نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولٍ كبير في الإدارة الأميركيّة، قوله إنّ الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتانياهو "سيبحثان اليوم الحفاظ على اتفاقات وقف إطلاق النار في غزّة ولبنان" وذلك خلال زيارة نتانياهو إلى واشنطن. يأتي هذا التصريح في وقتٍ لا يزال فيه الوضع الأمنيّ على الحدود اللّبنانيّة مع إسرائيل يشهد خروقات مستمرة من جانب القوات الإسرائيليّة، حيث تتصاعد الاعتداءات على القرى الجنوبيّة، في ظلّ تحدّي الأهالي لإصرارهم على العودة إلى أراضيهم رغم الخطر المحدق.استمرار الانتهاكاتوفي الأسبوع الأخير، تكثّفت الاعتداءات الإسرائيليّة على قرى الجنوب. وأقدم الاحتلال مساء اليوم على تفجير منازل في بلدة عيترون، ما أدى إلى تسويتها بالأرض. وفي تصعيد آخر، استخدمت طائرة مسيّرة إسرائيلية "درون" قنابل صوتية لاستهداف عناصر الهيئة الصحية الإسلامية أثناء محاولتهم انتشال جثامين شهداء وفتح الطرق في بلدة عيتا الشعب، في محاولة واضحة لمنعهم من استكمال مهمتهم. وعلى الرغم من محاولات الفرق المتكررة، إلا أن الطائرة المسيّرة حالت دون تنفيذ المهمة، فيما لم يُسجَّل وقوع إصابات.
كما واصلت القوات الإسرائيلية انتهاكاتها، حيث قطعت عصر اليوم الطريق الرئيسية بين كفرحمام وراشيا الفخار لمنع تقدم قوة إسرائيلية ضمت ست آليات. وكانت القوة قد اجتازت الخط الحدودي من محور مزارع شبعا، وتقدمت نحو محيط كفرحمام وسط إطلاق كثيف للرصاص، قبل أن تعود أدراجها بعد نحو ساعتين.بيان الجيشوصدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه، البيان الآتي: "انتشرت وحدات عسكرية في بلدة الطيبة – مرجعيون في القطاع الشرقي ومناطق حدودية أخرى في منطقة جنوب الليطاني بعد انسحاب العدو الإسرائيلي، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار (Mechanism). تُجدّد قيادة الجيش تأكيدها أهمية التزام المواطنين بالتوجيهات الصادرة في بياناتها الرسمية، والتقيد بإرشادات الوحدات العسكرية المنتشرة في المناطق الجنوبية، حفاظًا على أرواحهم وسلامتهم".
إلى ذلك، أعلنت المديرية العامة للدفاع المدني، اليوم الثلاثاء، أن "فرق الإنقاذ تواصل، بالتنسيق الكامل مع الجيش، تنفيذ عمليات البحث والمسح في المناطق التي تعرضت للعدوان الإسرائيلي، وذلك بناء على توجيهات المدير العام للدفاع المدني بالتكليف العميد نبيل فرح". وأشارت إلى أن "الفرق المختصة تمكنت اليوم من انتشال أشلاء شهيدين من تحت الأنقاض في بلدة الخيام، أحدهما من حي الجلاحية والآخر من نزلة وادي قيس. وتم نقل الأشلاء إلى مستشفى مرجعيون الحكومي لإجراء الفحوص الطبية والقانونية اللازمة، بما في ذلك فحوص الحمض النووي (DNA) تحت إشراف الجهات المختصة لتحديد هوية الشهيدين". وأكدت "التزامها الكامل بأداء واجباتها الإنسانية والوطنية، بالتعاون الوثيق مع الجيش، حتى الانتهاء من عمليات البحث عن جميع المفقودين، رغم الظروف الميدانية الصعبة والتحديات التي تفرضها طبيعة المهام المنفذة".
يعكس استمرار الاعتداءات الإسرائيلية هشاشة وقف إطلاق النار، ما يثير المخاوف من تفجّر الأوضاع مجددًا في المنطقة، وتحديدًا بعد التهديدات الإسرائيليّة الّتي نقلتها بعض التقارير عن مصادرٍ مطلعة على أجواء لجنة وقف إطلاق النار، نية إسرائيل البقاء في بعض التلال داخل لبنان في اللبونة وجبل بلاط وتلة الحمامص وغيرها. وهذه التلال تكشف الجنوب اللبناني من شرقه إلى غربه، وتكشف معه عدم التزام إسرائيل بالقرارات الدولية.وفي سياق منفصل، شهدت الحدود اللبنانية السورية تطورًا لافتًا، حيث أغلقت الإدارة السورية الجديدة المعابر غير الشرعية في منطقة وادي خالد بعكار.