في هذه اللحظات المفصليّة التي تمر بها البلد و بعد مرور عشرين عاماً من العمل السياسي و الخدماتي مع تيار المردة ممثلاً بالوزير سليمان فرنجية و نجله النائب طوني فرنجية و أغلَبْ المسؤولين …
أدركت أن هذا الخط الذي انتميت إليه قد نكث وعوده ، وفقد مصداقيته أمام الناس و تطلعاتهم …
كما تقاعَسَ عامداً متعمّداً عن تلبية مطالبهم الإجتماعية و الوقوف عند همومهم …
لقد كانت البداية مع هذا الخط السياسي مبنيّة على الأمل في إحداث التغيير و تلبية جُلّ مطالب الناس التي لم تتوانى يوماً عن اعلان محبتها و انتمائها إلى هذا الخط …
كما أنّنا لم نفرّق يوماً بين مناصرينا و خصومنا في السياسة …
فكان التعامل مع كافة الأطراف مبنيّاً على الإحترام المتبادل و ذلك في سبيل تلبية مصالح الناس و تسهيل أمورهم …
لكن و مع مرور الوقت ، تبيّن لي أن هذا الخط قد ضلَّ طريقه ، وبدلًا من أن يُعبّر عن مطالب الشعب الحقيقية ، أصبح بعيداً كل البعد عن الناس و ترك تلبية مطالب الناس لمجموعة من " المستهترين و المتهاونين " كان قد عيّنهم للتعاطي مع عموم جمهوره ، مما أفقده مصداقيته وأدى إلى تراجع الثقة فيه.
و كنا قد نبّهنا مراراً و تكراراً و منذ فترة طويلة على التقاعس عن الوفاء بالوعود و التهرّب من تحمل المسؤولية إضافةً إلى التجاهل المتعمد و الاستهتار بمطالب الناس ، والتمسك بمواقف غير جديّة في الأوقات الحرجة حتّى وصل الحال إلى الإفلاس الخدماتي في أصغر الأمور الإجتماعيّة و الصحيّة و الأمنيّة ….
تحت عنوان ( ما منمون ) ….
ممّا جعل من المستحيل الاستمرار في ذات المسار .
و قد عرَفَ القاصي و الداني أن حياتنا قد تعرّضت للخطر عدّة مرّات ثمناً لانتمائنا لهذا الخط ، دون أن نأبَهَ و نهتم وَ لَو للحظة لهكذا تهديدات…
معتمدين أوّلاً و أخيراً على الله و على محبة أهلنا و ناسنا و محيطنا…
كما اضطررنا مئات المرّات لخدمة الناس على نفقتنا الخاصة
ناسبين هذه الخدمات لتيار المردة و رئيسه و نجله حِرصاً على المحافظة على صورتهم المرسومة في أذهان الناس و بعيدًا عن أي حسابات شخصية أو مصالح ضيقة…
و للمذكور أعلاه فإنني أعلن عدم انتمائي لهذا التيّار الفاقد للشفافية و المصداقية و البعيد كل البعد عن طموحات الشعب في تحقيق مطالبهم الصحيّة ، الاجتماعية و الإنسانيّة…
و هذا القرار ليس سهلاً ، لكنه نابع من إيمان عميق بضرورة الوقوف إلى جانب الناس و الحق ، وعدم الاستمرار في دعم مسار فقد معناه .
لذلك سوف أواصل العمل بإصرار من أجل تحقيق الأهداف و القناعات التي ناضلنا جميعًا من أجلها ، ولكن هذه المرة على أسس جديدة ، أكثر صدقًا و أكثر احترامًا للواقع .
فمصلحة أهلنا و همومهم كانت و ستبقى في مقدّمة أولويّاتي…
علي عيتاوي
طرابلس في ١/٢/٢٠٢٥