نفّذ عناصر مسلحون مجهولون، مجزرة في قرية أرزة، في ريف حماة الغربي، راح ضحيتها 9 أشخاص من الطائفة العلوية، قبل أن يقوم الأمن العام بوزارة الداخلية السورية بتطويق القرية، ويبدأ البحث عن المنفذين. يأتي ذلك فيما أقرت مديرية الأمن في محافظة حمص، بقتل عناصرها لأحد عناصر ميلشيات النظام المخلوع، أثناء توقيفه.
مجزرة أرزة
وقالت مصادر متابعة لـ"المدن"، إن ملثمين دخلوا قرية أرزة التي يسكنها سوريون من الطائفة العلوية، وبدأوا طرق أبواب بعض المنازل بعينها، وأطلقوا النار على أصحابها بواسطة مسدسات كاتمة للصوت، موضحةً أن حصيلة القتلى بلغت 9 أشخاص، 6 منهم من آل سليمان.
وأضافت المصادر أن ثمة معلومات عن اقتياد شخصين على الأقل إلى جهة مجهولة من قبل المجموعة، ولم يتضح مصيرهم حتى الآن.
وتأتي المجزرة بالتزامن مع قيام الأمن العام بعمليات تمشيط في عدد من القرى في ريف حماة الغربي، بحثاً عن فلول من قوات النظام المخلوع، إلا أن الحملة توقفت بعد حصول المجزرة.
من جهتها، قالت صحيفة "الوطن" السورية، إن من بين القتلى ضباطاً ومجندين سابقاً في جيش نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، فيما قالت المصادر أن هناك قاصرين من بين القتلى.
الأمن العام يدخل أرزة
وفور ارتكاب المجزرة، دفع الأمن العام بعدة دوريات أمنية إلى قرية أرزة، وفرض طوقاً أمنياً على مداخل ومخارج القرية، وبدأ بالبحث عن مرتكبي المجزرة، قبل أن يلقي القبض على 3 من أفرادها.
يُشار إلى الأمن العام لديه حاجز أمني على مدخل قرية أرزة، والتي كان قد سيطر عليها في 5 كانون الأول/ديسمبر 2024، في إطار معركة "ردع العدوان" التي انتهت بالإطاحة بنظام الأسد.
من ارتكب المجزرة؟
وتتضارب الروايات عن هوية المنفذين، فبينما يؤكد ناشطون وجود ما يسمى "المقاومة السورية"، تقوم بتصفية كل من يقوم بتسليم سلاحه وتسوية وضعه لدى الأمن، يقول آخرون إن مسلحين من القرى المجاورة لأرزة هم من قاموا بها، بسبب ثأر قديم يتعلق بالحرب بسوريا.
وتضم ما يسمى "المقاومة السورية"، ضباطاً وقادة ميلشيات وعناصر من فلول النظام المخلوع، من الطائفة العلوية، مازالوا يتوارون في مناطق جبلية ومزارع في أرياف اللاذقية وحماة، على وجه التحديد. وسبق أن خرج المدعو مقداد فتحية، أحد قادة الميلشيات في عهد النظام المخلوع، بمقطع مصوّر يهدد بقتل كل من يوالي الإدارة الجديدة ويسلم سلاحه، وهدد كذلك بالتصدي لحملات الأمن العام في مناطق العلويين.
في الأثناء، قالت وكالة "سانا"، إن ثلاثة عناصر من إدارة العمليات العسكرية تعرضوا لكمين على طريق حلب- اللاذقية، ما أدى لمقتل عناصر وإصابة الآخرين، مشيرةً إلى أن المنفذين من فلول النظام المخلوع.
مقتل لؤي طيارة
وفي سياق متصل، أقرّ مدير مديرية الأمن العام في حمص، بقتل لؤي طيّارة، أحد عناصر ميلشيا الدفاع الوطني الرديفة لجيش النظام المخلوع، وذلك على يد عناصر من الأمن اثناء عملية احتجازه.
ونقلت "سانا" عن المدير قوله إن دورية من الأمن العام قامت بتوقيف طيارة بناءً على مذكّرة قانونية، لعدم تسوية وضعه القانوني وحيازته أسلحة غير مصرح عنها، وتم نقله إلى مركز الاحتجاز تمهيداً لإحالته إلى القضاء.
وأضاف أن تجاوزات من بعض العناصر المكلفين بنقله، أدت إلى مقتله على الفور، مؤكداً فتح تحقيق رسمي تحت إشراف النيابة العامة، وتوقيف جميع العناصر المسؤولة وإحالتهم إلى القضاء العسكري، وأن نتائج التحقيق سيتم الإعلان عنها فور انتهائها.
وشدد على أن المديرية ملتزمة بحماية حقوق المواطنين وصون كرامتهم، وأن جميع الإجراءات القانونية ستُتخذ لضمان العدالة والشفافية، مشدداً على أن "أي انتهاك للقانون لن يُسمح به تحت أي ظرف".