من يعتقد أن هناك شخصيات في لبنان لا انتماء حزبي أو سياسي أو عائلي او ثورجي لها هو واهم، لان لبنان بلد الطوائف بإمتياز والعائلية متأصلة فيه أباً عن جد، اما عن الحزبيات فحدث ولا حرج، فيما المستجدون هم السياديون والثوريون والدائرون في افلاك السفارات والمنظمات غير الحكومية والجهات المانحة والداعمة والموجهة.
مناسبة هذا الكلام ليس التقليل من اي انتماء او توجه، فلكل انسان الحق أن يختار من يعارض أو يؤيد أو يُفضل رغم أن القاعدة والصح أن يكون الانتماء للوطن قبل اي شيء آخر.
ليس المهم اليوم التنظير بمحبة الوطن، انما الاهم انه بات لدينا رئيس جمهورية ينتظر كل لبناني منه أن يترجم خطاب قسمه ميدانياً افعالاً وانجازات، كما بات لدينا رئيس حكومة مكلف ينتظر ايضاً كل لبناني منه ان تبصر حكومته النور وتكون على قدر التطلعات ويتمتع وزراؤها بمعايير مطلوبة يتوق إليها كل محب لبلده.
لكن على ما يبدو ان هذه الحكومة صعبة التشكيل وسط الاجواء السائدة حتى الساعة ووسط الازدواجية في التعاطي والكلام الكثير والتسريبات التي تتناول الاسماء والحقائب وضرورة ان يكون هذا الوزير من خريجي هذه الجامعة او تلك المدرسة او ان يتسلم الحقائب شخصيات ليست حزبية لكنها تدور في فلك الاحزاب او حكومة تكنوقراط تحت مظلة الاحزاب او التيارات او الطوائف.
“لا توجد وزارة حكراً على طائفة بعينها، ولا وزارة ممنوعة عن طائفة أخرى” كلام صحيح ومقبول ومعيار مطلوب من الرئيس المكلف شرط ان يكون الجميع تحت هذا السقف ولكن في بلد من ١٨ طائفة هل يتحقق هذا المعيار؟.
يتمسك سلام بمعايير محددة لاختيار الوزراء، تشمل فصل النيابة عن الوزارة، واختيار شخصيات كفوءة وغير حزبية، أيضاً هذا معيار مطلوب اذ يجب ان يكون الوزير كفوءاً ويتمكن من ادارة وزارته بحرفية، إنما أن يكون تحديداً غير حزبي فهذا غبن لشريحة كبيرة من الاكفاء في الاحزاب في بلد كما لفتنا سابقاً لا يوجد فيه غير منتمين.
لا تزال التحديات كبيرة امام تشكيل الحكومة والمخاوف والارتياب يجتاج كل الطوائف، اما على صعيد الاحزاب فالاعتراض كبير لدى القوات اللبنانية ومثلها التيار الوطني الحر والكتائب في حين سيكون للتكتل الوطني المستقل موقف اليوم الثلاثاء حول ما أسماه الاستنسابية والازدواجية في حين التكتلات النيابية السنية تعتبر نفسها مستبعدة وترتفع وتيرة اعتراضاتها من دون نسيان بقية مكونات الوطن.
كل ذلك يدعو الى التساؤل، هل رفع الرئيس المكلف السقف عاليا لجهة تشكيل الحكومة بمعاييره؟ وبالتالي هل بإمكانه الوصول الى تقديم حكومة تأخذ ثقة المجلس النيابي ومعه ثقة اللبنانيين ام سنكون امام خيبة أمل جديدة؟
The post معايير سلام تضاعف من تعقيدات التأليف!.. حسناء سعادة appeared first on .