2025- 02 - 04   |   بحث في الموقع  
logo الإهمال يتفاقم في الكورة.. والأهالي يواجهون كارثة النفايات بمفردهم!.. صبحية دريعي logo معايير سلام تضاعف من تعقيدات التأليف!.. حسناء سعادة logo جنوب لبنان.. تاريخ من الثورات الشعبية ضد الاحتلال والهدف الدائم العودة إلى الوطن!.. وسام مصطفى logo مخاوف من حكومة “ثورية” تواجه مجلس نواب “سياسي”!.. غسان ريفي logo بعد رفض مقترحه للتهجير..ترامب: اتفاق غزة قد لا يصمد logo تشكيك بمعايير التشكيل :القوات تعترض والتيار مستبعد والثنائي للمالية logo هدفان مفروضان دولياً: "تعاون" حزب الله وإقصاؤه عسكرياً وسياسياً logo الحاج صالح والعظمة ناقشا ببيروت غد سوريا وثورة المعنى
جنوب لبنان.. تاريخ من الثورات الشعبية ضد الاحتلال والهدف الدائم العودة إلى الوطن!.. وسام مصطفى
2025-02-04 02:55:51

كان جنوب لبنان وما يزال الهدف الأول للاعتداءات الإسرائيلية بحكم موقعه الجغرافي، وتحمّل أهله منذ ما قبل العام 1948 نتائج التطوّرات العسكرية والديمغرافية والاقتصادية التي شهدتها فلسطين وتداعيات المجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني وتشريده وتهجيره باتجاه لبنان، ولكن المعاناة الأكبر تمثّلت آنذاك في إشاحة الدولة اللبنانية بنظرها عن معاناة الجنوبيين، وعدم اكتراثها بما كابدوه من ويلات وجرائم وانشغالها بتثبيت ولائها للانتداب الفرنسي الذي سمح أخيراً ببناء هيكل “دولة مستقلّة” مع إبقاء ربطها بمصالح “المستعمر الأنيق”؛ فما كان من أهل الجنوب إلا أن تظاهروا في بيروت ورفعوا يافطات كُتب عليها: “الجنوب جزء من لبنان يا فخامة الرئيس”، كما وجّه رجل الدين الثائر السيد عبد الحسين شرف الدين رسالة إلى الخوري قال له فيها: “.. إذا لم يكن من قدرة على الحماية، أفليس من طاقة على الرعاية؟ وإذا قرأتم السلام على جبل عامل، فقل السلام عليكم وعلى لبنان”.


وللمناسبة فقد سبق للمفكّر والدبلوماسي اللبناني شارل مالك أن نبّه منذ العام 1949 إلى مخاطر زرع “إسرائيل” في فلسطين المحتلة “على الأقطار العربية المتاخمة فالنائية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً”، محذّراً من “حصول اتفاق خفي بين إسرائيل وبعض اللبنانيين قصيري النظر، فيحدثون انقلاباً موالياً لإسرائيل.. وهذا سيجرّ إلى فوضى، ولن يكون لبنان الكاسب فيها على الإطلاق”.


وتكرّست هذه الحال في السنوات التالية مع تمادي العدوان على قرى الجنوب بشكل مباشر وارتكاب المجازر – مثالاً وليس حصراً – في بلدات صلحا (1948) وحولا (1949) وحانين (1967) ويارين (1974) وعيترون (1975) وبنت جبيل (1976) والأوزاعي وراشيا وعدلون والخيام والعباسية (خلال اجتياح العام 1978) وصولاً إلى اجتياح العام 1982 الذي أسقط بيروت وما تخلّلها من مجازر ارتكبها العدو وعملاؤه في مخيمي صبرا وشاتيلا وبئر العبد وفي قرى إقليم التفاح، دون أن نغفل المجازر الصهيونية المروّعة التي شهدها عدوان الأعوام 1993 و1996 و2006 وصولاً إلى العام 2024، والقاسم المشترك فيها كلّها أنها استهدفت المدنيين في قراهم ومنازلهم ودمّرت مساكنهم وأرزاقهم.


تحرك الناس حيال التراكمات الناتجة عن سياسات الإفقار والتهميش والعزل والإنكار كأنهم شريحة طارئة على النسيج اللبناني، فانطلقوا في تحرّكات شعبية للمطالبة بحقوقهم والاعتراف بوجودهم وتأمين مظلة تحميهم وتحفظ استقرارهم، فكان أن رفع الإمام موسى الصدر شعار نصرة المحرومين منذ العام 1965، ولطالما كان يعلي الصوت منبّهاً إلى واقع الحرمان الذي يعاني منه الناس ولا سيما في الشمال والبقاع والجنوب، فضلاً عن دعواته لتنظيم وقفات شعبية اعتراضاً على سياسة التهميش وكذلك على لا مبالاة المعنيين في الدولة حيال ما كان يجري من اعتداءات إسرائيلية على الجنوب، وأبرزها في أيار العام 1970 حيث دعا إلى إضراب عام “لتذكير الدولة والرأي العام بأنَّ الجنوب جزء من الجمهورية اللبنانية”، ولم يكن الصدر – وهو رمز التعايش المشترك في لبنان – ليتنقد الدولة اللبنانية إلا لأنه استشرف بالفعل خطورة تلك المرحلة وتداعياتها المستقبلية التي ستقود حتماً إلى تمكين العدو من استكمال قضمه لأرض جبل عامل بعدما خسر لبنان في اتفاق ملتبس مجموعة من القرى (السبع) بذريعة الحدود الآمنة وحسن الجوار.


والمستعرض لتاريخ الثورات الشعبية في لبنان ضد الاحتلال يقع بكل سهولة على سلسلة كبيرة من الاحتجاجات والتحركات التي لم تكن ترتدي الطابع العسكري ولكنّها جاءت بمثابة الذراع الذي يؤازر المقاومة باتجاه تشكيل فعل ضاغط وممتدّ على خطوط جغرافية متعدّدة بما يدفع الاحتلال إلى الانسحاب وتحرير الأرض، سواء أكان هذا المحتلّ عثمانياً أو إنكليزياً أو فرنسياً أو إسرائيلياً، فأهل لبنان والجنوب خصوصاً بجموعهم وعلمائهم وشخصياتهم قد آخوا التاريخ في هذا السياق، ولعلّ محطات المواجهة الشعبية قبل وخلال وبعد الاجتياح الإسرائيلي العام 1982 تعدّ نماذج ساطعة في هذا الإطار، وبعضها يصار إلى تغييبه وعدم ذكره طعناً في التاريخ الوطني المشرف ضد الاحتلال.


ولن نستفيض بذكر هذه المحطات إلا أن بعضها يفرض نفسه كثورة أبناء طرابلس على الاحتلال الفرنسي في 13/11/1943 حيث ارتكب الفرنسيون مجرّة مروّعة حين دهست دبابة الطلاب المتظاهرين فارتقى 14 شهيداً وجُرح أكثر من 25 آخرين، وكذلك انتفاضة بلدة أرنون في العامين 1980 و1999 حيث كان الناس هم العنصر الحاسم في دحر الاحتلال عن البلدة، ومن لم يسمع بـ “انتفاضة الجنوب” في العام 1983 احتجاجاً على استمرار الاحتلال وعمليات القمع والاعتقال واعتراضاً على “اتفاق الذلّ” الذي وقّعته الحكومة اللبنانية في 17 أيار، وبرزت مدينة النبطية في انتفاضتها العاشورائية التاريخية وبلدات معركة (نجمة الصبح) والحلوسية وديرقانون النهر وجبشيت وغيرها.


قاوم المدنيون العزّل والنسوة جحافل العدو الإسرائيلي ورصاصه بالحجارة والعصي والماء والزيت المغلي، واستطاعوا إجبار الاحتلال على الإفراج عن الشيخ عباس حرب وتالياً الشيخ راغب حرب صاحب شعار “الموقف سلاح والمصافحة اعتراف”، ولم يجد العدو بدّاً من اغتياله العام 1984 دون أن يفلح في كسر شوكة الناس، وهؤلاء المنتفضون أنفسهم وبأجيالهم هم الذين قادوا مسيرة التحرير في أيار من العام 2000 وخلعوا الأبواب وأزالوا المعابر وفتحوا الطرقات إلى جانب الجيش اللبناني والمقاومة ليعود الجنوب وأهله إلى الوطن. إن شعب الجنوب الذي طالما انتفض في وجه الاحتلال هو نفسه الذي يسطّر اليوم ملحمة صمود جديدة بتعبيد الطريق إلى تحرير قراه وأرضه مهما غلت التضحيات، فتراب الجنوب حين يُجبل بالدم يثمر حريّة وسيادة.




Related Posts

  1. الإهمال يتفاقم في الكورة.. والأهالي يواجهون كارثة النفايات بمفردهم!.. صبحية دريعي
  2. معايير سلام تضاعف من تعقيدات التأليف!.. حسناء سعادة




The post جنوب لبنان.. تاريخ من الثورات الشعبية ضد الاحتلال والهدف الدائم العودة إلى الوطن!.. وسام مصطفى appeared first on .




موقع سفير الشمال الإلكتروني



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top