لم يقدم توضيح مستشفى "الجامعة الأميركية في بيروت" إجابة شافية على المزاعم المنتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تتهمه برفض استقبال جرحى "البيجر". فالجامعة، وفي ردها على المزاعم، أوردت في بيان أن "كل من تلقى العلاج في الجامعة الأميركية أُعطي خطة رعاية شاملة داخل مراكزها وخارجها".
وما لم تورده الجامعة في بيانها، هو عدم التزام المرضى المنتمين إلى "حزب الله" بنظام المستشفى الجامعي، لناحية الإفصاح عن هوية كل مريض/مصاب وحالته بأكملها.
وقالت مصادر معنية بهذا الملف لـ"المدن"، إن الجامعة استقبلت كل جرحى "البيجر" الذين وصلوا اليها لحظة وقوع تلك التفجيرات، وقُدّمت لهم العناية الطبية، وتم نقلهم عبر سيارات الصليب الأحمر والهيئات الصحية الأخرى، بدليل صور سيارات الإسعاف أمام مبنى المستشفى يوم التفجيرات، والمنشورة في وسائل الإعلام كافة.
وفي بدايات الحرب الإسرائيلية الموسعة على لبنان، أيضاً، استقبل مستشفى "الأميركية" بعض المرضى والمصابين، لكن الإدارة اصطدمت بتمنّع الحزب عن الالتزام بقوانين الجامعة وأنظمتها الداخلية، والمتمثلة في تقديم المعلومات الشخصية عن المرضى، وهي بيانات موجودة في بطاقات الهوية اللبنانية الرسمية.. كما تمنّع عن تقديم بيانات الملف الطبي للمرضى (المصابين)، وهي قوانين ومعايير مطبقة في جميع المؤسسات الصحية في لبنان، ومن بينها مؤسسات "حزب الله" الصحية. وعليه، تفهمّ الحزب تلك المطالب، وتوقف عن نقل المصابين الى تلك المستشفى من دون أي إشكال مع الإدارة.
ويعرّف الحزب عن المصابين من المقاتلين (وليس المدنيين) بأرقام محددة، ويعتبر أن هؤلاء لهم خصوصية أمنية، وبالتالي لا يمكن الإفصاح عن بياناتهم الشخصية، ولا عن ملفاتهم الطبية. لذلك، لم يُلقِ أي ملامة على المستشفيات التي ترفض استقبالهم لهذا السبب، خلافاً لما تم تداوله في مواقع التواصل خلال الأيام الماضية.
شكوى مصابي البيجر
ويوم الجمعة، انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي خبر يزعم أن مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت أصدرت تعميماً داخلياً يقضي بـ"عدم استقبال جرحى البيجر واعتبارهم إرهابيين غير مرحب بهم".
فريق "فاكت شيك ليبانون" في وزارة الإعلام تواصل مع فريق الدائرة الإعلامية في الجامعة الأميركية الذي نفى الخبر نفياً قاطعاً، مؤكداً أن "الجامعة الأميركية في بيروت ومراكزها الطبية لطالما قدمت أعلى مستوى من الرعاية الطبية للجميع، بغض النظر عن الدين أو العقيدة أو الوضع الاجتماعي أو الاقتصادي، خصوصاً خلال الأشهر الصعبة التي مر بها لبنان مؤخراً، وأن ما تتناقله وسائل التواصل الاجتماعي يسيء إلى كل من تلقى الرعاية الطبية في (مستشفى) الجامعة الأميركية". وأكدت الدائرة الإعلامية أن "كل من تلقى العلاج في الجامعة الأميركية أُعطي خطة رعاية شاملة داخل مراكزها وخارجها".