سي إن إن" تصريحات ترامب بأنها "تأكيد لافت من رئيس أميركي في منصبه، لا سيما أنه رئيس صعد إلى السلطة السياسية في الولايات المتحدة من خلال انتقاده للحروب الأميركية الأطول في الشرق الأوسط، وتعهده بإعادة الاستثمارات الأميركية إلى مواطنيها. وهي تفتح الباب أمام مجموعة من الأسئلة حول الكيفية التي سيمضي بها ترامب في الاستيلاء على الأراضي، وما هي صلاحياته القانونية ومن سيدفع ثمن هذا الجهد".
وتوقعت الشبكة الإخبارية، أنه "سيكون هناك الكثيرون في المنطقة ممن يعارضون خطة ترامب، على الرغم من ادعائه بأن جميع محاوريه يحبذونها"، وأشارت إلى رفض مصر والأردن بالفعل فكرة قبول المزيد من اللاجئين الفلسطينيين، خشية زعزعة الاستقرار وعدم السماح للفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم.