إنّه الأحد الثاني على عودة الجنوبيين إلى منازلهم. المشهد يتكرر وإن كان بصورة أوضح لتحرير ما تبقى من القرى والبلدات التي لا يزال تتواجد فيها قوات الاحتلال الإسرائيلي، في مقابل الضغط الشعبي الذي فرض معادلة من نوع آخر، إضافة إلى انتشار الجيش اللبناني الذي عزز حماية الأرض والمواطنين. فيما يُكتمل رسم المشهد مساء مع كلمة مرتقبة للأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، يتطرق فيها لآخر التطورات على الساحة الجنوبية، إضافة إلى تشييع الأمين العام السابق للحزب السيد حسن نصرالله.
"أحد العودة-2" بدأ. الأهالي زحفوا نحو قراهم وبيوتهم على الرغم من التهديدات الإسرائيلية. إذ وجه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، تهديداً لسكان جنوب لبنان، يحظر فيه عليهم العودة إلى منازلهم في المناطق المعنية حتى إشعار آخر. أدرعي أشار إلى أنّه تم "تمديد فترة تطبيق الاتفاق، ولا يزال الجيش الاسرائيلي منتشرًا في الميدان. ولذلك يمنع الانتقال جنوبًا". وذكّر بأن "الجيش الاسرائيلي أعاد انتشاره في الفترة الأخيرة في مواقع مختلفة من جنوب لبنان"، معتبراً انه "في الفترة القريبة سنبقى على هذا النهج وسنقوم بإعلامكم حول الأماكن التي يمكن العودة إليها. لحين الوقت، نطالبكم بالانتظار".مواجهة بالرصاصتهديد أدرعي، نفذته القوات الإسرائيلية بعدما أطلقت الرصاص على الأهالي العائدين إلى بلدة يارون، في محاولة لمنعهم من العودة إليها. وعلى طريق كفركلا، تجمهر الأهالي على الطريق للدخول إلى المنطقة، والأمر نفسه حصل على طريق بلدة بيت ياحون، وذلك في محاولة للدخول إلى بلداتهم بمواكبة من الجيش اللبناني. وكذلك بدأ دخول الأهالي الى بلدة عيترون سيراً على الأقدام، فيما يسجل تحركات للجيش الإسرائيلي في جبل الباط والطريق المؤدية إلى بليدا.
وتأتي كل هذه التحركات تحت عنوان "أحد العودة-2"، استكمالاً لمسيرات بدأت الأحد الماضي للدخول إلى المناطق الحدودية ومواجهة القوات الإسرائيلية، مما أسفر حينها عن سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى.النداء مستمروفي وقتٍ سابق، وجه أبناء القرى الحدودية نداء لجميع اللبنانيين من أجل المشاركة بتحرير بلداتهم المحتلة. وقال المواطنون الجنوبيون إن "الجيش اللبناني وأهالي القرى الحدودية يواصلون مواجهة الاحتلال بأجسادهم"، مطالبين اللبنانيين بـ"الزحف إلى مداخل القرى المحتلة للوقوف إلى جانبهم في معركة استعادة الأرض والحقوق".
وفي المقابل، تستمر الاعتداءات الإسرائيلية على الجسم الصحافي، بعدما أقدم الجيش الإسرائيليّ على استهداف كاميرا قناة "الميادين" التي كانت مثبتة عند مدخل بلدة يارون الشمالي. وذكرت المعلومات أنَّ الاستهداف الإسرائيلي تمّ بواسطة القناصة ما أسفر عن تضررها وتحطمها.أمن الحدودعلى الجانب الإسرائيلي تحدث وزير المالية الاسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، عن "ضرورة تأمين الحدود"، مشيراً لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، أن "النصر الكامل في غزة وتدمير حماس وإعادة كل الاسرى وتعزيز أمننا على كل الحدود على المحك"، معتبراً أنه "يجب العمل في سوريا ولبنان وضد رأس الأخطبوط إيران، ويجب إزالة خطر التهديد النووي". وأضاف "علينا تعزيز قبضتنا وسيادتنا على يهودا والسامرة".