تعرض خمسة فلسطينيين، ظهر اليوم الأحد، إلى إصابات مختلفة جراء قصف إسرائيلي طاول سيارة مدنية في شارع الرشيد غربي مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين، وسط قطاع غزة، أثناء مرورهم نحو مناطق الشمال.
وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه قصف السيارة لكونها خالفت التعليمات المتعلقة بعودة النازحين، حيث عبرت الطريق الساحلي للقطاع المخصص للمشاة، ولم تتجه نحو منطقة محور صلاح الدين الخاص بالمركبات. وليست هذه هي الحادثة الأولى التي يستهدف فيها الاحتلال المركبات العائدة إلى مناطق غزة والشمال. فقد سبق أن استهدف مركبات وعربات تجرها دواب خلال الأيام الماضية، وسُجّلت إصابات بفعل عمليات القصف الإسرائيلي.ونص اتفاق وقف إطلاق النار على السماح بمرور المركبات حتى اليوم الـ22 من محور نيتساريم "الشهداء"، في حين يُخصَّص شارع الرشيد الساحلي للعودة مشياً على الأقدام على أن يُسمح لاحقاً بالعودة من دون تفتيش.تلكؤ بتنفيذ الاتفاقوالأحد، أكّدت حركة حماس أن إسرائيل تتلكأ في تنفيذ اتفاقات الإغاثة والإعمار الخاصة بقطاع غزة، بعد الحرب التي ارتكبتها على مدى نحو 16 شهراً.وقال الناطق باسم الحركة، حازم قاسم: "لا يزال الاحتلال الصهيوني يتلكأ في تنفيذ مسار الإغاثة والإعمار الذي نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار، وهناك مجالات إغاثية لم يلتزم بها بشكل كامل".وذكر قاسم في بيان أنه "بالرغم من الدمار الكبير في المجال الصحي، إلا أن الاحتلال لم يسمح بأي عملية إعادة ترميم أو إدخال المواد الطبية اللازمة".وتابع "ما زال إدخال الوقود أقل بكثير مما نص عليه الاتفاق، وما أُدْخِل إلى شمال قطاع غزة لا يذكر، وحتى الآليات التي نص عليها الاتفاق لم يتم إدخال أي منها، ما يمنع استخراج جثامين الشهداء، كما يعيق انتشال جثث القتلى الذين سيُتَبادلُون وخصوصاً في نهاية هذه المرحلة".61 ألف شهيدمن جهته، قال مكتب الإعلام الحكومي في غزة إن حرب الإبادة التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة تسببت باستشهاد أكثر من 61 ألف شخص، إضافة إلى نزوح أكثر من مليوني فلسطيني، بعضهم اضطر للنزوح أكثر من 25 مرة، في مأساة غير مسبوقة في التاريخ.وأوضح المكتب خلال مؤتمر صحفي أن عدد الشهداء وصل إلى 61 ألفاً و709 شهداء بينهم 47 ألفاً و487 وصلوا إلى المستشفيات، بينما لا يزال 14 ألفاً و222 تحت أنقاض المباني أو في الطرقات لم يتسنّ الوصول إليهم حتى هذه اللحظة.وبلغ عدد الجرحى 111 ألفاً و588 شخصاً، في حين ارتفع عدد المعتقلين إلى أكثر من 6 آلاف يتعرضون لأبشع أشكال التنكيل والتعذيب واستشهد عشرات منهم في سجون الاحتلال.وأشار المكتب إلى أن جيش الاحتلال ارتكب 9 آلاف و268 مجزرة خلال العدوان، أدت إلى إبادة كاملة لألفين و92 عائلة من السجل المدني، بينما قتل الاحتلال 4 آلاف و889 أسرة لم يُبق منها سوى فرد واحد فقط، في جرائم وصفها المكتب الحكومي بأنها تطهير عرقي ممنهج.50 ملياراًوفي ما يتعلق بالخسائر الاقتصادية، أشار المكتب إلى أن الأضرار والخسائر المباشرة في مختلف القطاعات تجاوزت 50 مليار دولار في تقديرات أولية، في حين بلغت خسائر قطاع المواصلات وحده أكثر من 1.5 مليار دولار.وكان الاحتلال الإسرائيلي قد شن حرباً واسعة على قطاع غزة رداً على عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 على مستوطنات غلاف غزة.مغادرة الجرحىوفي سياق آخر، غادر 46 مريضاً وجريحاً فلسطينياً مع مرافقيهم، اليوم الأحد، قطاع غزة من معبر رفح الحدودي مع مصر، في ثاني أيام عمل للمعبر عقب إعادة افتتاحه أمس السبت. وقال مصدر طبي إن "إجمالي المرضى الذين غادروا قطاع غزة عبر معبر رفح البري بلغ 46 مريضاً وجريحاً، إضافة إلى مرافقيهم". وأشار إلى أن "مغادرة المرضى والجرحى ستستمر بواقع 50 مريضاً وجريحاً يومياً بإشراف منظمة الصحة العالمية".والسبت، غادر نحو 50 مريضاً ومصاباً من الأطفال مع مرافقيهم في أول دفعة تغادر القطاع عبر معبر رفح، مع إعادة افتتاحه عقب أشهر من الإغلاق مع بداية العملية العسكرية البرية في المدينة في 6 أيار/مايو 2024.خطة القاهرةبدوره، أعلن وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي، الأحد، أن القاهرة لديها رؤية واضحة لإعادة إعمار قطاع غزة من دون خروج أي مواطن من أرضه.وقال في مؤتمر مشترك مع وزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف، عقد في القاهرة: "ناقشنا اتفاق وقف إطلاق النار بغزة والجهود المتواصلة لتثبيته". لكن وزير الخارجية المصري لم يكشف تفاصيل أخرى محددة بشأن الخطة المصرية.وأثار مقترح للرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن استقبال مصر والأردن مواطنين من غزة رفضاً رسمياً في مصر التي شددت على ما وصفته بثوابتها بشأن القضية الفلسطينية.وأكد عبد العاطي "ضرورة" إطلاق عملية سياسية شاملة بناء على المقررات الدولية، تؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية، وتحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة.