أعلن الأمن العام في وزارة الداخلية السورية، مساء اليوم الجمعة، القبض على العميد عاطف نجيب، رئيس فرع الأمن السياسي السابق في محافظة درعا، وابن خالة رئيس النظام المخلوع بشار الأسد.
ويُعتبر نجيب المسؤول الأول عن تفجّر الثورة السورية في درعا، في 18 آذار/مارس 2011، لما ارتكبه من انتهاكات بينها قتل الطفل حمزة الخطيب.
عملية نوعية
وقال مدير الأمن العام في محافظة اللاذقية المقدم مصطفى كنيفاتي، إن المديرية تمكنت بعملية نوعية من القبض على عاطف نجيب، وذلك بالتعاون مع القوى العسكرية في المحافظة.
وأضاف كنيفاتي أن نجيب يُعتبر من المتورطين بارتكاب جرائم بحق الشعب السوري، لافتاً إلى أن الخطوة تأتي في إطار جهود السلطات لمحاسبة المتورطين في الانتهاكات تجاه الشعب السوري وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة".
وقامت المديرية "بتحويل المجرم عاطف نجيب للجهات المعنية ليصار إلى محاكمته ومحاسبته على الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب"، حسبما ذكر كنيفاتي.
من هو عاطف نجيب؟
وينحدر نجيب من مدينة جبلة الساحلية، في ريف اللاذقية، وتخرّج من الكلية الحربية، ثم التحق بجهاز المخابرات على عهد النظام المخلوع، حيث شغل مناصب عدة، أبرزها رئاسة فرع الأمن السياسي في درعا.
وارتكب نجيب إبان رئاسته فرع الأمن السياسي في درعا، انتهاكات كبيرة بحق أهالي المحافظة، أشهرها اقتلاع اظافر أطفال من المحافظة، الذين كتبوا على جدران بعض المدارس عبارات مناهضة للنظام المخلوع ورئيسه بشار الأسد.
كما يُنسب لنجيب المسؤولية عن تعذيب الطفل حمزة الخطيب حتى الموت، وهو أحد أيقونات الثورة السورية، إضافة إلى حرق المسجد العمري في مدينة درعا البلد، حيث يمثل المسجد رمزية دينية وتاريخية كبيرة لأهالي درعا.
وأدت تلك الانتهاكات إلى انفجار أهالي محافظة درعا في وجه نظام الأسد، في 18 آذار/مارس 2011 بعد أن قام عاطف نجيب بإهانة وجهاء وشيوخ المحافظة خلال لقاء جرى بين الجانبين في فرع الأمن السياسي، حيث حاولوا آنذاك احتواء الغضب الشعبي من قيام نجيب باقتلاع اظافر الأطفال، وحصار مدينة درعا البلد.
وفي العام 2011، سُرب مقطع مصور لكلمة عضو برلمان النظام السوري، الراحل يوسف أبو رومية، من داخل قبة البرلمان، حمّل فيه عاطف نجيب المسؤولية عن تفجّر المظاهرات في المحافظة، كما أكد أن نجيب استقدم مروحيات وأجرى إنزالات جوية لمواجهة التظاهرات في مدينة درعا البلد، والتي قُتل خلالها متظاهرين، إضافة إلى جرح عشرات آخرين، وذلك قبل أن تمتد التظاهرات إلى باقي المدن والبلدات في المحافظة، ثم إلى محافظات سورية أخرى.