2025- 02 - 05   |   بحث في الموقع  
logo احباط عملية تهريب أسلحة من سوريا الى لبنان logo رئيس الطائفة اليهودية في لبنان مُختفٍ...وإسرائيل تطالب به logo معلومات جديدة حول شاحنة الأسلحة المضبوطة في الوردانية logo وزارة الماليّة: صورة النموذج الاقتصادي في حقبات logo برق ورعد وثلوج.. وتحذير من تشكل السيول logo خامنئي عين الامين العام لـ”حزب الله” الشيخ قاسم وكيلا له في لبنان logo مانشيت “النهار”: مناخ محتدم يسخّن الاعتراضات على التأليف logo افتتاحية “الديار”: دعم دولي لولادة حكومية قيصرية بثقة متواضعة
حروب ترامب ذات اليوم الواحد
2025-02-05 10:25:56

لحسن الحظ، خرج ترامب من أول حروبه منتصراً قبل أن تبدأ المعارك. لا تناسب في الأوزان. الرئيس الأميركي من جانب، مثل طفل في جسد هائل يعبث بأزرار العالم، وفي الجهة الأخرى الرئيس الكولومبي، أول رئيس يساري في بلده، في وزن الريشة، يجرد كل أسلحته البلاغية على منصة "أكس" مثل شاعر مغمور ضل طريقه إلى عالم السياسة. احتجاجاً على معاملة المواطنين الكولومبيين المرحلين من الولايات المتحدة بطريقة غير آدمية، يصدر الرئيس الكولومبي غوستاف بيترو قراراً بمنع استقبال طائرات الترحيل الأميركية وهي في الجو، وطالب أن يتم الترحيل على طائرات مدنية بدلاً من الطائرات العسكرية. وفي الحال، يلجأ ترامب إلى سلاحه الهجومي المفضل، مهدداً بفرض تعريفه جمركية بقيمة 25 بالمئة على الصادرات الكولومبية، هذا علاوة على عقوبات ضد المسؤولين الكولومبيين.بيترو الموشكة فترته الرئاسية على الانتهاء، ويحظى بنسبة قبول شعبي بالكاد تتجاوز 30 بالمئة، فاجأه رد الفعل الأميركي المبالغ فيه، ولم يكن أمامه بعد التهديد بفرض تعريفة مماثلة على الواردات الأميركية، سوى التراجع بأقل الخسائر الممكنة. في النهاية تربط بوغوتا علاقات وثيقة مع واشنطن، بل تعد كولومبيا الحليف الأقرب للولايات المتحدة في أميركا اللاتينية، وهي واحدة من أكبر متلقي المساعدات الأميركية بالعموم، والأولى على مستوى القارة اللاتينية. صحيح أن تلك المساعدات انخفضت بشل رمزي تدريجياً منذ تولى بيترو الرئاسة، إلا أن الولايات المتحدة لا تزال الشريك التجاري الأول لكولومبيا بحصة 27 بالمئة من حجم تجارتها الإجمالي. يخرج بيترو مهاناً من المواجهة غير الضرورية التي ورط نفسه فيها. أما الإعلان الاحتفالي الأميركي بالنصر، واستعادة البلاد لهيبتها في العالم، فيعبر عن خواء أميركي أكثر من أي شيء آخر. حيث أن بوغوتا داومت في الماضي على استقبال طائرات الترحيل الأميركية، وفي العام الماضي استقبلت 124 طائرة، وإن كان هذا كله لا يمثل سوى نسبة هامشية من مئتي ألف كولومبي يقدر أنهم يعيشون في الولايات المتحدة من دون وضع قانوني.في تراجع عن الاتفاقية التجارية مع كندا والمكسيك، التي سعى إليها ترامب بنفسه في ولايته الأولى، يعود في ولايته الثانية ليفرض على الجارتين تعريفة بنسبة 25% على الواردات. في المقابل، يعلن البلدين عن الرد بالمثل، ويهدد ترامب برفع التعريفة أكثر في هذه الحالة. الضرر الذي سيلحق بكندا والمكسيك بالغ بلا شك، لكن الولايات المتحدة أيضاً ستتضرر على أكثر من مستوى.
من جهة المصداقية، سيبدو جلياً لدول العالم أن عقد الاتفاقات مع البيت الأبيض هو أمر لا يستحق العناء، طالما يمكن التراجع عن بنودها بهذا الشكل العبثي. اقتصادياً، من المتوقع أن تساهم الحرب التجارية مع الشريكين التجاريين الأكبر للولايات المتحدة بعد الصين في فقدان مئات الألوف من الوظائف في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى رفع نسبة التضخم. يقر ترامب نفسه بهذا حين يصرح بأن التعريفة ستكون مؤلمة للمواطنين الأميركيين. من ناحية المنافسة مع الصين، سيصب تحطيم سلاسل التوريد بين دول أميركا الشمالية في مصلحة بكين، التي تسعى إلى إعادة رسم خريطة تلك سلاسل عالمياً وتوسيع شبكات شركاتها في التخوم الأميركية.على مستوى جماهيري، انطلقت حملات مقاطعة المنتجات الأميركية في كندا بالفعل، وطال الضرر إيلون ماسك، الحليف الأقرب لترامب، بعد أن ألغت حكومة أونتاريو تعاقداً مع شركة "ستارلينك" المملوكة له، بالإضافة إلى التهديد بمنع الشركات الأميركية من المناقصات الحكومية. وفي ظل التهديد بإشعال حرب تجارية مماثلة مع دول الاتحاد الأوروبي، لا يمكن استبعاد أن تتوسع مشاعر العداء الجماهيري ضد الشركات الأميركية لتصبح ظاهرة عالمية.
هكذا قبل أن يبدأ تطبيق التعريفة تم تجميدها لمدة شهر. أعلنت كندا عن بعض التدابير المتعلقة بضبط الحدود، كان معظمها أُعلن بالفعل في العام الماضي، وبالمثل أعلنت المكسيك عن تعزيز الأمن على الحدود بقوة من الحرس الوطني.يحتفي البيت الأبيض بالانتصارات المتوالية، مع أن الخطوات الكندية والمكسيكية لا تتعلق بالاختلال في الميزان التجاري الذي وعد ترامب بتعديله معهما. لا يبدو أن لدى البيت خطة حقيقة، وتبقى استراتيجية التعريفات التجارية باستثناء المفروضة على الصين، مجرد أداة في استعراضات للقوة الأميركية لا يمكن لها أن تستمر أطول من يوم واحد.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top