2025- 02 - 01   |   بحث في الموقع  
logo النائب رائد برو: نقطة قوة لبنان تكمُن في جيشه وشعبه ومقاومته. logo عصابة بقبضة قوى الأمن.. إليكم التفاصيل logo "واتساب" تتصدى لعملية تجسس إسرائيلية logo أرزة: ملثمون يعدمون 9 علويين.. من ارتكب المجزرة؟ logo الفتى العائد من "إعدامه" وحكايات أخرى...حماة تروي مجزرتها أخيراً logo روسيا تُجلي 6 عائلات من رعاياها بسوريا..بمساعدة وزارة الدفاع logo جريمة مروعة.. رجل دين أرمني مقتول طعناً! logo يوم وفاة أم كلثوم: اغتسلت بزمزم...وصلَّت عليها جماهير الشارع
"صنع في إثيوبيا": ثلاث نساء وعولمة صينية
2025-02-01 13:25:49

في الفيلم الوثائقي "صنع في إثيوبيا"، يتناول المخرجان شينيان يو وماكس دنكان نفوذ الصين المتمدد في أفريقيا. وتدور الأحداث في مجمع صناعي صيني ضخم في دوكيم، وهي بلدة صغيرة تقع جنوب شرق العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. أنطلاقاً من المشهد الأول يقدم الفيلم سردية معقدة، نشاهد زفاف رجل صيني على امرأة أثيوبية، والسعادة البالغة بادية على الزوجين الجديدين توحي بشراكة، لكنها شراكة تعاني من اختلال ما، يتضح ذلك التفاوت حين تتحول الكاميرا لتركز على رزمة من الأوراق النقدية يقدمها العريس على صحن إلى والدي العروس. ينطلق العروسان بعدها في سيارها مزينة نحو بوابة المجمع الصناعي لتدور أمامه ثم تنطلق بعيداً.
تتبع الكاميرا الحياة اليومية لثلاث نساء تتقاطع مصائرهن داخل المجمع الضخم أو على تخومه. موتو سيدة أعمال صينية ناجحة وشديدة الطموح، تسعي لتوسيع المجمع وجذب المزيد من الاستثمارات إليه. في جانب منها تبدو موتو أميركية أكثر منها صينيها، منطق الرأسمال والهوس بالتوسع المتواصل واحد. أيضاً هي مؤمنة بما تفعله حين تشرح لزوارها من المستثمرين المحتملين والمسؤولين الأثيوبيين أن فرص العمل التي توفرها الاستثمارات للشباب قادرة أن توقف الحروب في إثيوبيا. من جانب آخر تقدم موتو نموذج للتقشف الصيني الأقرب إلى الحرمان، حين ندرك أنها تعيش لأعوام وحيدة بعيداً عن طفلتها التي تركتها في الصين. في هذا تثير موتو شعورين مختلفين، الاستياء والشفقة.في أحد مصانع المجمع، نلتقى الشابة الإثيوبية بيتي التي تعمل على ماكينة لخياطة سراويل الجينز التي تحمل علامة "صنع في إثيوبيا". على حوائط المصنع نرى لافتات ضخمة بشعارات تحفيزية مثل "الالتزام" و"الطاعة" و"العمل بجد" وكأنها منقولة من أحد مراكز الحزب الشيوعي الصيني. ثمّة شدّ وجذب بين المديرين الصينيين والعمال الإثيوبيين. بيتي، رغم أنها تعمل باجتهاد، إلا أن راتبها بالكاد يسد احتياجاتها الأساسية. هي وزميلاتها ينفقن رواتبهن في صالونات تصفيف الشعر، في أحد المشاهد تشرح واحدة منهن أن الإثيوبيين والصينيين مختلفون، "هم يعملون بجد أكثر لكننا نحب الحياة". على الجانب الآخر يتبرّم المدريون الصينيون من انخفاض الإنتاجية، وتتشكى واحدة منهم أمام الكاميرا من قضاء العمال وقت أطول من اللازم في دورات المياه.يبلغ الصدام ذروته حين ينظم العمال إضراباً، لكنه لا يصمد أكثر من بضعة ساعات ثم يعودون إلى العمل. البعض يغادر والبعض يعود، بينما هناك مئات من العاطلين يتزاحمون على البوابات في الخارج في انتظار فرصة عمل. تترك بيتي عملها لكنها ترجع إلى المجمع بفرصة عمل أفضل، فبعد التحاقها بدورة دراسية للغة الصينية تنجح في الحصول على وظيفة مكتبية براتب أعلى. وسط ما يمكن أعتباره نوعا من عولمة صينية تزاحم لتجد مكاناً لها بين عولمات أخرى، يصبح إتقان اللغة الصينية سبيلا إلى الترقي.خارج أسوار المجمع، نلتقي وركونيش وأسرتها، المزارعون الذين استولت الحكومة على أراضيهم حتى يتوسع المجمع الصناعي عليها. وبالرغم من الوعود الحكومية المتكررة بتعويضهم بقطعة أرض بديلة في موقع آخر، إلا أن ذلك لا يتحقق. يتصدى المزارعون لأي محاولة للبدء في أعمال الإنشاءات قبل حصولهم على التعويض. في القصة التقليدية للمواجهة بين الاستثمارات والسكان الفقراء، لا رومانسية هنا. فنحن نتابع وركونيش وهي تحث طفلتها على الدراسة وتقول لها "المستقبل للمصانع". لا أشرار ولا أخيار في "صنع في إثيوبيا" بل واقع جديد يتشكل، فيه من الخشونة بقدر ما فيه من الحميمية، تتبدى في أكثر أشكالها بساطة حين تجلس بعض عاملات إثيوبيات بجانب زميلاتهن الصينيات، ويفتحن هواتفهن ليستعرضن صور أطفالهن مع ابتسامات وبضع جمل إنكليزية متعثرة.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top