توحي الاجواء والمعطيات السياسية أنّ التشكيلة الحكومية وصلت إلى خواتيمها، وبأنّ الرئيس المكلف نواف سلام يعمل على تذليل ما تبقى من نقاط عالقة، لعرض المسودة الأخيرة على رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون خلال الساعات المقبلة. ساعات حاسمة إذاً، يقابلها حدث مهم من ناحية التوقيت، ومحطة قد تكون مفصلية في لبنان والمنطقة مع اللقاء المرتقب غداً بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو في واشنطن، وما يمكن أن يناقشه الطرفان على مستوى التطورات الأمنية في الجنوب، وقبل أسبوع على موعد انتهاء المهلة الاستثنائية لوقف إطلاق النار، وإلى أي مدى ستضغط أميركا على إسرائيل للإلتزام بالإنسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من لبنان.
سياسياً، برز موقف لرئيس الجمهورية العماد جوزاف عون خلال استقباله رئيس واعضاء مجلس شورى الدولة، حيث توجه إليهم بالقول "كونوا مستقلين واحكموا بالعدل فلا تظلموا بريئاً ولا تبرئوا ظالماً وتسلحوا بالقانون". وأضاف عون "مطلوب منكم كقضاء اداري أن تحموا حقوق الدولة وحقوق المواطنين على حد سواء ولا تتأثروا بالإشاعات، وحملات التجني ولتكن قراراتكم مرضاة لضميركم لا لأحد".
كذلك، تسلم رئيس الجمهورية رسالة من رئيسة سويسرا كارين كيلر سوتير، نقلتها سفيرة سويسرة في لبنان ماريون ويشلت، تضمنت تهنئة بالانتخاب وتأكيد أهمية العلاقات اللبنانية السويسرية، بالاضافة إلى وضع الامكانات من أجل المساعدة في الإعمار وتنفيذ الاصلاحات.موقف اللقاء الديمقراطيحكومياً، أصدرت كتلة "اللقاء الديمقراطي" بياناً انّه "توضحياً لما يتم تناقله من مواقف سياسية وتحليلات عديدة حول تشكيل الحكومة وموقف اللقاء الديمقراطي فيها يهم اللقاء إيضاح التالي: إنّ اللقاء يحترم أسس ومعايير التأليف التي أرساها الرئيس المكلف الدكتور نواف سلام، بما فيها وجود شخصيات غير حزبية في هذه المرحلة، ويعتبرها تجربة جديدة وجديرة تستحق الدعم من الجميع".وجاء في البيان أنّ "اللقاء الديمقراطي يؤكد رفضه لمنطق اغراق الرئيس المكلف بالشروط والمطالب المتعددة وتعقيد مهمته فيما المطلوب تسهيل مهمته بالتنسيق مع رئيس الجمهورية لانجاز التشكيلة الحكومية وانطلاقها فيما ينتظرها من مهام وتحديات. ولقد قام اللقاء كما كل الكتل النيابية بالتداول مع الرئيس المكلف بجملة خيارات حول حقائب وأسماء تستوفي هذه المعايير وترك الأمر في عهدته بالتنسيق بينه وبين فخامة رئيس الجمهورية". 14 شباطوعلى مقربة من ذكرى الرابع عشر من شباط، أشار الأمين العام "لتيار المستقبل" أحمد الحريري إلى أنّ "كلمة الرئيس سعد الحريري في 14 شباط ستكون واضحة المعالم بتوجهاتها الوطنية، وبالموقف من التحولات في لبنان والمنطقة، وبتأكيد معاني الذكرى وترسيخ نهج الاعتدال". وشدد على أن "كل مواقف الرئيس سعد الحريري كانت وما زالت تصب في خانة حماية الناس، ووحدة اللبنانيين، والحفاظ على السلم الأهلي، والدفاع عن هوية لبنان العربية".التطورات الجنوبيةميدانياً، وعلى الجبهة الجنوبية، شهدت القرى والبلدات الجنوبية أمس، أحد العودة الثاني، فيما لا تزال القوات الإسرائيلية متواجدة في عدد من القرى. وسُجل بالامس تحرير بلدة عيترون حيث دخل الاهالي إليها بمؤازرة الجيش اللبناني، وخلافاً للاحد المنصرم لم يُسجل وقوع أي ضحايا على وقع الزحف البشري للأهالي إلى قراهم وبلداتهم.
في المقابل، لا تزال القوات الإسرائيلية تقوم بأعمال إستفزازية في وجه الجنوبيين، واستمرار نسف المنازل وتفجيرها في القرى التي لا تزال تتوغل فيها. وتبين للاهالي لدى عودتهم حجم الدمار الكبير الذي خلفه العدوان الإسرائيلي بسبب أعمال التدمير الممنهج التي تتبعها اسرائيل.توازياً، يُسجل حركة خجولة للجنة الاشراف على وقف إطلاق النار، ولم يتم تحديد موعد مقبل لاجتماع اعضائها، في إنتظار الزيارة المرتقبة للموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، المشرفة على عمل اللجنة سياسياً.في هذا الاطاىر، سُجل موقف للقائد العام للحرس الثوري الايراني اللواء حسين سلامي الذي قال إنّ "حزب الله على الرغم من الضربات الثقيلة التي تلقاها، ظل صامدًا وأظهر شبابه أروع المشاهد".