2025- 01 - 31   |   بحث في الموقع  
logo الرئيس عون: الإصلاحات من أولويات الحكومة فور تشكيلها logo "مؤتمر النصر": فصائل السويداء قاطعت.. وأحمد العودة يتغيب عمداً؟ logo "السور الحديدي": مخطط إسرائيل للضفة انكشف أكثر؟ logo ريفي: أي حكومة تشكّل يجب ألا يكون فيها وجود لـ”حزب الله” logo الشرع في أول خطاب للسوريين يعد بحكومة انتقالية شاملة logo اجتماع بين “الثنائي الشيعي” وسلام.. اليكم التفاصيل logo حادث سير مروع عند اوتوستراد شكا logo “تفجير” إسرائيلي جديد في بلدة جنوبيّة
"لعنة باب عكا" لمروان طراف... حرب الكرنتينا
2025-01-30 15:56:46

صدرت عن دار رياض الريس في بيروت رواية "لعنة باب عكا" لمروان طراف، هنا مقطع منها...يعلو صوت أم عباس من داخل البيت الملاصق لقلعة الشقيف في بلدة أرنون الصغيرة، غاضبة، مرتبكة، تبكي تارة وتصرخ تارة أخرى، فيما يقف زوجها النحيل بمعطفه الطويل، منتظراً عند شباك البيت المطل على المدخل، و بيده سيجارة المور السوداء الطويلة.- قوم روح إنت عالنبطية وخذلك مكنة عا بيروت، قوم، لو بدو يجي إجا.كانت خطوط الهاتف بين سنترال صيدا وبيروت قد قُطعت، وانقطعت معها الأخبار، عما يجري في محيط مستشفى الكرنتينا، بعد أن أُذيع الخبر عن دخول قوات "الكتائب" إلى مخيم المسلخ الذي يقع ضمن منطقة المدوّر، عند مدخل بيروت الشرقي لناحية المرفأ.وقد سميت المنطقة الكرنتينا نسبة إلى مركز الحجر الصحي الذي أُنشئ عام 1826، وخُصص لحجر المسافرين الوافدين إلى مرفأ بيروت، بغية منع تفشي الأوبئة، خصوصاً الطاعون الذي تفشى في ذلك الوقت.في منتصف خمسينيات القرن العشرين، تحولت منطقة الكرنتينا إلى مجموعة أحياء يسكنها زهاء ثلاثين ألف شخص، غالبهم من فقراء عشائر العرب، التي لُقبت بعرب المسلخ، لمجاورتها مسلخ بيروت، إضافة إلى الأكراد والأرمن، وقرابة 1500 فلسطيني، هُجّروا إليها من المخيمات الموقتة، وبعض الشيعة من عمال مرفأ بيروت.أما مركز الحجر، فقد حولته وزارة الصحة إلى مستشفى حكومي، خُصص لعلاج الحالات الصحية المستعصية، ومنها داء البوليو (شلل الأطفال) الذي أصاب دنيا ابنة أبو عباس الصغرى، التي أتمّت للتو عامها العاشر على الكرسي المتحرّك بسبب المرض.انتظر أبو عباس شقيق زوجته ليقله إلى بيروت، وكانت أم عباس قد رتبت مع شقيقها وجيه الذهاب إلى الكرنتينا لإحضار ابنتهما دنيا من المستشفى.كان وجيه يعمل مديراً في مصنع "سليب كومفورت" المحاذي للمستشفى، وتربطه علاقة جيدة بالعديد من زملائه ومرؤوسيه المقربين، أو المنتمين إلى حزبي "الكتائب" و"الأحرار"، وكان بصدد الاستعانة بهم للوصول إلى المنطقة، فالطريق خطرة والحواجز الطيارة تعترض من تشاء.بعد طول انتظار وصل وجيه، ألقى السلام على شقيقته من خلف الزجاج، ركب أبو عباس السيارة وانطلقا.انهمر المطر بغزارة في ذلك الصباح البارد، والطريق المتعرج من أرنون إلى صيدا شبه فارغ، إلا من بعض الشاحنات الصغيرة المحملة بالأثاث الخفيف وفرشات الإسفنج، وبضع سيارات تُقلّ مدنيين قادمين من بيروت، باتجاه قرى الجنوب القريبة.أما من صيدا باتجاه بيروت، فقد بدأت تظهر الآليات العسكرية التي تجوب الساحل ذهاباً وإياباً.