نقلت صحيفة "العربي الجديد" عن الناطق باسم حركة حماس جهاد طه قوله إن العراقيل الإسرائيلية تأتي في سياق المراوغة والمماطلة وتعطيل تنفيذ ما تمّ التوافق عليه. وأضاف أن الحركة تدعو الوسطاء إلى تحمّل مسؤولياتهم وممارسة الضغط على الاحتلال لالتزام الاتفاق.وأكد أن هذا الحشد الجماهيري يشير إلى تمسك وتشبث الشعب الفلسطيني بأرضه ورفضه كل مشاريع التهجير التي تحاول الإدارة الأميركية والاحتلال فرضها على الشعب الفلسطيني، ولن تفلح هذه المخططات والمشاريع في تحقيق أهدافها وستبوء بالفشل بفعل صمود شعبنا وتمسكه بحقه في أرضه ومقدساته.رسالة غاضبةوعلم "العربي الجديد" أن الوسطاء في مصر وقطر نقلوا رسالة غاضبة لحكومة الاحتلال بشأن نهجها في التعامل مع اتفاق وقف إطلاق النار، وتعمد عرقلته من وقت لآخر. ووفقاً لما علمه "العربي الجديد"، فإن الوسطاء في القاهرة والدوحة نقلوا رسالة تؤكد صعوبة استكمال الوفاء بتعهدات صفقة الأسرى، في ظل المواقف الإسرائيلية المتصيدة للأخطاء، والباحثة عن ذرائع لإفشال الاتفاق من وقت لآخر، في ظل ما يبذله الوسطاء من جهود لتذليل العقبات وتدارك مواقع الخلل التي يمكن أن تؤدي إلى تعطيل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين والفلسطينيين.وبحسب مصادر مطلعة على تفاصيل الوساطة، فإن الوسطاء في القاهرة طلبوا من الأطقم الفنية المشرفة على تنفيذ استحقاقات الاتفاق مراعاة الاشتراطات الخاصة بتأمين مواقع تسليم الأسرى داخل قطاع غزة، وكذلك عدم الإفراط في مشاهد السلاح داخل القطاع لقطع الطريق على المتطرفين في حكومة نتنياهو.وأوضحت المصادر أنه في المقابل، فإن رسالة الوسطاء الأخيرة بعد تهديد الجانب الإسرائيلي بتعطيل إطلاق سراح الدفعة الجديدة من الاسرى الفلسطينيين، أثارت حالة شديدة من الاستياء لكونها تضعهم في موقف حرج بعد الجهود الكبيرة التي بذلت لتنفيذ دفعة تسليم استثنائية لم تكن مجدولة لإطلاق سراح الأسيرة دانيل يهود، بعدما كادت إسرائيل أن تفشل الاتفاق بعد رفضها فتح طريق العودة إلى الشمال أمام النازحين قبل إطلاق سراح الأسيرة.تشدد إسرائيليوأخطر الوسطاء في مصر، الجانب الأميركي بأنه لا يصح في الوقت الذي تتضافر فيه الجهود لإطلاق مفاوضات المرحلة التالية من الاتفاق أن تهدد إسرائيل من وقت لآخر بنقض تعهداتها أو التملص من التزاماتها ضمن الاتفاق. في المقابل، كشف قيادي في حركة حماس، أن الحركة أمام جهود الوسطاء تغاضت عن عدم تنفيذ الجانب الإسرائيلي بعض استحقاقات تسليم الأسرى، موضحاً أن كل دفعة من دفعات تسليم الأسرى الإسرائيليين يأتي من بين استحقاقاتها إدخال أعداد محددة من الخيام المجهزة والمنازل الجاهزة "الكرافانات" مع تحديد حصة كل منطقة في غزة من تلك الخيام والمنازل، وهو ما لم يُنفَّذ حتى الآن.وشدّد القيادي أنه بدءاً من الدفعة المقرر إطلاق سراحها يوم السبت المقبل، فإنه لا بد أن يكون معلوماً بشكل محدد عدد الخيام والمنازل التي ستدخل القطاع، ويتم البدء في تحرك الشاحنات بموازاة تسليم الأسرى، مؤكداً أنه "طالما أن الجانب الإسرائيلي يتشدد في مطالبه، فمن الطبيعي أن يكون هناك تشدد من جانبنا ولسنا في موقف ضعف"، متابعاً: "نتنياهو الآن أكثر احتياجاً لاستكمال الاتفاق من المقاومة في غزة".الدفعة الرابعةوقال القيادي بالحركة، إنه لن تُطلَق الدفعة الرابعة من الأسرى الإسرائيليين قبل إدخال الخيام والمنازل الجاهزة. وعلق القيادي بالحركة على ما سماه "بالمخاوف الكاذبة" من جانب نتنياهو وحكومته على الأسرى الإسرائيليين وتحججه بمشهد إطلاق سراحهم في خانيونس، لتعطيل الاتفاق، قائلاً إن "نتنياهو الذي يزعم حرصه على حياة الأسيرة دنييل يهود هو نفسه الذي قصف مكان وجودها عشية تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وهو ما بدا واضحاً خلال تسليمها حيث كانت تعاني من إصابات جراء استهداف المكان الذي كانت بداخله". ولفت القيادي بالحركة إلى أن الاتفاق يتضمن إدخال 200 ألف خيمة مجهزة و60 ألف منزل جاهز.