2025- 02 - 01   |   بحث في الموقع  
logo اتفاق الجنوب "يحشر" الثنائي: ضغوط سياسية وعسكرية لنزع السلاح logo الأمم المتحدة: الأدلة على تعذيب خلال حكم الأسد.. سليمة logo حقيبة للثنائي يسميها الرئيسان: أولى معالم التشكيلة الحكومية logo مصير الموقوفين الإسلاميين في لبنان بعد تغيّر النظام السوري logo ماذا تريد الإدارة الأميركية الجديدة من الشرق الأوسط؟ logo ماركو روبيو: تأمل بحكومة أقوى من حزب الله logo قبيسي لجعجع: أنت لا تستطيع أن تحدّد موقعنا logo حصاد ″″: أهم وأبرز الاحداث ليوم الجمعة
منشورات محظورة وحسابات مغلقة: رقابة السوشال ميديا في الأزمات
2025-01-31 19:57:50

في ظلّ تصاعد النزاعات بمنطقة الشرق الأوسط، تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى ساحة رئيسية لتبادل المعلومات ومصدراً محورياً للأخبار. إلا أنّ سياسات هذه المنصات المتعلقة بحذف المحتوى وتقييد الحسابات أثارت جدلاً واسعاً، مما مما دفع الناشطين إلى اللجوء إلى أساليب تمويهية، مثل استخدام صورة البطيخ، لنشر محتوى فلسطيني قد يعتبر "حساساً" أو "مخالفاً". فكيف تتعامل هذه المنصات مع المحتوى خلال الأزمات؟
حذف المنشورات ومراقبة المحتوى
تعتمد منصات التواصل الاجتماعي بشكل أساسي على أنظمة آلية لرصد المحتوى المخالف وحذفه. مثلاً:
• "ميتا" أزالت أكثر من 2.3 مليون محتوى خلال عام 2024، حسبما ذكر موقع FORBES، مع تلقيها أكثر من 7 ملايين شكوى بشأن تعليق الحسابات، بحسب أرقام موقع "STATISTA".
• "يوتيوب" حذف أكثر من 8 ملايين فيديو خلال الربع الثاني من العام نفسه، معظمها بسبب انتهاك سياسات المنصة أو الإبلاغ عنها من المستخدمين، وفقاً لإحصاءات موقع "STATISTA".
• "إكس" حذفت 10.7 ملايين منشور، وعلقت 5.2 ملايين حساب خلال النصف الأول من العام 2024، وفقاً لتقرير الشفافية الصادر عن المنصة. رغم هذه الأرقام، ما زالت هذه المنصات تواجه اتهامات بعدم الشفافية، خصوصاً في ما يتعلق بحذف المنشورات المرتبطة في حرب غزة والقضية الفلسطينية. يشير عبد قطايا، مدير برنامج الإعلام في منظمة "سمكس"، إلى امتلاك "ميتا" لائحة داخلية غير معلنة بالأفراد والمنظمات "الخطرة"، والتي يتم تحديثها دورياً. هذا الأمر يثير مخاوف بشأن احتمال تحيز في آليات الرقابة على المحتوى.ماذا حدث مع الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي؟
حذفت شركة "ميتا" بشكل واسع، منشورات توثق حرب غزة، لأنها تحتوي على مشاهد عنف، مما أثار اتهامات بالتضييق على المحتوى الفلسطيني. وتشير التقارير إلى حجب أكثر من 795 ألف منشور خلال الأيام الثلاثة الأولى بعد 7 أكتوبر 2023، حسبما ذكر تقرير نشرته الشركة في موقعها. وفي هذا السياق، يوضح قطايا أن مؤسسته، بالتعاون مع مؤسسات دولية، تقدمت بطلب لمجلس الإشراف في "ميتا" لإعادة تقييم كلمة "شهيد" في سياقها العربي، وهو ما أسفر عن رفع الحظر عنها. كما تمت مراجعة عبارة "من البحر إلى النهر" وتوضيح عدم مخالفتها لسياسات المنصة. بالانتقال إلى "يوتيوب"، شهد العالم إغلاق قنوات عديدة، تناولت أحداث الشرق الأوسط، وذلك لاتهامها بدعم الإرهاب. في المقابل، ظهرت في المنصة دعايات إسرائيلية في دول العالم مثل أميركا، مما يعكس ضعف اهتمام هذه المنصات بالسياقات الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة، وفقاً لقطايا.