2025- 02 - 02   |   بحث في الموقع  
logo آخر تطورات وضع الجنوب.. الأهالي يتقدّمون بوجه “رصاص إسرائيليّ”! logo لا عدالة للمفقودين في سوريا logo "أحد العودة-2": الاحتلال يواجه العائدين إلى بيوتهم بالرصاص logo هكذا سيكون طقس لبنان بعد يومين logo “ليتعلم ما يكسر عليي”… جريمة مروّعة تهزّ بلدة فاريا! logo اعتقال في بحر لبنان”.. هذا ما فعله إسرائيليون! logo تجربة عمر شبلي: 19 سنة في السجون الإيرانية logo بيان من الناشط علي عيتاوي يعلن انشقاقه عن خط المردة... ماذا جاء فيه
عايشت نشأة لبنان: سعديّة الحجيري الفتيّة بعمر 105 سنوات
2025-02-02 08:57:44

هي الحاجًّة سعديّة الحجيري، المُعَمِّرة اللبنانية من بلدة عرسال البقاعية بعمرها الذي تجاوز الخمسة بعد المئة، وما زالت بنيتها الجسدية قوية، وذاكرتها مُتَّقِدة أو "شابَّة"، تحفظ من خلالها قصصاً وحكايا عايشتها طوال عمرها المديد، بعمر دولة لبنان. عاشت مرارة الماضي وشظف العيش في بلدة جرديَّة نائية، من أيام التنقل سيرًا على الأقدام والدواب وصولًا إلى زمن السوشال ميديا اليوم.
خفيفة الظلرغم ضعف سمعها، إلا أنًّ التواصل مع الحاجة أم محمود ليس صعب المنال. وتروي سيرة حياتها القاسية بذاكرة تحفظ فيها أدق التفاصيل. ورغم تقادم سنها لا تزال تبدو فتية، وتأبى إلا أن تستقبل وتودّع الزائرين شخصياً على باب بيتها. وتجالس الزوار وتمازحهم فتشعر أنك أمام شخص أنيس وخفيف الظل. وهي تمازح الزائرين بأنها تعتزّ بنفسها لكونها كانت جميلة في شبابها وتقول: "أي كنت حلوة كتير كتير، كل الرجال يتطلعوا عليي بس أمرق. كنت حلوة وما بستعمل مساحيق تجميلية، باستثناء الحِنَّة والكحلة العربيَّة السوداء". وتقهقه: "كنت حلوة عالطبيعة".لا تزال تذكر كيف زُفَّت عروسًا إلى بيت عريسها سيرًا على الأقدام: "نحن حارة الفوقا وهو حارة التحتا"، تقول. وتذهب بها الذاكرة إلى تفاصيل الحصاد والزرع وجمع الغلال على البيادر، ولا تنسى قطاف التين والسُمَّاق في الصيف الحار، وفي أيام شهر رمضان الكريم.عمرها من عمر لبنانبطاقة هويّة سعديّة الحجيري تشير إلى أن مولدها كان عام 1920 أي في سنة ولادة لبنان الكبير. وهي تحظى برعاية واهتمام أبنائها وأحفادها وأبناء أحفادها الذين جاوز عددهم 155 فرداً. فقد أنجبت أم محمود 10 أبناء (7 ذكور و3 إناث) إضافة الى صبيين لزوجها من زواجه الأول. والآن بات لحفيدتها حفيد يناديها "يا ستي شوفي ستك".الحديث إلى الحاجة أم محمود والإصغاء إليها ممتعان. عمرها من عمر دولة لبنان وشاهدة على أحداث قرن مضى. وتروي الجدة أم محمود قصة زواجها من قريبها الحاج أنيس الحجيري الذي يكبرها بعشرين عاماً. كنت في الخامسة عشرة من عمري حين تزوجته، بعد وفاة زوجته ابنة عمها. كان لديه طفلان، واحد ذو سبعة أعوام، والثاني عامَان. حضنتهما مثل أطفالها الذين رزقت بهم، ولم تمَيَّز بينهم أبدًا. وكانت تواكبهما إلى المدرسة، "كتاتيب" ذلك الزمان، حيث يتعلمون قراءة القرآن واللغة العربية والحساب.أنجبت الحاجة أم محمود طفلها الأول بعمر السادسة عشرة. لم تكن المستشفيات موجودة ولا أطباء ولا دواء وصيدليات. كانت النساء تساعدن بعضهن البعض في الولادة وقطع حبل السرَّة بطريقة بدائية. "ساعدتني أمي وأختي بالولادة وعلماتاني كيفيَّة الاعتناء بالأطفال"، تقول.الإنكليز والإمداد بالطائرةذاكرة أم محمود من ذاكرة لبنان، فقد عاشت كل حروبه وولايته بعد التأسيس. وهي لا تزال تتذكر الجيش الإنكليزي في بلدتها، في ثلاثينيات القرن الماضي، ومركزهم في ضهر الجبل "منطقة جغرافية معروفة". "كنا صغارًا حينها، كانوا يداهمون البيوت، يطاردون الثوار. دخلوا بيوتنا الترابية القديمة، أخذوا كل ما كان فيها، من دبس وقمح وطحين وتين مُجًّفف وزبيب وحطب. كانوا يريدون تجويع الناس. أمّا الثوَّار فيهربون إلى الجرود، يختبؤون بين الأشجار. ثم يعودون إلى محاربتهم لاحقًا، كما تقول.وتتذكر جيداً كيف كان الجيش الإنكليزي، يؤمن الإمدادات لجنوده عبر الطائرة. "كنا نسمع صوت الطائرة قوياً، نعرف أن الانكليز جاؤوا الى الثكنات".الاستقلال والحكم الشمعونيوتتحسر الحاجة أم محمود أنها لم تعرف أي شيء عن استقلال لبنان عام 1943 إلا من خلال أحاديث الرجال. فحينها "لم يكن هناك لا تلفزيون ولا راديو. كان الرجال يتناقلون الأخبار ونتداولها بين بعضنا البعض نحن النساء. علمنا أننا صرنا دولة لبنان، دون أن نعرف ما يعني ذلك. لكن بعدها بدأوا بشق الطريق إلى اللبوة (قرية مجاورة) ثم جاء الزفت (تعبيد الطريق) بعدها الكهرباء والماء والمدرسة الرسميَّة".لكنها تتذكر جيدًا أن أبناء بلدتها وقفوا ضد الحكم الشمعوني في خمسينات القرن الماضي وكانوا بجانب الثورة الناصريًّة ضد حكم الرئيس كميل شمعون. وتخبر كيف جاء السلاح من مدينة النبك السوريّة (القلمون) إلى عرسال. وتعرض الموكب للقصف بالطائرات وإصابة مئذنة مسجد البلدة القديم. ولا تزال تحفظ مقتل المختار حسين الحجيري عام 1959. "كل عرسال بكته وحزنت عليه. كان زعيمًا يحبه أهل البلدة ويحترمونه، يقاتل ويعمل لمصلحتهم ويدافع عنهم"، تقول.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top