حاول موفد الرئيس دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف وتكوف، ومسؤول أميركي رفيع في الإدارة الأميركية الجديدة، تبرير مقترح ترامب بتهجير سكان قطاع غزة، لكن تقارير عبرية أفادت بأن إسرائيل، بدأت منذ نحو شهرين مناقشة خطط لتهجير سكان غزة إلى دولة ثالثة، وذكرت بأن هذه المناقشات سبقت طرح ترامب، لهذه الفكرة علناً.
جاء ذلك، فيما شددت مصر والأردن اليوم الثلاثاء، على ضرورة التمسك بموقف موحد يساعد في تحقيق السلام الإقليمي، في إشارة إلى رفض مقترح ترامب.
مخطط إسرائيلي
وقال موقع "واينت"، اليوم الثلاثاء، إن جهات رفيعة المستوى في إسرائيل تقود المحادثات حول تهجير سكان قطاع غزة، والتي بدأت قبل نحو شهرين. وذكر أن تل أبيب تبعث بإشارات توحي بمنح "ضوء أخضر"، لإعداد خطط تهدف إلى "تشجيع هجرة" سكان قطاع غزة إلى دولة ثالثة، على ألا تكون مصر أو الأردن.
ووفقاً للتقرير، شملت هذه النقاشات بحث دور إسرائيل في تنفيذ هذه الخطط. ونقل "واينت" عن مصدر مطلع قوله، إن هناك "خططاً قيد الدراسة" داخل الدوائر الإسرائيلية، لـ"تشجيع الهجرة" من قطاع غزة، تشمل الجوانب القانونية المتعلقة بذلك.
وأفاد التقرير بأنه خلال اجتماعات المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت)، أثار وزراء من اليمين المتطرف هذه القضية عدة مرات، مطالبين بتشجيع الهجرة من غزة بالتوازي مع إقامة مستوطنات إسرائيلية في القطاع.
وأضاف أن زعيم حزب "القوة اليهودية" إيتمار بن غفير، دفع نحو تبني مثل هذه الخطة، وناقشها مع نتنياهو. وكان قد صرّح مؤخراً بأن نتنياهو "بدأ يظهر انفتاحاً" تجاه الفكرة. وأبدى وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، دعمه لإنشاء مستوطنات في غزة، وتهجير سكان القطاع.
تبريرات أميركية
وأكد موفد الرئيس الاميركي دونالد ترامب إلى لشرق الاوسط، ستيف وتكوف، دخول "المرحلة الثانية من محادثات وقف إطلاق النار في غزة"، مشيراً، من ناحية أخرى، إلى أنه سيلتقي رئيس الوزراء وزير الخارجية القطرية، الشيخ محمد بن عبد الرحمن ال ثاني، في فلوريدا، الخميس.
وأوضح ويتكوف، في تصريحات من واشنطن، أنه "حينما يتحدث الرئيس (دونالد) ترامب عن تنظيف غزة، فهو يتحدث عن جعل غزة قابلة للسكن مرة أخرى". وأضاف "هذا مشروع سيتطلب وقتاً طويلاً. حفر الانفاق الهائلة تسبب في تقويض قدرة الصخور على تحمل المباني وسنحتاج الى وقت لتقييم أثر ذلك على البناء المستقبلي".
وقال الموفد الأميركي، "إن اعادة إعمار غزة ستتطلب سنوات، سنحتاج ما بين 3 الى 5 سنوات لتنظيف سطح غزة، قبل أن نتمكن من رؤية ما يوجد تحت الأرض، ثم وضع خطة رئيسية لإعادة البناء فوق الارض، وبناءً على هذه الحقائق الهندسية من غير العادل أن نقول إن الفلسطينيين سيعودون خلال خمس سنوات، لأن هذا غير منطقي".
وأضاف "نعمل على التأكد من انتهاء المرحلة الاولى من اتفاق غزة من دون مشكلات. هناك 30 ألف ذخيرة غير متفجرة في غزة، ولا يوجد ماء أو كهرباء، ولا نعلم نوع الأمراض التي تتطور في هذه المنطقة"، واستطرد: "لو كانت هذه المنطقة في الولايات المتحدة لمنع الناس من العودة إليها، وأين سيذهب سكان غزة، هو سؤال كبير نعمل على حله".
من جهته، حاول مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية، خلال إحاطة صحافية اليوم الثلاثاء، تبرير دعوات ترامب للترحيل القسري لسكان القطاع، بزعم أن غزة منطقة دمار شامل، وأن إعادة إعمارها قد تستغرق أكثر من عقد.
وقال إن ترامب يرى أن القطاع بات "موقع هدم"، وأن إعادة بنائه لن تكون ممكنة خلال ثلاث أو خمس سنوات، بل قد تستغرق ما بين 10 إلى 15 عاماً. وأضاف أن "الرئيس لا يرى أنه من الإنساني إجبار السكان على العيش وسط الأنقاض ومخلفات الحرب"، لافتاً إلى أن ترامب "يبحث عن حلول تتيح لسكان غزة حياة طبيعية خلال إعادة الإعمار".
وقال المسؤول إن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، عاد من زيارته لغزة وهو "مذهول مما شاهده هناك"، مضيفاً "الوضع غير صالح للعيش، ونحن تواصلنا مع الدول العربية للعمل على إيجاد للأشخاص هناك".
وأشار إلى أن "الولايات المتحدة لن تفرض قراراً، لكنها تريد من الشركاء العرب وإسرائيل المساعدة في صياغة "حلول مبتكرة" لهذا التحدي، مشدداً على أن ترامب "لا يريد استمرار حكم حماس في غزة"، مشيراً إلى أن هذا أحد الأهداف الرئيسية التي ستناقش في اللقاء مع نتنياهو.
وأوضح أن إدارة ترامب تسعى إلى "إلغاء وتصحيح" العديد من القرارات التي اتخذتها إدارة الرئيس السابق جو بايدن، في المنطقة. وقال: "مع قيادة ترامب تتحسن شراكتنا التاريخية مع إسرائيل بسرعة كبيرة".
موقف موحّد
في المقابل، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والملك الأردني عبد الله الثاني، خلال محادثة هاتفية بينهما، اليوم، ضرورة التمسك بموقف موحد يساعد في تحقيق السلام الإقليمي.
وأوضح بيان صادر عن الرئاسة المصرية، أن الاتصال بين السيسي وعبدالله الثاني، بحث "تطورات الأوضاع الإقليمية"، بما فيها وقف إطلاق النار في غزة، وضرورة "سرعة إعادة إعمار" القطاع الفلسطيني، بحسب بيان للرئاسة المصرية.
وأضاف البيان أن الزعيمين "شددا على ضرورة الأخذ بالموقف العربي الموحد المطالب بالتوصل إلى السلام الدائم في منطقة الشرق الأوسط".
في غضون ذلك، ذكرت صحيفة "العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، أن السيسي، سيتوجه إلى واشنطن في 18 شباط/ فبراير الحالي، لبحث مجموعة من الملفات، على رأسها مقترح ترامب لنقل سكان غزة إلى كل من مصر والأردن، ووقف إطلاق النار في غزة والبحث عن حلول دائمة للقضية الفلسطينية، وسيطرح "خطة مصرية شاملة لإعادة إعمار غزة دون تهجير سكانها"، في إشارة إلى الموقف المصري الرافض للمقترح الأميركي.