يشهد الجنوب اللّبنانيّ منذ الأحد الماضي عودة متواصلة للأهالي إلى قراهم الحدوديّة، رغم الاعتداءات الإسرائيليّة المستمرة وعمليات الترهيب والخطف الّتي لم تستثنِ أحدًا. ويأتي هذا التصعيد الإسرائيليّ في ظلّ استمرار الاحتلال في خرق اتفاق وقف إطلاق النار، الذي جرى تمديده حتّى تاريخ 18 شباط المقبل.خروقات مستمرةوقد تصاعدت الخروقات الإسرائيليّة بشكلٍ ملحوظٍ خلال الأيام الماضيّة، واستمرت حتّى مساء اليوم. ففي تطورٍ خطير، ألقى جيش الاحتلال اليوم الخميس قنبلة بالقرب من عائلة كانت تتفقد منزلها في محيط مدرسة بلدة طلوسة، كما نفذ عمليات تجريف في حيّ المفيلحة بميس الجبل، حيث يتمركز الجيش اللّبنانيّ. كذلك، استهدفت المدفعيّة الإسرائيلية منطقة شعب القلب بأطراف بلدة شبعا بقذيفتين، وفق ما نقلت تقارير ميدانيّة، بينما دمّرت قوّات الاحتلال محالًا تجارية وعددًا من السّيارات في بلدة برج الملوك.
وفي تصعيدٍ إضافيّ، قامت القوّات الإسرائيليّة بإحراق مزرعة للدجاج وتجميع البيض في تلّ النحاس، كما أضرمت النيران في قصر بأطراف بلدة طلوسة. من جهته، أعلن متحدث باسم الجيش الإسرائيليّ أنّ "سلاح الجوّ الإسرائيليّ اعترض طائرة مسيّرة تابعة لحزب الله أُطلقت نحو الأراضي الإسرائيليّة"، مضيفًا أنّ "الجيش لن يسمح بحدوث أنشطة إرهابيّة لحزب الله وسيتحرك لإزالة أي تهديد على إسرائيل ومواطنيها".
وفي سياق ميداني آخر، واصل الجيش اللبناني انتشاره في منطقة جنوب الليطاني بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار. ودعا الجيش المواطنين إلى الالتزام بتوجيهاته، مع استمرار مواكبته لعودة السكان إلى قراهم الحدودية وتطبيق القرار 1701.
ومساء اليوم، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية تفجير في منطقة "الحريقة" عند أطراف بلدة عيترون، بينما ألقت طائرة مسيّرة إسرائيلية قنبلة على جرافة بين بلدتي الضهيرة ويارين، قبل أنّ تفتح قوّات الاحتلال النار باتجاهها. كما نُفذت عملية نسف جديدة في بلدة كفركلا، في حين استهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية محيط حسينية بلدة الطيبة، حيث كانت جرافات تعمل في الموقع، إلّا أنّ السّائقين نجوا بصعوبة. وفي تصعيدٍ آخر، أطلق جيش الاحتلال النار على مواطنين اثنين أثناء تفقدهما مزرعتهما في مدخل قطمون ببلدة رميش، وذلك بعد حصولهما على تطمينات سابقة من قوات "اليونيفيل" بإمكانية التوجه إلى المزرعة. كما أُصيب مواطنان بجروح طفيفة بعد إلقاء طائرة مسيّرة إسرائيلية قنبلة بالقرب من دراجتهما الناريّة على أطراف بلدة طلوسة باتجاه مركبا. ويواصل جيش الاحتلال عمليات التجريف في العديد من البلدات الحدوديّة، حيث سجلت عمليات تمشيط بالأسلحة الرشاشة في مركبا، ما يفاقم المخاوف من تصعيدٍ إضافي قد يعيد المنطقة إلى أجواء الحرب.