قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأحد، قبيل توجهه إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إنه سيناقش مع الأخير قضايا استراتيجية من بينها "الانتصار على حماس وإعادة جميع المختطفين ومواجهة محور إيران"، مشيراً إلى أنه من خلال العمل المشترك مع ترامب "يمكننا أن نعزز أمن إسرائيل وأن نوسع دائرة السلام".
واعتبر نتنياهو أن اللقاء يحمل أهمية خاصة، لكونه الاجتماع الأول لترامب مع زعيم أجنبي منذ تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة الأميركية وعودته إلى البيت الأبيض. وقال نتنياهو في تصريحات أدلى بها للصحافيين قبيل مغادرته إلى واشنطن، إن قرار ترامب بأن يكون نتنياهو أول زعيم دولة أجنبية يجتمع به، "يعكس قوة التحالف والعلاقة بيننا، وهي العلاقة التي أدت إلى اتفاقيات أبراهام التي قادها الرئيس ترامب".وفي وقت سابق، قال مكتب نتنياهو إنه سيناقش خلال لقائه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في واشنطن الوضع في قطاع غزة، وقضية المحتجزين، بالإضافة إلى "جميع مكونات المحور الإيراني". ومن المقرر أن يُعقد اجتماع بين ترامب ونتنياهو يوم الثلاثاء في البيت الأبيض.وفي بيان منفصل، قال مكتب نتنياهو إنه تحدث مع المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، يوم السبت، واتفقا على الاجتماع في واشنطن يوم الاثنين لبدء المحادثات حول المرحلة الثانية من صفقة إطلاق الأسرى والمحتجزين مع حماس، وفقاً للبيان. وفي 19 كانون الثاني/يناير الجاري، بدأ سريان وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، ويستمر في مرحلته الأولى 42 يوماً، يجري خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.تحرير الأسرىمن جهته، قال وزير الخارجية الأميركية ماركو روبيو إن السلطات الأميركية ستواصل العمل مع إسرائيل لتحرير جميع الأسرى في قطاع غزة.وأضاف أن "الولايات المتحدة ستواصل العمل مع إسرائيل لإعادة جميع الرهائن المتبقين إلى عائلاتهم وإحلال السلام في المنطقة".وأشار إلى أن الرئيس دونالد ترامب جعل سلامة وأمن المواطنين الأميركيين في مختلف أنحاء العالم "أولوية قصوى" لإدارته.أزمة سياسيةبدورها، تناولت وسائل إعلام إسرائيلية أبعاد الأزمة السياسية التي يواجهها نتنياهو في ظل تنفيذ صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، وسط ترقب لنتائج زيارته إلى واشنطن والتي قد تحدد مصيره السياسي.ورأى مستشار وزير الدفاع الإسرائيلي سابقاً باراك سري، أن المرحلة القادمة ستكون حاسمة لنتنياهو، مشيراً إلى أن زيارته للبيت الأبيض ستحدد ما إذا كانت الحكومة ستعود إلى الحرب مما قد يضمن استمرار الائتلاف الحالي، أو أنها ستتجه نحو صفقة كبيرة قد تؤدي لانهيار حكومته والذهاب إلى انتخابات مبكرة.وقف الحربمن جانبها، كشفت مراسلة الشؤون السياسية بالقناة 13 الإسرائيلية موريا أسرف وولبيرغ أن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف أوضح صراحة أن إدارة ترامب تريد إنهاء الحرب في غزة.وأشارت المراسلة الإسرائيلية إلى أن هذا الخيار يُشكل مأزقاً سياسياً لنتنياهو الذي سيكون مضطراً للاختيار بين الحفاظ على تحالفه الحكومي أو التماشي مع الضغوط الأميركية.وأضافت أن الإدارة الأميركية تسعى إلى اتفاق أوسع يشمل وقف الحرب وربط ذلك بخطوات تتعلق بملف التطبيع مع السعودية، وهو أمر قد لا يكون مقبولاً لدى شركاء نتنياهو بالحكومة.ترتيبات إقليميةبدورها، شددت أييلت فريش (المستشارة الإستراتيجية والمحللة السياسية) على أن نتنياهو يجد نفسه في وضع سياسي حرج، حيث كان على الإدارة الأميركية تقديم وعود كبيرة له وشركائه بالائتلاف، وربما حتى طرح صفقة تشمل ترتيبات إقليمية أوسع مرتبطة بالسعودية وإيران.لكن المستشارة الإستراتيجية حذرت من أن الأيديولوجيين الحقيقيين مثل سموتريتش لا يتعاملون بمنطق المقايضات السياسية التقليدية.