أثار الفيلم القصير "جريمة ورا الشاشة" الذي يجمع النجمتين اللبنانيتين هيفاء وهبي ونور عريضة، إعجاب الكثيرين وتفاعلهم في مواقع التواصل، لتناوله موضوع التحرش الإلكتروني بأسلوب فني مختلف، إلى درجة أنه شجع ضحايا على فضح الفاعلين، بحسب مخرجه.
وفي الشريط الذي يقع في خمس دقائق، تجلس المغنية والممثلة هيفاء وهبي، وعارضة الأزياء ونجمة شبكات التواصل الاجتماعي نور عريضة، وجهاً لوجه، وبينهما جهاز قديم لعرض الصور، وتتابعان على شاشة أمامهما صوراً لتعليقات مستفزة فيها ايحاءات جنسية.وتحمل كل من وهبي وعريضة، خمس شرائح عليها تعليقات مسيئة عن الأخرى. وتضعانها تباعاً في جهاز العرض. وعبّرت النجمتان اللتان تحظيان بشعبية واسعة، بطريقة صادقة ومن دون تكلف، عن رأيهما في هذه التعليقات التي كتبت في صفحاتهما عبر شبكات التواصل الاجتماعي، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس".
View this post on Instagram
A post shared by Nour Arida (@nouraridaofficial)
وقالت عريضة مثلاً أن التعابير الجنسية هي "اغتصاب اونلاين" واعتبرتها وهبي "تعدياً عليها كإمرأة وإنسانة"، فيما شدد المخرج إيلي فهد (35 عاماً) على أن الفيلم الذي حظي إلى الخميس "بنحو 15 مليون مشاهدة في مختلف المنصات" مجتمعة "ليس شريطا دعائياً، ولا يندرج ضمن حملة توعية".وقال فهد: "لم تبادر أي جمعية أو منظمة إلى تمويل إنتاجه. وهنا تكمن أهميته". وشرح فهد الذي تولى إخراج أغنيات مصورة لهيفاء وإليسا وسواهما من الفنانين اللبنانيين أن "جريمة ورا الشاشة" عبارة عن "مبادرة فردية من نور عريضة. وبدوري قدمت الفكرة لهيفاء وبنينا المشروع على هذا الأساس. وبعد فترة كرسنا يوماً للتصوير".وروى فهد أن هيفاء التي يبلغ عدد متابعيها في "إنستغرام" 13,5 مليوناً ونور التي يتابعها عبر المنصة نفسها أكثر من 11 مليوناً، منحتاه "الثقة الكاملة لدرجة أنهما لم تجهزا أو تقرآ قبل التصوير أية تعليقات على الشرائح التي تمر أمامهما، بل كانت ردود أفعالهما عفوية".وحرص فهد على أن يظهر النجمتين "بطريقة حقيقية". وقال: "ما ساعدني أن السيناريو لم يكن معداً سلفاً". وارتأى المخرج أن تطل بطلتاه "في ثياب بسيطة كي لا يطغى ذلك على أهمية ما أحاول ان أرويه". ومن خلال التقنية التقليدية التي اعتمدها لعرض التعليقات بواسطة الجهاز القديم على شاشة عملاقة، سعى إلى أن يعالج الموضوع بطريقة مغايرة.وقال فهد: "نتحدث عن متحرش افتراضي تأثيره غير افتراضي، لذلك اخترت شيئاً من العالم الافتراضي وجعلته مادة محسوسة. جعلت التعليق الذي نقرأه على شاشة الهاتف عندما ألقي عليه الضوء يكبر حجمه. لا تحمل هذه التقنية معنى جمالياً فقط. بل هي انعكاس لنظرتي إلى هذه التعليقات التي يتعاظم حجمها تحت الضوء. تماماً كقراءة الأمور المزعجة التي نجعلها تدور في رأسنا حتى تكبر".ورغم أن موضوع الفيلم ليس جديداً فإن "أحداً لم يسبق أن تناوله بهذه الطريقة"، بحسب المخرج الذي شاء أن يقدم "عملاً مختلفاً".ورأت كارن بريدي (26 عاماً) أن "اختيار شخصيتين من المشاهير لهذا الفيلم خيار ممتاز يجعل الفيلم يمس شريحة كبيرة". وأضافت الشابة التي تعمل في تصميم الأزياء: "التعليقات التي نقرأها في الفيلم نموذج معبر، ونسمع أحياناً ما يشبهها في الشارع". ورأت أن "المتحرش يقدم على فعلته لأنه مختبئ وراء شاشة. إنه أمر غير مقبول ومثير للاشمئزاز. أنا أمحو فوراً أي تعليق من هذا النوع".أما ميا الجميل (22 عاماً) فأشارت إلى أن فتيات كثيرات، وهي منهن، بتن يمتنعن عن النشر في مواقع التواصل أحياناً "خوفا من تلقي تعليقات من هذا النوع، أو من التلاعب بصورهن". وأضافت: "باتت الشبكات الاجتماعية منصات خطرة ومحرجة جداً للفتيات والنساء اللواتي ينشرن صوراً".وشاركت كل من وهبي وعريضة رابط الفيلم عبر صفحاتهما في "إنستغرام"، مرفقاً بعبارة: "ما تخلي حدا يسرق منك حريتك. التحرش مش افتراضي".ولاحظ فهد أن فتيات كثيرات بادرن بعد ساعات من انتشار الفيلم الذي يواجه التحرش من خلال تجربة هيفاء ونور، إلى "تصوير تعليقات مستفزة ووقحة وخادشة" وأرسلنها الى هيفاء ونور غبر صفحاتهما، رغم كون الضحايا يخجلن عادة من التعابير البذيئة ويخفين ما يتعرضن له من إهانات.وأهمية الفيلم بحسب فهد "ليست جعل المتحرش يتغير، لأن المريض لا يتغير، لكن الفرق أنه ولد جرأة لدى المتلقي، فعندما سترى فتاة في السادسة عشرة هيفاء ونور تشجعان على فضح المتحرش وفضح اسمه في شبكات التواصل الإجتماعي، أعتقد أنها لن تخاف من الآن فصاعداً، بل سيخاف المتحرش". وفي رأي فهد، "ما من إحساس أجمل من إحداث فرق في حياة مراهقين وراشدين، ولو بنسبة واحد في المئة".