تتزايد أعداد الإصابات بمرض السرطان في لبنان. وأكّد وزير الصحة العامة فراس الأبيض "أننا ذاهبون إلى مستوى مقلق بعدد المصابين بالسرطان"، لافتاً النظر إلى أنّ الوزارة "تلقت الأسبوع الماضي تسعين ملفاً لمرضى جدد في أسبوع واحد فقط".
وخلال مؤتمر صحافي عقده في الوزارة لعرض مراحل تنفيذ الخطة الوطنية الخمسية لمكافحة السرطان التي كانت وزارة الصحة العامة قد أطلقتها في شهر تموز 2023، أشار الأبيض إلى أنّ "وزارة الصحة العامة قاربت الموضوع بتأمين موازنة أكبر للدواء وتنظيم الموضوع عبر لجان ساعدت في وضع بروتوكولات علاجية وضبط عملية التوزيع حرصاً على عدم حصول سوء استعمال أو هدر للدواء أو أي إمكانية فساد".
خفض أسعار الأدويةوأضاف الأبيض أنّ "المناقصة التي أجرتها وزارة الصحة العامة، ساعدت على الإتيان بكمية جيدة من الأدوية بأسعار مخفضة، حيث وصلت نسبة التخفيض إلى 38 بالمئة مقارنة بأسعار المناقصات السابقة التي كانت تحصل، ما أدى إلى تأمين المزيد من الأموال لشراء المزيد من الأدوية. وبموجب الجهود المتخذة، تحتوي مستودعات وزارة الصحة العامة في الوقت الراهن على أدوية سرطان تكفي على الأقل لمدة خمسة أشهر مقبلة. وهذا الأمر يحصل للمرة الأولى بما يكفل استمرارية تأمين الدواء للمرضى الذين يعالجون بحسب البروتوكولات المتبعة. كما باتت عملية تسليم الأدوية منتظمة والتأخير في تسليم الدواء أقل بكثير من السابق". وأوضح أنّه "ابتداءً من نصف شهر شباط الحالي ستبدأ الوزارة بتغطية حالات لم تكن مغطاة في البروتوكولات الموجودة".وأكّد الأبيض أنّه "بموجب برنامج تم تنفيذه مع الهلال الأحمر القطري، تمت توسعة أقسام العلاج النهاري للسرطان في عدد من المستشفيات الحكومية، حيث تم افتتاح سبعة أقسام جديدة وسيتم قريباً افتتاح قسمين جديدين فضلاً عن تعزيز الأقسام التي كانت موجودة في السابق. وسمح ذلك للمرضى بالحصول على العلاج في أماكن قريبة من سكنهم بدلاً من التنقل مسافات طويلة لهذه الغاية، وذلك بكلفة أقل بكثير من الكلفة التي يتكبدها المريض في المستشفيات الخاصة. كما أن عدداً كبيراً من الأدوية يقدم بشكل مجاني للمرضى في المستشفيات الحكومية بحيث لا تتعدى تكلفة الجلسة عليهم ثلاثة ملايين ليرة لبنانية وهو رقم ضئيل مقارنة بالأرقام التي يدفعونها في المستشفيات الخاصة".وسلّط الأبيض الضوء على "البرنامج الوطني للسرطان الذي نشأ عن الخطة الوطنية، والذي سمح بجمع كل المعنين بموضوع السرطان من أطباء ومعالجين وعلماء وممثلين عن المستشفيات والنقابات والجمعيات الصديقة للمرضى والبرامج التي تعمل على العناية التلطيفية وشركات الدواء، بحيث ينسق الكل مع بعضهم البعض لوضع الخطط ومواجهة عدو بهذه الشراسة حيث إن توحيد الجهود والخبرات أمر أكثر من ضروري لتحصيل النتائج المطلوبة. كما أنّ الجهد الذي بدأ في تموز 2023 بالإعلان عن الخطة الوطنية للسرطان أنتج جملة برامج إضافية لا تقتصر على تأمين العلاج فقط بل تبدأ من الوقاية والكشف المبكر إلى تجميع المعلومات عبر السجل الوطني لمرضى السرطان وإعادة تأهيل المرضى ليعودوا إلى أهلهم وحياتهم ومجتمعهم".
المرحلة المقبلةلم تتوقّف الوزارة عند ما تمّ تحقيقه، بل هناك مرحلة مقبلة في هذا السياق، تحدّث عنها رئيس لجنة تنفيذ الخطة الوطنية لمكافحة السرطان عرفات الطفيلي، الذي أكّد أنّ "الخطة الوطنية لمكافحة السرطان التي تمتد على خمس سنوات تتضمن برامج متعددة بما فيها إحصائيات وتوعية وكشف مبكر وعلاجات المرض والعلاجات التلطيفية اللاحقة". وأشار إلى أنّ "التوعية والوقاية سيحتلان الأولوية في المرحلة المقبلة التزاماً بالمبدأ المعروف "درهم وقاية خير من قنطار علاج".وكشفَ أنّ "حملة للتوعية من سرطان الثدي وكذلك من سرطان القولون، ستنطلق في شهر نيسان (المقبل)، بالإضافة إلى توسيع السجل الوطني للسرطان، والسعي للإتيان بلقاح ضد سرطان عنق الرحم بسعر مقبول، والإستمرار بتوعية طلاب المدارس الرسمية والخاصة ضد مخاطر التدخين". علماً أنّ وزير الصحّة أشار إلى أنّ "معدلات التدخين في لبنان هي الأعلى ليس فقط بين بلدان المنطقة بل في العالم. فنسبة التدخين في أستراليا وصلت إلى 11 بالمئة فقط من السكان بينما تتفاوت نسبة التدخين في لبنان ما بين 50 و70 بالمئة. علماً أن منظمة الصحة العالمية تتبنى النسبة الأخيرة، وذلك إضافة إلى التلوث البيئي وضعف أو غياب برامج الوقاية والكشف المبكر".