في الليلة الفائتة دخلت قوات مشتركة فلسطينية ومليشيات لبنانية يسارية إلى بلدة الدامور، التي كانت قد سيطرت عليها مليشيات "الكتائب" و"الأحرار"، وقطعت الطريق بشكل كامل من الجنوب والشوف، وصولاً إلى بيروت، فقامت معركة شرسة ادّعت "فتح" و"الحركة الوطنية" أنها بدافع الانتقام لمجزرة الكرنتينا، اشترك فيها ما يزيد على 1200 مقاتل من الفصائل الفلسطينية والقوات المشتركة التابعة "للحركة الوطنية"، وارتكبت خلالها مجازر انتقامية أشدّ بشاعة من تلك التي حدثت في المسلخ بحق مواطنين عزّل، ودمرت البلدة على رؤوس ساكنيها، ثم انتهت بتهجير الأهالي مع من تبقى من المقاتلين، من الدامور إلى منزل الرئيس كميل شمعون على شاطئ البحر في السعديات، حيث أقلّتهم الزوارق بحراً إلى جونية.اجتازت سيارة وجيه حواجز التفتيش عند مداخل الدامور، باتجاه بساتين الموز المجاورة للطريق العام، وكانت النيران لا تزال مشتعلة في المنازل المدمرة على جانبي الطريق، نتيجة المعركة العنيفة التي أودت بحياة أكثر من 600 قتيل من أهالي البلدة الأبرياء، بالإضافة إلى عدد كبير من المتحاربين.أشعل أبو عباس السيجارة تلو الأخرى، علّه يخفّف من حدّة توتره، فرغم طمأنات وجيه، كاد الخوف يقتله، فكل الذين طلب منهم المساعدة للوصول إلى ابنته، لم يعودوا إليه بجواب، وما تناقلته وسائل الإعلام لم يكن مطمئناً، فالمعارك في محيط الكرنتينا كانت أكبر من المشاهد التي رأوها في الدامور، وعدد القتلى في مخيم المسلخ فاق بأضعاف الضحايا هناك.اتفق وجيه مع أحد زملائه المنتمين إلى حزب "الكتائب" من بلدة الكحالة، على أن يلاقيه بالقرب من مستديرة الصياد ويقودهما إلى الكرنتينا، فوجود مسلح بزي كتائبي بالسيارة أشبه ببطاقة عبور على الحواجز المنتشرة على طول الطريق.وصلت السيارة وصعد طوني بلباسه العسكري إلى جانب وجيه متأبطاً رشاشه، وعلى رأسه بيريه عليها شعار أرزة "الكتائب" المثلثة، أما أبوعباس فانتقل إلى المقعد الخلفي تماماً وراء وجيه، لتنطلق السيارة باتجاه المرفأ، سالكة الطرق التي كان يرصد الإعلامي شريف الأخوي سلامة العبور منها عبر الإذاعة اللبنانية، إلى أن وصلوا عند أول حاجز كتائبي في منطقة النهر، التي تبعد أقل من كيلومتر عن مستشفى الكرنتيتا.
- لوين الشباب رايحين؟سأل المسلح، فأجابه طوني على الفور بأنهم من "كتائب" الكحالة، وهم متوجهون للقاء القائد العسكري وليم حاوي في قسم "كتائب" الرميل، فأزاح العائق الحديدي، وأشار لهم بالمرور عبر الطريق الموازي الذي خُصص للسيارات العسكرية.كان عبور الحاجز بسلام بمثابة معجزة بالنسبة إلى أبو عباس، خصوصاً بعد الصيت الذائع الذي انتشر عن مقاتلي "الكتائب" في مجزرة السبت الأسود منذ أسابيع، وحكايات الذبح على الهوية ورمي الأحياء عن جسر فؤاد شهاب، التي فرضت واقعاً من الرعب لدى المسلمين المقيمين في المناطق المسيحية والعابرين منها، وبالعكس بالنسبة إلى المسيحين، الذين لم يسلموا من حوادث الإجرام والتصفيات التي حصلت في عدة مناطق، وأكثرها دموية في الشوف والمتن والبقاع.تابع وجيه بسيارته نحو الكرنتينا على ركام مخلفات القصف، وعند محيط المسلخ لجهة المرفأ بدأ الطريق يضيق بالسيارات المحترقة وأغصان الأشجار المحطّمة.خلا الطريق من المارة، كأن قنبلة نووية انفجرت وأنهت أي أثر للحياة، وما إن ظهر مبنى مستشفى الكرنتينا عن بعد، أشار إليه وجيه وقام بالتفافة سريعة نحوه، فصرخ به طوني مذهولاً:- انتبه انتبه وقف!كان الطريق الذي أراد وجيه سلوكه مسدوداً بأكثر من خمسين جثة، بدت أنها لمدنيين قتلوا خلال مجزرة الكرنتينا قبل يومين، بطريقة التصفية أو الإعدام، فما كان من طوني وأبو عباس، إلا أن ترجلا من السيارة وأزاحاها واحدة تلو الأخرى، ليتمكن وجيه من تمرير السيارة بحذر من بينها، إلى أن اجتازت الأمتار القليلة المتبقية نحو مدخل المستشفى.