ليست واضحة حتى الآن النتيجة التي سيخرج بها لقاء رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، خصوصاً أن توقيت اللقاء لم يحدد بحسب رغبة نتنياهو الذي أراده في الثامنة بتوقيت القدس المحتلة، وهو وقت ذروة النشرات الإخبارية في إسرائيل، فيما قرره ترامب عند الساعة الحادية عشر.
وذكرت وكالة "رويترز" أن ترمب ونتنياهو سيبحثان الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وسيناقشان المرحلة الثانية من مفاوضات ، وأن ترمب سيركز على تحرير جميع المحتجزين وضمان عدم قدرة استمرار حماس في الحكم.
وأضافت أن "ترمب يعتقد أن إعمار غزة سيستغرق من 10 إلى 15 سنة"، وأنه "يرى غزة موقعاً للهدم، ومن غير الإنساني إجبار الناس على العيش فيها". وقالت الوكالة إن "مشكلة الأوضاع في غزة لا تستطيع الولايات المتحدة حلها بمفردها".مبالغة
يحمل رئيس الحكومة الإسرائيلية في جعبته مجموعة من الملفات إلى واشنطن، أبرزها ثلاثة، الأول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، والثاني يتعلق بإيران وبرنامجها النووي، والثالث وهو الأهم تطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية.وبرأي المراقبين فإن هذه الملفات دونها نقاشات قد تختلف فيها وجهات النظر بين الجانبين، لأن مواقفهما متناقضة حولها، وهذا ربما ما دفع بمسؤول أميركي رفيع، مقرّب من ترامب، إلى القول إنه "على الرغم من أنه طرأ تحسن في العلاقات (بين الرجلين)، لا يزال ترامب لا يحب بيبي ولا يصدقه، ولديه تعاطف تجاه الفلسطينيين أكثر مما يبدو"، بحسب ما نقل موقع "والا" العبري".
ووفقاً للموقع، فإن نتنياهو والمقرّبين منه بالغوا جداً في التقديرات حول نتائج اللقاء، "ورفعوا التوقعات حتى السماء" حيال القضايا التي ستُبحث خلاله، مضيفاً أنه في ما يتعلق بالاتفاق بين إسرائيل وحماس، سيسعى نتنياهو إلى إقناع ترامب بإلغاء هذا الاتفاق واستئناف الحرب على غزة، في نهاية المرحلة الأولى من تبادل الأسرى، بهدف الحفاظ على حكومته ومنع انسحاب حزب الصهيونية الدينية برئاسة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، من الحكومة.
وكانت حكومة نتنياهو قد صادقت على الاتفاق، قبل أقل من شهر، في أعقاب ضغوط شديدة مارستها إدارة ترامب عليها، عشية بدء ولايتها.الملف الإيراني
وبالنسبة إلى الملف الإيراني، عبّر ترامب عن رغبته في التوصل إلى اتفاق مع طهران حول برنامجها النووي، بينما سيحاول نتنياهو الحصول على تعهد من ترامب بإمداد إسرائيل بمساعدات عسكرية تسمح لها بمهاجمة إيران.
وفي هذا الشأن، نقلت "رويترز" عن مسؤول أميركي أنه "من المتوقع أن يوقع ترامب اليوم على أمر تنفيذي، لإعادة تطبيق أقصى الضغوط على إيران". وأضاف أن "قرار ترامب بشأن إيران يهدف إلى حرمانها من جميع السبل للحصول على سلاح نووي ومواجهة النفوذ الخبيث لطهران".
وقال إن أمر ترامب بشأن إيران، يوجّه وزارة الخزانة بفرض "أقصى الضغوط الاقتصادية" عليها مثل العقوبات وآليات تطبيقها على أولئك الذين ينتهكون العقوبات القائمة. وتابع أن "وزارة الخارجية ستعدل أو تلغي إعفاءات قائمة من العقوبات وستتعاون مع وزارة الخزانة لتنفيذ حملة تهدف إلى خفض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر".
درّة التاج
وبالنسبة لترامب ونتنياهو، فإن اتفاق تطبيع علاقات بين إسرائيل والسعودية سيكون "درّة التاج"، لكن كي يحدث ذلك، يحتاج الرئيس الأميركي إلى الحصول على أمرين من نتنياهو، هما إنهاء الحرب على غزة والموافقة على قيام دولة فلسطينية، وهذان الأمران يرفضهما نتنياهو بشكل قاطع. علماً أن ترامب في ولايته الأولى كان داعماً للغاية لإسرائيل، إذ نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وانسحب من الاتفاق النووي مع إيران، واعترف "بسيادة" إسرائيل في هضبة الجولان المحتلة، وطرح خطة "صفقة القرن" التي شملت ضم قسم من الضفة الغربية إلى إسرائيل، و"اتفاقيات أبراهام".
وقال موقع "والا" إن ترامب أدرك في مرحلة ما خلال ولايته السابقة، أن "نتنياهو يخدعه، خصوصاً في الموضوع الفلسطيني. وشعر لاحقاً أن نتنياهو يستغله في الموضوع الإيراني، لكنه احتفظ بمعظم مرارته تجاه نتنياهو في داخله طوال سنين، لأنه اعتقد أن مواجهة علنية مع نتنياهو ستضره في السباق إلى ولاية رئاسية أخرى".
والجدير بالذكر أن ترامب أوقف علاقته مع نتنياهو بعد أن اعترف الأخير بفوز سلف ترامب، جو بايدن، في الوقت الذي كان فيه الأول يسعى إلى نزع شرعية نتائج الانتخابات، ثم قال عن نتنياهو "فليذهب إلى الجحيم"، لكن ترامب رغم كل ذلك وافق على لقاء نتنياهو، في تموز/يوليو الماضي، واستضافه خلال ولايته الحالية من دون أن يترك له حرية اختيار زمان اللقاء الذي سار توقيته بخلاف ما تشتهيه سفن نتنياهو.