دخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الثلاثاء، يومه الـ17، ولا يزال الفلسطينيون يحاولون التخفيف من أوجاعهم، في ظل استمرار عمليات البحث عن المفقودين وسط أكوام الركام وأنقاض المنازل، فيما اعلنت حركة حماس، اليوم الثلاثاء، بدء المرحلة الثانية لمفاوضات اتفاق وقف اطلاق النار في قطاع غزة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل.
وقال المتحدث باسم الحركة عبد اللطيف القانوع في بيان صحافي، إن "اتصالات ومفاوضات المرحلة الثانية بدأت، ونحن معنيون ومهتمون في المرحلة الحالية بالإيواء والإغاثة والإعمار لشعبنا في قطاع غزة".
وأضاف القانوع أن "الاحتلال يعطّل البروتوكول الإنساني في اتفاق وقف إطلاق النار، ويراوغ ويماطل في تنفيذه"، مشدداً على أن "الإيواء والإغاثة لشعبنا قضية إنسانية ملحة لا تحتمل المراوغة والمماطلة من الاحتلال".
وأكد أن "إعادة بناء المستشفيات، وإصلاح الطرق وآبار المياه، تعيد الحياة في غزة بعد الدمار الهائل فيها".
وفي ما يتعلّق بعملية إطلاق النار التي نُفِّذت، اليوم، عند الحاجز العسكري تياسير قرب طوباس في الضفة الغربية المحتلة، ذكر القانوع أنها "تأتي رداً على العدوان المتصاعد بالضفة"، مشيراً إلى أن "غياب محاسبة الاحتلال والصمت الدولي، يشجع الاحتلال على ارتكاب حرب إبادة في الضفة على غرار غزة".
مشروع بن غفير
في موازاة ذلك، قدّم حزب "عوتسما يهوديت" برئاسة إيتمار بن غفير، مشروع قانون "لتشجيع الهجرة الطوعية لسكان قطاع غزة".
ويأتي مشروع بن غفير الجديد في إطار في إطار مخططات الترانسفير الإسرائيلية ضد الفلسطينيين. وأفاد موقع "واينت" العبري، اليوم الثلاثاء، أن غايته هي "تشجيع مغادرة طوعية لسكان قطاع غزة. والمقيم الذي يختار القيام بذلك طوعية، سيطالب بالتوقيع على تصريح بالمغادرة يشمل تعهداً بعدم العودة، وفيما مغادرته لفترة معقولة ستمنحه بعد ذلك بسلة مساعدات اقتصادية يقررها وزير المالية بالتشاور مع وزير الأمن. كما أن المسؤولين عن قاصرين سيطالبون بالتوقيع باسمهم على تصريح للمغادرة والتعهد بخصوص عدم عودتهم".
ووفقاً للمشروع، فإن "سلة المساعدات" لن تمنح لمواطن في قطاع غزة في حال أدين بالضلوع في كفاح مسلح أو معتقل بسبب شبهة كهذه. وفي حال تم منح "سلة المساعدات" لمواطن من غزة ثم طلب العودة إلى القطاع، حتى لو كان قاصراً لدى مغادرته القطاع، سيلزم "بإعادة ضعف سلة المساعدات إضافة إلى فروقات غلاء المعيشة والفائدة، والتشديد على أنه طالما لا يستوفي ذلك، لا يسمح بدخوله إلى قطاع غزة ويهودا والسامرة ودولة إسرائيل".
في المقابل، أكد وزير الخارجية المصرية بدر أحمد عبدالعاطي، أن للقاهرة رؤية بشأن إمكانية تنفيذ مشاريع إعادة الإعمار في غزة مع ضمان بقاء الشعب الفلسطيني على أرضه وعدم خروجه من القطاع. وأشار إلى أن تلك الرؤية واضحة تماماً وهي أن وقف إطلاق النار في غزة يجب أن يكون مستداماً، كما يجب أن تتوفر الإرادة السياسية، لتنفيذ الاتفاق بمراحله الثلاثة بدون تأخير. بالإضافة إلى النفاذ الكامل للمساعدات إلى غزة لمواجهة الوضع الكارثي في القطاع، واحترام ما تم الاتفاق عليه.
من جهته، قال نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره اليوناني جورج جيرابيتريتس، اليوم الثلاثاء، إن إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، يعتبر أولوية قصوى، مؤكداً ضرورة تكثيف الجهود لتثبيت وقف إطلاق النار في المنطقة.
المساعدات
وجاء ذلك، في وقت لا يزال الجانب الإسرائيلي يماطل ولم يلتزم بتعهداته في إدخال مستلزمات الإيواء والوقود إلى القطاع، وسط أزمة إنسانية متفاقمة خصوصاً في الشمال، وفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
وطالب المكتب، في بيان، بإدخال مساعدات إغاثية وإيوائية على وجه السرعة، في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية عقب وقف الحرب الإسرائيلية على القطاع. وأشار إلى أن البروتوكول الإنساني المتفق عليه ينص على إدخال 60 ألف كرفان و200 ألف خيمة مؤقتة لاستيعاب النازحين، بالإضافة إلى 600 شاحنة يومياً تحمل مساعدات ووقوداً، منها 50 شاحنة مخصصة للوقود والغاز، إلى جانب المعدات الطبية والإنسانية.
العودة مستمرة
وواصل النازحون العودة إلى منازلهم المدمرة، فيما استمر جيش الاحتلال بخروقاته لوقف إطلاق النار إذ أطلقت آلياته النار بشكل كثيف شرقي البريج، كما قصف هدفاً في منطقة قريبة من مفترق نتساريم، ونفّذ غارة بمسيّرة على شارع الرشيد شمال غربي المحافظة الوسطى من قطاع غزة.
في غضون ذلك، تتواصل عمليات انتشال الجثامين من مناطق مختلفة في القطاع. وأعلن الدفاع المدني في غزة انتشال جثامين 19 شهيداً من مقبرة عشوائية في محافظة غزة بعد أن استهدفتهم قوات الاحتلال خلال اقتحام مستشفى الشفاء.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة في غزة، عن انتشال 22 شهيداً منهم 20 تم انتشالهم، واثنين جدد أحدهما قضى متأثراً بجراح كان أصيب بها سابقاً، بالإضافة إلى 6 إصابات خلال الـ24 ساعة الماضية. وأشارت إلى ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إى 47 الفاً و540 شهيداً و111 ألفاً و618 إصابة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
على صعيد متصل، أفاد مصدر بوزارة الصحة الفلسطينية في غزة بتأجيل سفر الدفعة الرابعة من المرضى عبر معبر رفح نحو مصر، وذلك لتأخر وصول كشف الموافقة من إسرائيل. فيما قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، اليوم الثلاثاء، إن بلاده استقبلت 15 معتقلا فلسطينيا أفرجت عنهم إسرائيل بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.