2025- 02 - 01   |   بحث في الموقع  
logo نداء مهم لمستخدمي “واتسآب” في لبنان.. logo باسيل اتصل بكشيشيان معزيا وبدريان مطمئنا logo أحمد الحريري دان جريمة بصاليم: لمكافحة مسلسل الجرائم المتنقلة logo لا عدالة للقمان سليم: حلاوي يختم التحقيق والقاتل "مجهول" logo النائب جنبلاط ترأس اجتماعاً لقيادة “التقدمي الإشتراكي” logo سلوم: لإعلان حالة طوارئ أمنيّة في البلاد logo 5 دول عربية ترد على ترامب: لا لتهجير الفلسطينيين logo إسرائيل تمعن في خروقاتها وتضارب المصالح يؤخر الحكومة
مغنية "راب" مراهقة تبث الأمل في نفوس سودانيين نازحين
2025-01-31 15:58:04

داخل ملجأ موقت أقيم في ساحة مدرسة في شرق السودان، تؤدي هانم محمد (14 سنة) أغاني راب من تأليفها لتبث الراحة في نفوس الأسر النازحة بسبب الحرب المستمرة في البلاد.
للحظات عابرة، تبدو ندوب الحرب المستمرة منذ 21 شهراً وكأنها تتلاشى، عندما تجتمع العائلات للاستماع إلى محمد وهي تؤدي أغاني راب تبعث على الحنين إلى الحياة ما قبل الحرب. وقالت محمد: "عندما أؤدي الأغاني، يردد الجميع معي ويصفقون ويرقصون"، مضيفة والابتسامة تضيء وجهها أن ذلك "يجعلني سعيدة جداً"، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس".وداخل خيمة في الملجأ، تطغى الطاقة المدهشة لمغنية الراب الشابة المعروفة باسم نانا. ويتعالى صوت الضحك والتصفيق في حين يتمايل الأطفال والنساء على الإيقاع، متحدين الحرب التي تجتاح البلاد منذ نيسان/أبريل 2023.وأودى الصراع بعشرات الآلاف، وشرد أكثر من 12 مليون شخص ودفع السودانيين إلى حافة المجاعة. وتسببت الحرب الدائرة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، بـ"أكبر أزمة إنسانية تسجل على الإطلاق"، بحسب "لجنة الإنقاذ الدولية".وأكد محبو نانا أن أغانيها تترك أثراً عميقاً. وأشارت نجوى عبد الرحيم التي تواظب على مشاهدة عروض محمد إلى أن "الفرحة التي تبثها نانا لا توصف"، مضيفة أن المغنية الشابة "مجتهدة وطموحة"، فيما قال دير فتحي، وهو معجب آخر بمحمد: "أشعر بالراحة والحماسة عندما أستمع إلى موسيقاها".وعندما اندلعت الحرب، فرت محمد مع عائلتها من مسقط رأسها أم درمان. وقالت الشابة التي تقيم حالياً في مدرسة ثانوية في بورت سودان، أنها تلجأ إلى موسيقى الراب للتعبير عن حزنها والحفاظ على ذكرياتها العزيزة عن مسقط رأسها.وباتت ذكرياتها عن المدينة التي كانت نابضة بالحياة تغذي تعبيرها الإبداعي، خصوصاً في أغنيتها المؤثرة "مأساة أم درمان" التي تقول كلماتها: "تجلس في صمت، يندلع حريق، ماذا تفعل؟ عقلك نفسه مشوش". وأشارت المراهقة إلى أن شغفها بموسيقى الراب ترسخ مدى سنوات، لكن اندلاع الحرب دفعها للبدء في كتابة أغانيها الخاصة. وألفت حتى اليوم تسع أغنيات.وقالت محمد أن "معظم الأغاني التي ألفتها كانت لأكثر مكان أحبه ونشأت فيه، وهو أم درمان". وأضافت: "عندما اندلعت الحرب، أعطاني ذلك دافعاً أكبر". وداخل الملجأ، تتقاسم مغنية الراب المراهقة وعائلتها أماكن ضيقة مع عشرات العائلات النازحة الأخرى. وتشكل الاحتياجات الأساسية صراعاً يومياً لهم.وأوضحت محمد أن "أصعب ما واجته هو مشكلة الماء"، مضيفة: "كنت أجده أحياناً مالحاً وأحياناً أخرى مراً"، حيث يعاني السودان الذي أنهكته الحرب منذ فترة طويلة من أزمة مياه، رغم مصادر المياه الكثيرة فيه ومن بينها نهر النيل.وحتى قبل الحرب، كان ربع السكان يضطرون إلى المشي أكثر من 50 دقيقة للحصول على المياه، بحسب للأمم المتحدة. أما اليوم، ومن الصحاري الغربية القاحلة في دارفور، مروراً بوادي النيل الخصب وصولاً إلى شواطئ البحر الأحمر، تطاول أزمة المياه 48 مليون سوداني أنهكتهم الحرب.ورغم ذلك، رفضت محمد السماح ترك هذه الصعوبات تحبطها. واستحالت موسيقاها شريان حياة ليس فقط لنفسها ولكن أيضاً للأشخاص الذين يتجمعون لمشاهدة أدائها. ولا تتوقف محمد عند هذا الحد. فداخل غرفة صغيرة في الملجأ، تجلس منحنية فوق كتبها، آملة أن تحقق أحلامها في أن تصبح جراحة ومغنية راب مشهورة. لكن أهم من كل شيء، عبرت عن أمنية واحدة بالقول: "أكثر ما أتمناه هو أن تتوقف الحرب".


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top