كانت معالم المنطقة قد تغيرت جذرياً نتيجة القصف، الذي سبق المعركة، ورغم معرفة أبو عباس للمستشفى ومحيطه بسبب زياراته المتكررة لابنته، إلا أنه أخفق في إرشاد وجيه إلى القسم الذي كانت تعالج فيه، إلى أن انتهيا عند مدخل مخزن الأدوية الذي احترق بالكامل.أوقف وجيه السيارة وترجّل منها بحذر، ثم دخل مع أبو عباس عبر باب مخفر الدرك الملاصق لها، فيما انتظر طوني قرب السيارة تحسباً لقدوم أحد المسلحين.الظلام دامس داخل أروقة المستشفى، ورائحة الحريق التي ملأت المكان أوحت إلى أبو عباس بحتمية موت كل من في الداخل، فمن ممر إلى آخر، ومن غرفة علاج إلى صالة انتظار، لم يكن هناك أثر للحياة، رائحة الموت تعبق في الأرجاء فيرتجف قلبه وتتثاقل خطاه، كان أمله الوحيد ألا يجد ابنته بين الجثث المتناثرة في أروقة المستشفى، وأن يكون أحد ما قد نقل المرضى إلى مكان آخر قبل الهجوم، لكن آماله راحت تتضاءل عند كل غرفة نظر داخلها، وكل بهوٍ فاحت منه رائحة الموت، الأسرّة كانت قد تحولت إلى نعوش حملت جثث المرضى، الذين بدا أنهم لم يقووا على الهرب قبل أن تطاولهم شظايا القصف العنيف. بعض الغرف أحرقت بمن فيها، وكأن رماد بركان "فيزوف" قد وصل إليها بعدما غطى مدينة بومباي، فتفحمت جثث الأطباء والممرضين والمرضى في مكانها.بعد مضي أكثر من ربع ساعة، عثر أبو عباس على الدرج المؤدي إلى الطابق السفلي حيث يقع قسم الأطفال، وحيث ودّع ابنته في آخر زيارة لها قبل ثلاثة أسابيع، أشعل ولاعة السجائر بيد وأمسك سترة وجيه باليد الأخرى ونزلا الدرج معاً. كان المكان شديد الظلام، ومن الواضح أنه احترق بمن فيه، فقد ظهرت جثث الأطفال المتفحمة فوق الكراسي المتحركة وعلى الأرض، كان المشهد مرعباً ورائحة حريق البشر أشدّ بشاعة من مشهد الجثث، التي اختفت معالمها حتى أصبح من المستحيل تحديد هويات أصحابها. اختار أبو عباس في تلك اللحظة ألا يجد ابنته بينها، وأن يحتفظ بصورتها في ذهنه تبتسم، همس بصوت متهدّج مخاطباً وجيه:- أكيد دنيا مش هون، أكيد أخذوها عا شي محل تاني، يلا نرجع.أدار الأب المصدوم ظهره لمشهدية لم يقوَ على تصديقها، وصعد الدرج تاركاً وراءه جثة ابنته وحقيقة موتها، ليبدأ رحلة البحث عن وهم وجودها في مكان آخر أقلّ وحشية، لكن رحلته هذه لم تدم طويلاً، فعند وصولهما إلى السيارة، كان طوني بانتظارهما مقيداً داخل السيارة، ومن حوله مجموعة من المسلحين الكامنين لهما، وما إن خرجا من المبنى حتى انقضوا عليهما وبادر أحدهم بضرب وجيه على بطنه بكعب بندقية السيمينوف صائحاً: - إركع وله أخو الشر..... شو جاي تعمل هون؟كانت مجموعة من المسلحين الموكلين بحماية الموقع، قد شاهدت سيارة وجيه تعبر مدخل المخيم باتجاه المستشفى، فأرسل مسؤول الموقع عناصره لاستيضاح الأمر وسبب وجودهم في نطاق عملياته، بدا أمر وجود عنصر كتائبي من خارج مجموعتهم في ذلك المكان مستغرباً، وعند مساءلته، ارتبك وأخبرهم بحقيقة أمره، وكشف لهم هوية الشخصين اللذين كانا في الداخل، فما كان منهم إلا أن قيدوه بناءً على أوامر قائدهم، واقتادوه إلى السيارة لحظات قبل عودة أبو عباس ووجيه.اقتيد الثلاثة إلى هنغار صناعي قرب المرفأ وسلّموهم لمسؤول إحدى المجموعات المقاتلة، وبعدها بقليل أُطلق سراح طوني ليعود إلى الكحالة، فيما استمرّ حجز وجيه وصهره بحجة تسليمهما للجيش اللبناني، وفي ساعة متأخرة من الليل، وُجدا جثتين هامدتين في الباحة الخلفية لسينما ريفولي وسط البلد، وقد اخترقت رأس كل منهما رصاصة واحدة فقط، كانت كافية لإنهاء حياته.