قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن بلاده سترفع مستوى العلاقة مع سوريا، إلى مستوى "شراكة استراتيجية"، فيما أكد الرئيس السوري أحمد الشرع، بدء العمل بين دمشق وأنقرة، في ملفات كبرى، على رأسها بناء استراتيجية مشتركة لمواجهة التهديدات الأمنية.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك للرئيسين في العاصمة التركية أنقرة. ووصل الرئيس الشرع، اليوم الثلاثاء، إلى تركيا، في ثاني زيارة خارجية له منذ تنصيبه رئيساً للمرحلة الانتقالية، كما أنها أول زيارة لرئيس سوري إلى تركيا، منذ 15 عاماً.
شراكة استراتيجية
وقال أردوغان إنه ناقش مع الشرع العلاقات الثنائية وسبل تطويرها، مؤكداً وحدة وسيادة الأراضي السورية. وأضاف أن المرحلة المقبلة ستشهد كثافة في الزيارات واللقاءات مع الجانب السوري، وذلك لرفع العلاقات إلى المستوى الاستراتيجي.
وذكر أن الشعب السوري تعرض منذ 13 عاماً، للظلم والبراميل المتفجرة والابادة على يد نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، "المجرم"، وأدى ذلك إلى استشهاد عشرات آلاف السوريين.
واعتبر أن الشعب السوري أصبح حراً في توجبه مستقبله، مؤكداً استمرار وقوف تركيا بجانبه، "كما وقفت بجانبه سابقاً في الأوقات العصيبة"، معرباً عن أمله في أن يكون اجتماعه بالشرع، وسيلة للخير بين الشعبين التركي والسوري.
ولفت إلى أن أساس السياسة التركية في سوريا، كانت منذ فترة طويلة "الحفاظ على سلامة أراضي هذا البلد ووحدته"، كما وصف زيارة الشرع بـ"التاريخية"، و"بداية لمرحلة الصداقة والتعاون الدائم بين البلدين".
وقال إنه أبلغ الشرع باستعداد تركيا لتقديم الدعم اللازم لسوريا في مكافحة كل أشكال "الإرهاب"، سواء داعش، أو تنظيم حزب "العمّال" الكردستاني، مضيفاً أن "التحرك المشترك مع سوريا" سيجعل الجغرافية المشتركة خالية من "الإرهاب".
انسحاب إسرائيل
من جانبه، شكر الشرع نظيره التركي، مؤكداً أن "الشعب السوري لن ينسى ما قدمته تركيا لسوريا طيلة السنوات الماضية"، و"الوقفة التاريخية" للدولة التركية، مؤكداً أن هناك علاقات "أخوية متميزة بين البلدين ونؤكد على تحويلها إلى شراكة استراتيجية عميقة في كافة المجالات".
وقال الشرع إن ناقش مع اردوغان "ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي التي دخلتها مؤخراً، وفقاً لاتفاق فض الاشتباك عام 1974"، كما دعا الرئيس التركي إلى زيارة سوريا. وثمّن "حرص الرئيس أردوغان على إنجاح المرحلة الانتقالية في سوريا".
إعادة الإعمار
وفيما يتعلق بإعادة الإعمار، أبدى اردوغان استعداد بلاده لدعم إعادة إعمار المدن المدمرة في سوريا، وتسريع التنمية الاقتصادية، لأن ذلك "سيكسب العودة الطوعية زخماً"، كما دعا العالم العربي والإسلامي لتقديم الدعم المادي والمعنوي اللازم للإدارة الجديدة والشعب السوري.
وقال: "نعمل على تطوير علاقاتنا (مع سوريا) بطريقة متعددة الأبعاد بكافة المجالات بدءا من التجارة والطاقة وصولاً إلى الطيران المدني والصحة والتعليم". وأضاف "ناقشنا مع أخي العزيز (الشرع) الخطوات المشتركة التي يمكن اتخاذها لإرساء الأمن والاستقرار الاقتصادي في سوريا". كما دعا إلى رفع العقوبات عن سوريا، واعتبرها "حجر عثرة أمام نهضتها".
قواعد تركية
يأتي ذلك، فيما نقلت وكالة "رويترز" عن أربعة مصادر مطلعة، قولها إن المتوقع أن يناقش الشرع وأردوغان "اتفاقاً دفاعياً مشتركاً، يتضمن إنشاء قواعد جوية تركية في وسط سوريا وتدريب الجيش السوري الجديد".
وقالت المصادر إن المحادثات ستشمل إنشاء قاعدتين تركيتين في المنطقة الصحراوية الواسعة بوسط سوريا، المعروفة باسم البادية، فيما أكد مسؤول في الرئاسة السورية للوكالة، أن الشرع سيناقش مع أردوغان "تدريب الجيش السوري الجديد، بالإضافة إلى مناطق انتشار جديدة والتعاون العسكري"، من دون تحديد مواقع الانتشار.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع التركية، مطلع على المحادثات بين وزارتي الدفاع في البلدين، إنه لا يملك معلومات حول إنشاء قواعد تركية في سوريا أو تدريب القوات السورية في إطار اتفاق دفاعي محتمل.