أما منصة "إكس"، فقد ذكرت في مدونتها، بعنوان "سلامة X في أوقات الصراعات" أنها تعاملت مع أكثر من 325 ألف منشور يتعلق بالصراع الفلسطيني–الإسرائيلي بين العامين 2023 و2024، صنفتها على أنها مخالفة لشروط الاستخدام. شملت هذه الإجراءات حذف أو تقييد محتوى اعتبرته المنصة تحريضاً على الكراهية أو العنف، إضافة إلى إغلاق أكثر من 3 آلاف حساب. يثير ذلك تساؤلات حول حيادية المنصة في تطبيق سياساتها وتوازنها بين حرية التعبير وضوابط المحتوى.كيف تشرف المنصات على المحتوى؟
نفذت المنصات الاجتماعية، بما فيها ميتا وإكس ويوتيوب، سياسات صارمة لإزالة المحتوى خلال النزاعات الأخيرة في غزة، لبنان، والسودان. تضمنت الإجراءات ما يلي: * إزالة المحتوى المحرض على العنف: شملت حذف منشورات تدعو للتصعيد في غزة أو تحضّ على استهداف مجموعات عرقية في السودان، مع تعليق الحسابات المشتبه فيها.* مكافحة الأخبار المضللة: تضمنت تعطيل نشر صور وفيديوهات مفبركة عن القصف الإسرائيلي والضحايا في غزة، إضافة إلى تنبيه الجمهور للأخبار الكاذبة والشائعات حول الإمدادات الإنسانية في السودان.* إظهار تحذيرات على الصور الحساسة: وُضعت إشارات تحذيرية على صور الضحايا أو إخفيت في حالات الحروب، للحفاظ على خصوصية الضحايا وحماية المستخدمين من المَشاهد الصادمة. لكن مدير برنامج الإعلام في منظمة "سمكس"، يشير إلى غياب الشفافية في سياسات المنصات. فعلى سبيل المثال، أقدم إيلون ماسك على طرد الفريق الحقوقي الانساني في منصة "إكس"، وألغى القيود المتعلقة بخطابي الكراهية والعنصرية، مدعياً أن ذلك يعزز حرية الرأي والتعبير. في المقابل، تلاعب بالخوارزميات لتقييد ظهور بعض الحسابات وإبراز أخرى.
كيف تحايل الجمهور على المنصات وقت الأزمات؟
يلجأ المستخدمون خلال الأزمات إلى "حيل" أو استراتيجيات لتجاوز القيود التي تفرضها المنصات الرقمية، مثل تمويه الصور والكلمات أو إضافة إشارات مبهمة. ومع ذلك، يحذر قطايا من أنّ الخوارزميات المدعومة بالذكاء الاصطناعي قادرة على التطور بسرعة وتحديد هذه الحيل. ويؤكد قطايا أن الحل الأمثل يكمن في تعديل سياسات المنصات لتصبح أكثر مرونة وتفهماً للسياقات المحلية، بدلاً من اللجوء إلى الحذف المباشر للمحتوى. هل أصبحت المنصات الاجتماعية سلطة خامسة في الصراعات؟
ينفي قطايا هذه الفكرة، مؤكداً أن المنصات تجاوزت هذا الدور منذ زمن. ويشير إلى أنّ وسائل الإعلام الكبرى، مثل التلفزيونات الرائدة، بدأت في إنتاج محتوى مصمم لمنصات التواصل الاجتماعي، وذلك لمواكبة جمهور تفضيلات الجيل الجديد (Z)، الذي يستهلك الأخبار بطرق أكثر اختصاراً وجاذبية. كما يلفت قطايا إلى أن هذا الجمهور أصبح يفضل الأخبار الموجزة والجذابة على التقارير الطويلة والمعقدة.هل الهجرة إلى منصات أخرى تساهم في إدارة النزاعات؟
يشير قطايا إلى أن العالم العربي يفتقر إلى منصات ناجحة بسبب القوانين التي تحدّ من الخصوصية وتراقب المحتوى بموجب قوانين الجرائم المعلوماتية، مما يجعل أي منصة جديدة في العالم العربي عرضة للتقييد. ويرى أن الحل لا يكمن في الانتقال إلى منصات بديلة، إذ إن إيصال رسالتنا إلى العالم يتطلب الاستمرار في استخدام المنصات العالمية، مع العمل على تعديل سياساتها لتحسين فهمها للسياقات المحلية وتعزيز مرونتها في التعامل مع المحتوى خلال الأزمات.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top