تبني إسرائيل مواقع وقواعد عسكرية داخل المنطقة العازلة في جنوب سوريا، ما يدل على نوايا احتلال طويلة الأمد، وذلك على عكس الرواية لإسرائيلية التي تزعم بأن البقاء هناك سيكون مؤقتاً، ويهدف فقط لحماية سكان المستوطنات في القسم المحتل من الجولان، حسبما كشفته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.
مواقع ومنشآت عسكريةوأظهرت صور أقمار صناعية وجود أكثر من ست منشآت ومركبات داخل قاعدة عسكرية محاطة بالأسوار في بلدة جباتا الخشب في ريف القنيطرة، إضافة إلى بناء مشابه على بعد 5 أميال، حيث يرتبطان بطرق ترابية جديدة تمتد إلى مناطق في مرتفعات الجولان المحتل، بينما يتم العمل على بناء قاعدة ثالثة على بعد عدة أميال، من جهة الجنوب.ويقول محلل صور الأقمار الاصطناعية في مناطق الصراع وليام غودهاين، إن موقعي البناء الجديدين كانا حتى وقت قريب أراضي خاضعة للسيطرة السورية، بينما الآن هما أقرب لقاعدتين للمراقبة الأمامية، لافتاً إلى أنهما متشابهتان في البنية والأسلوب مع تلك الموجودة في الجزء الذي تحتله إسرائيل في الجولان.ويضيف المحلّل أن قاعدة جباتا الخشب أكثر تطوراً، وتوفر رؤية أفضل للقوات الإسرائيلية، بينما تبدو القاعدة الثانية قيد الإنشاء، وستوفر إمكانية وصول أفضل إلى شبكة الطرق في المنطقة، لافتاً إلى أن الحال ينطبق على القاعدة الثالثة في أقصى الجنوب.وتُظهر الصور أيضاً، وجود طريق جديد بعد حوالى عشرة أميال جنوب مدينة القنيطرة، يمتد من خط الحدود إلى قمة تل بالقرب من قرية كودنة بالريف الجنوبي لمحافظة القنيطرة، ما يوفر للقوات الإسرائيلية نقطة مراقبة جديدة.احتلال طويل الأمدونقلت الصحيفة الأميركية عن رئيس بلدية جباتا الخشب، محمد مريود قوله إن الجرافات الإسرائيلية دمّرت أشجار الفاكهة وأشجار أخرى محمية، من أجل بناء موقع استيطاني قرب القرية، ما يتعارض مع ادعاءات إسرائيل حول مزاعمها بالوجود المؤقت. وتساءل مريود: "إنهم يبنون قواعد عسكرية. كيف يكون ذلك مؤقتاً؟وأكدت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي اخترق "خط ألفا"، الحد الفاصل بين القوات وفق اتفاق 1974، وتحرك إلى داخل المنطقة العازلة، وتجاوزها في بعض المواقع، كما نقلت عن مسؤولين محليين قولهم إن القوات الإسرائيلية تقدمت في بعض المناطق لمسافات أعمق داخل الأراضي السورية.وكان الرد الجيش الإسرائيلي بأن قواته "تعمل داخل المنطقة العازلة وفي مواقع استراتيجية لحماية سكان شمال إسرائيل"، فيما كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قال إن وجود القوات غير محدد المدة، بسبب المخاوف الأمنية.وعقب الإطاحة بنظام الأسد، وسّعت إسرائيل احتلالها داخل الأراضي السورية لتشمل المنطقة العازلة ومرتفعات جبل الشيخ، ونفّذت واحدة من أكبر الهجمات الجوية بتاريخها، مستهدفة بنى تحتية واسلحة الجيش السوري. كما أعلنت إسرائيل انهيار اتفاقية فض الاشتباك الموقّعة مع سوريا في العام 1974.