سلّم وزير الداخلية الأسبق من عهد النظام السوري المخلوع، اللواء محمد الشعّار، نفسه للسلطات السورية الجديدة، في حادثة هي الأولى من نوعها.
ويُنسب للشعار ضلوعه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في سوريا ولبنان، ويُلقّب بـ"سفاح طرابلس"، كما أنه مدرج على لوائح العقوبات الأميركية والأوروبية والعربية. والشعار الناجي الوحيد من تفجير خلية الأزمة الشهير في دمشق، في العام 2012.
بعد أيام من اعتقال #عاطف_نجيب ابن خالة بشار #الأسد ورئيس فرع الأمن السياسي في #درعا سابقاً، سلّم وزير الداخلية السوري الأسبق اللواء #محمد_ابراهيم الشعار، نفسه للسلطات السورية. pic.twitter.com/v1vGNXmmHz
— Al Modon - المدن (@almodononline) February 4, 2025
الشعّار يسلّم نفسهوظهر محمد الشعار وهو يرتدي قبعة سوداء داخل سيارة برفقة عدد من الأشخاص، حيث تحدث أحدهم عن وجود الشعار معه، وعللّ سبب بثّ المقطع ليكون تسلمه وفق القانون. كما ظهر الشعار على إحدى وسائل الإعلام العربية، لينفي التهم المنسوبة إليه بارتكاب انتهاكات وجرائم.وقال إنه سلم نفسه "طواعية" وكان مصراً على ذلك منذ سقوط النظام، كما زعم أن خلية الأزمة في بداية الحرب، "لم تعطِ أمراً باستخدام العنف"، كما لم تكن تشرف على السجون غير الرسمية، مضيفاً أن وزارة الداخلية كانت مسؤولة عن السجون الرسمية.وينحدر الشعار من منطقة الحفة في ريف اللاذقية، هو من مواليد 1950، التحق بجيش النظام المخلوع- شعبة المخابرات العسكرية في 1971، وتنقل في عدد من المناصب الأمنية، بينها رئيس فرع المنطقة في دمشق، العام 2006، ورئيس فرع الأمن العسكري في كل من حلب وطرطوس، كما خدم في لبنان، كأحد ضباط شعبة المخابرات.وتم تكليف الشعار من قبل رئيس النظام المخلوع بشار الأسد، بوزارة الداخلية، مع انطلاقة الثورة السورية في العام 2011، واستمر في منصبه حتى العام 2018، حين أجرى الأسد تغييرات في الحقائب الوزارية، وعيّن محمد رحمون بدلاً عنه.وكان الشعار أحد أعضاء خلية الأزمة التي شكلها الأسد لإدارة البلاد مع انطلاقة الثورة السورية، وكان الناجي الوحيد من التفجير الشهير في مكتب الأمن الوطني في دمشق في 18 تموز/يوليو 2012، والذي قتل على إثره باقي أعضاء الخلية، وهم وزير الدفاع آنذاك داوود راجحة، ونائبه وصهر الأسد الوحيد آصف شوكت، ومدير مكتب الأمن الوطني هشام بختيار، والعماد حسن تركماني.انتهاكات الشعّاروبحسب موقع "مع العدالة"، فإن الشعار مسؤول عن العديد من الجرائم والانتهاكات بحق الشعب السوري، بينها كافة الجرائم والانتهاكات المرتكبة في سوریا، خلال فترة وجوده كعضو في خلیة الأزمة، منذ تولیه منصبه كوزير للداخلية، لأن خلية الأزمة هي من كانت تقرر طریقة التعامل مع المتظاهرين والثورة بالتشاور مع بشار الأسد.كذلك، هو مسؤول عن كافة الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها عناصر قوى الأمن الداخلي، خلال مساعدتهم لقوات النظام في المناطق الثائرة، والجرائم والانتهاكات التي ارتكبها عناصر شعبة الأمن السياسي في سوریا، كون الشعبة تتبع إدارياً للوزارة، وكذلك كافة الانتهاكات والجرائم التي وقعت في السجون التابعة لوزارة الداخلية.ونظراُ للجرائم التي ارتكبها اللواء الشعار بحق الشعب السوري، فقد تم إدراجه على قوائم العقوبات الغربية، منذ منتصف 2011، وفق ما أورده الموقع.جرائم في لبنانولفت الموقع إلى أن الشعار مسؤول عن ارتكاب جرائم في لبنان، إبان وجود جيش النظام المخلوع هناك. وقال إنه كان "أحد أعمدة الإجرام في لبنان في عهد غازي كنعان". وقال إن قوات النظام ارتكبت تحت إشراف الشعّار "بالتعاون مع الميلشيات العلوية في جبل محسن، مجزرة باب التبانة في كانون الأول/ديسمبر 1986"، ولقب بسببها بـ"سفاح طرابلس".وقال الموقع: "نظراً للدور الإجرامي الذي مارسه بلبنان، فقد اعتمد النظام على اللواء الشعار في ارتكاب المزيد من الانتهاكات في كل من لبنان وسوريا، حيث يعتبر أحد أبرز الضالعين في ارتكاب مجزرة سجن صيدنايا عام 2008".