وصل خبر مقتل أبو عباس وصهره إلى أرنون بعد يومين من اختفائهما، عبر مكتب التنسيق التابع للحزب "الشيوعي" في النبطية، الذي كان يتابع التطورات الميدانية وتنسيق التواصل بين الأهالي.قاربت الساعة العاشرة مساءً، وأم عباس ما زالت تجوب أرجاء القرية مستقصية عن أي نبأ يطمـئن قلبها، فيما أبقت على ابنها عباس منتظراً أمام الصوبيا المتوهجة في مطبخ المنزل، لربما أتى أحد بخبر عن زوجها وأخيها المفقوديَن منذ ثلاثة أيام.كانت هدى قد جنّدت كل أقاربها للبحث عنهما، وما إن همّت بالدخول إلى منزل أخيها، حتى خرجت عليها ناهية زوجة وجيه بحالة هستيرية:- قومي يا هدى يلا، قومي عالنبطية عالحزب الشيوعي قال بو عباس ووجيه مقتولين ببيروت، يلا لينا عند علي التاكسي يلاااااااااه.مشت هدى وراء ناهية بخطى متثاقلة، كأنها لم تستوعب الخبر، لم تبكِ، لم تصرخ، لم تنفعل، مشت بصمت لتتيقّن من الخبر، جثمانا أبو عباس ووجيه في طريقهما إلى أرنون، ودنيا في عداد قتلى مستشفى الكرنتينا، الذين أُحرقت جثثهم مرة ثانية، وطمروا في مكان مجهول.بقي عباس الصغير منتظراً عودة أمه طوال الليل، جاثياً بالقرب من الصوبيا التي فرغت من المازوت وانطفأت، كان دويّ الرعد قوياً تلك الليلة ولم يتوقف زخ المطر.عادت هدى بعد منتصف الليل مبتلة، وكأنها خرجت للتو من بركة ماء، جلست على الكنبة بقربه وشاركته صقيع الغرفة لبرهة، ثم نهضت وأفرغت بعض الملابس من خزانة في غرفة النوم، وضعتها في كيس من القماش رمته على الكنبة، ثم وقفت أمام النافذة نفسها، التي شاهدت من خلالها أبو عباس لآخر مرة، سرحت بنقاط المطر المتدحرجة على الزجاج، ومن خلفها ظلام لم يكسره بصيص ضوء، راحت ترسم بإصبعها على الزجاج المتعرق أشكالاً لا معنى لها، وزفت له خبر مقتل والده وشقيقته بأقسى الكلمات:- بيك مات يا عباس، انذبح اتقوص ما بعرف، وأختك كمان ماتت، دنيا الصغيرة الحلوة المسكينة... وخالك وجيه مات معهن... هني ما ماتوا، هني انقتلوا قتل، بكرا الصبح بدهن يجيبوهن لهون، وأنا ما بدي كون ولا بدي شوف جثثهم ملقحين بالصالون... منظر المقتول غير منظر الميت يا عباس، المقتول بيخوف، بيبقى مفنجر عيونو وشادد على سنانو من الفزع قبل ما ينقتل...نحنا رح نفل عالدير تحت بدير ميماس، هونيك في دفا وأكل وشرب وأمان، منقعد كم يوم، وبعدين بكونوا قبروهن بالمقبرة.انتظرت حتى توقف المطر عند بزوغ الفجر، أمسكت بيد عباس ومشت به على الطريق الترابي نحو الدير.المؤلف:منتج ومخرج متخصص في الأفلام الوثائقية. درس الإعلام في الجامعة اللبنانية الأميركية، ثم التحق بجامعة بارسونز في ولاية نيو يورك الأميركية، وتخرج منها حائزاً شهادة الماجستير في إدارة الإعلام، ومن بعدها أنهى دكتوراه في الفلسفة والفكر النقدي من جامعة "أي جي أس" ساس فاي بسويسرا. عمل مراسلاً ومصوراً صحافياً لوكالة رويترز وشبكة الإرسال الأميركية، واختصّ بتغطية الحروب والأزمات، من حرب الخليج الأولى والثانية، إلى اليمن وأفريقيا وأميركا اللاتينية وأفغانستان، ثم تفرّغ للعمل منتجاً ومخرجاً مستقلاً للكثير من الأفلام والبرامج الوثائقية التي عُرضت على الشاشات العربية والعالمية. "لعنة باب عكا" باكورة أعماله الروائية.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top