بينما من المرتقب أن يطل الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بكلمة متلفزة مساء اليوم متطرقاً لأبرز التطورات خصوصاً في الجنوب، تلقى قاسم تهديداً مباشراً من إسرائيل على لسان وزير دفاعها يسرائيل كاتس، الذي قال إنّ "خليفة الأمين العام لحزب الله السابق حسن نصرالله سيدفع ثمناً باهظاً إذا خرق وقف النار"، مهدداً أيضاً بأنّه "إمّا أن يتوقف إطلاق المسيرات أو لا يبقى حزب الله قائما".
وقال كاتس في تصريحات "أقترح على خليفة نصر الله ألّا يخطئ في تقدير عزمنا"، متوجهاً إلى حزب الله والحكومة اللبنانية قائلاً: "لن نسمح بالعودة لواقع 7 تشرين الأول".
تهديدات كاتس جاءت فيما يشهد الجنوب اللبناني على عودة الأهالي إلى قراهم وبلداتهم على الرغم من التحذيرات الإسرائيلية، وتأكيد وسائل إعلام إسرائيلية بوجود "نشاط استخباراتي مكثف جنوبي لبنان للكشف المبكر عن محاولات حزب الله إعادة التموضع بالمنطقة".القرار النهائيوجاء في تقرير مطول، نشرته القناة الـ"12" الإسرائيلية، اليوم الأحد، أنّه "مع تحول وقف إطلاق النار عند الحدود بين لبنان وإسرائيل إلى واقعٍ دائم، يُوصي الجيش الإسرائيلي باستمرار التواجد في نقاط استراتيجية في الميدان". ويقول التقرير إنه في حين تستمر المناقشات حول تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في الشمال "تتبلور توصية عسكرية واضحة لا لبس فيها وهي إنه يجب على إسرائيل الحفاظ على وجودها في النقاط الاستراتيجية الرئيسية في الأراضي اللبنانية حتى يصبح الجيش اللبناني مستعداً بالكامل في جنوب لبنان".
وبحسب تقرير القناة الإسرائيلية فإنّه "رغم أن القرار النهائي يتوقف على موافقة المستوى السياسي، فإن الجيش الإسرائيلي يريد أن يرى اتفاق وقف إطلاق النار مطبقاً بالكامل، مع الاعتراف بعلامات مشجعة على الأرض، فالجيش اللبناني يظهر حضوراً وتصميماً في أنشطته للقضاء على تهديدات حزب الله. ومع ذلك، التوصية الرئيسية هي تنفيذ انسحاب تدريجي ومتدرج، وليس انسحاباً كاملاً للجيش الإسرائيلي من الميدان".ويتحدث التقرير عن مفهوم دفاعي جديد للمجتمعات الشمالية، وبحسب الخطة "من المتوقع أن تغير الواقع الأمني في المنطقة، من خلال إنشاء مجموعة جديدة من البؤر الاستيطانية، حيث سيتم إنشاء بؤرة دائمة للجيش الإسرائيلي أمام كل مستوطنة لتوفير الدفاع المستمر على المدى الطويل".عمليات المسحميدانياً، وبحسب تقرير القناة 12 الإسرائيلية فإنّ النشاط العملياتي لمقاتلي الجيش الإسرائيلي يستمر على عدة مستويات في وقت واحد. وتشارك القوات في الكشف المكثف عن مناطق الغابات وعمليات المسح العميق للمراكز التي يعمل فيها عناصر حزب الله. وفي الوقت نفسه، يتم إجراء عمليات استخباراتية مكثفة يتم تنفيذ أنشطة لتحديد محاولات التنظيم لإعادة تأسيس نفسه في وقت مبكر.
ويتابع التقرير: "تتمثل مهمة رئيسية أخرى في تعزيز نظام جمع المعلومات الاستخباراتية بشكل كبير. وعلى النقيض من الماضي، لم يعد التركيز الآن منصبا على تهديدات التسلل على طول الحدود فحسب، بل يمتد أيضا إلى التهديدات المحتملة في عمق الأراضي اللبنانية".ضربة الحزب.. ولكن!ويختم التقرير مشيراً إلى "إن التقييم الحالي في الجيش الإسرائيلي هو أن حزب الله قد تعرض لضربة قوية لقدراته العملياتية. لقد فقدت المنظمة القدرة على تنفيذ غارات واسعة النطاق كما خططت قبل الحرب، في أعقاب الأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية والأسلحة والقوى العاملة. كذلك، قُتل أو جُرح المئات من المسلحين". ولكن بحسب التقرير فإنّه على الرغم من هذه الضربات "فإنّ التقدير هو انّ التنظيم سيعمل على بناء هذه القدرات مُجدداً، فيما يستعد النظام الدفاعي الإسرائيليّ لمنع إعادة تأسيسه في الميدان".