تنطلق مفاوضات المرحلة الثانية من صفقة غزة في الدوحة، على وقع زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، التي مددها إلى السبت المقبل، وسط مخاوف من مماطلة الأخير في الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، إذ ذكرت القناة 12 العبرية، أن نتنياهو، يدرس تعيين وزير الشؤون الاستراتيجية رون دريمر، رئيساً لفريق المفاوضات ليتولى قيادة الاتصالات في المرحلة الثانية من المفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، بدلاً من رئيس الموساد" ديفيد بارنيع.
حماس مستعدة
وأعلنت حماس اليوم الاثنين، أنها مستعدة وجاهزة لجولة مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق. فيما زار وفد من الحركة برئاسة عضو المكتب السياسي، رئيس مكتب العلاقات الدولية موسى أبو مرزوق، العاصمة الروسية موسكو، حيث التقى الممثل الخاص لرئيس الاتحاد الروسي للشرق الأوسط وبلدان أفريقيا، نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف، في مقر وزارة الخارجية الروسية.
وقال قيادي في الحركة، رفض الكشف عن هويته، لـ "ا ف ب"، إن "حماس أبلغت الوسطاء خلال الاتصالات الجارية واللقاءات التي عقدت مع الوسطاء المصريين الأسبوع الماضي في القاهرة، بأننا جاهزون لبدء جولة المفاوضات للمرحلة الثانية".
وأكد مصدر آخر في الحركة، أن "وفد حماس جاهز وملتزمون بتطبيق بنود الاتفاق".
وحول زيارة وفد الحركة إلى موسكو، قالت حماس في بيان، إن الوفد، ناقش مع بوغدانوف مستجدات الأوضاع في قطاع غزة، خصوصاً فيما يتعلق بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، والاستعدادات لمفاوضات المرحلة الثانية.
وأوضح البيان أن اللقاء استعرض الانتهاكات المستمرة التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك المماطلة في تنفيذ البروتوكول الإنساني.
وأكد رئيس الوفد "أبو مرزوق"، على أهمية الدور الروسي في دعم حقوق الشعب الفلسطيني، مشدداً على ضرورة توفير كل الاحتياجات الإنسانية العاجلة لسكان غزة، ودور روسيا في المساعدات الإنسانية والإغاثة العاجلة والإيواء، ورفض أي محاولات لفرض واقع جديد عبر الحصار أو التهجير القسري.
من جانبه، أكد "بوغدانوف" موقف روسيا الثابت في دعم حقوق الشعب الفلسطيني، وترحيبهم باتفاق وقف إطلاق النار، وضرورة إدخال المساعدات الإنسانية دون قيود.
وشدد على رفض موسكو لأي محاولات لفرض حلول قسرية على الفلسطينيين، مؤكدًا استمرار الجهود الروسية في المحافل الدولية لدعم القضية الفلسطينية، مطالباً في الوقت نفسه، حماس الوفاء بالتزاماتها بالإفراج عن الأسرى لديها.
زيارة نتنياهو
في غضون ذلك، يتصدّر ملف المرحلة الثانية من اتفاق غزة، مباحثات نتنياهو في واشنطن، مع المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، قبل أن يستقبله غداً الثلاثاء، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي قال مساء أمس الأحد، إن "المحادثات حول الشرق الأوسط" مع إسرائيل وعدد من الدول الأخرى تحرز "تقدماً". وأضاف "أعتقد بأن هناك اجتماعات كبيرة على جدول أعمالنا" أثناء زيارة نتنياهو، علماً أن ملف التطبيع بين إسرائيل والسعودية من أبرز الملفات المطروحة على طاولة مباحثات نتنياهو في واشنطن.
خط أحمر
وقبيل اللقاء المرتقب بين ترامب ونتنياهو، قال وزير المالية الإسرائيلية بتسلئيل سموتريتش، اليوم الإثنين، إنه يعارض أي انسحاب إسرائيلي من محور "صلاح الدين" (فيلادلفيا) الحدودي بين قطاع غزة ومصر.
واضاف أن "الانسحاب من محور فيلادلفيا، على سبيل المثال، هو خط أحمر بالنسبة لي، وأن الموقف الذي سيتبناه نتنياهو خلال المباحثات مع ترامب، يجب أن يحفظ المصالح الأمنية الإسرائيلية بدون أي تنازلات قد تؤثر في أهداف الحرب على غزة".
وقال سموتريتش: "أدعم توقيع اتفاقات سلام مع دول عربية إضافية، وعلى رأسها السعودية، لكن بشرط أن تكون مبنية على الحقيقة، وليس على أكاذيب تدّعي أن للعرب حقوقاً قومية في أرض إسرائيل"، مضيفاً "أن أي اتفاق محتمل مع السعودية، لا يمكن أن يترافق مع تقديم أي آمال للسلطة الفلسطينية أو للعرب في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) وقطاع غزة، في ما يتعلق بإقامة دولة فلسطينية في قلب إسرائيل".
انتشال جثامين
ومع دخول وقف إطلاق النار في قطاع غزة يومه الـ16، واصلت الأجهزة الطبية انتشال جثامين الشهداء.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم الاثنين، عن انتشال 18 جثماناً، وسقوط شهيدين أحدهما قضى متأثراً بجراح أصيب كان أصيب بها، بالإضافة إلى آخر جديد، و20 جريحاً خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأشارت إلى ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، إلى 47 ألفاً و518 شهيداً و111 ألف و612 جريحاً.
بدوره، أكد مكتب الإعلام الحكومي في غزة، أن هناك حاجة ملحة وعاجلة لتوفير المأوى للنازحين الذين فقدوا منازلهم جراء العدوان.
وأشار إلى أن الاحتلال يماطل في تنفيذ البروتوكول الإنساني ويتهرب من التزاماته، محملاً واشنطن، المسؤولية الكاملة عن تداعيات عدم التزام الاحتلال بتعهداته.