بينما تسعى إسرائيل إلى الضغط للبقاء في عدد من النقاط في القطاع الشرقي حنوباً، خصوصاً تلة العويصة الإستراتيجية وما تحمله من نقطة تشكل هدفاً أساسياً للجيش الإسرائيلي، يبقى المشهد على ما هو عليه في الجنوب. إستهدافات وترهيب للمواطنين وتلويح بتصعيد بعد الغارات الإسرائيلية الأخيرة على النبطية ومحيطها، والتمادي في الإعتداء ضمن المهلة المعدلة لغاية الثامن عشر من شباط.
وفي اليوم الخامس على نهاية مهلة الستين يوماً، الحشد الشعبي لا يزال مستمراً. يواجه الأهالي الجيش الإسرائيلي بالتحرك الشعبي واستكمال عمليات انتشار الجيش اللبناني في عدد من المناطق.خروقات إسرائيليةفي المقابل، يواصل الجيش الاسرائيلي تمركزه في منطقة المفيلحة غرب بلدة ميس الجبل، حيث تُسمع تحركات لآلياته بين الحين والآخر، بينما يستكمل عمليات تجريف وهدم للبيوت واحراق بعضها في المنطقة. وقامت جرافاته برفع الساتر الترابي وتوسيع عمليات الجرف لتشمل اعمدة الكهرباء والجدران والاشجار وغيرها.
وأُفيد أنّ مدفعية للجيش الإسرائيلي استهدفت أطراف بلدة شبعا، توازياً مع مواصلة القوات الإسرائيلية عدوانها على ممتلكات المواطنين، بعدما أضرم عناصر من الجيش الإسرائيلي النيران صباحاً في مزرعة للدواجن على نزلة تل نحاس ـ ديرميماس. وكذلك قامت طائرة إسرائيلية برش المبيدات فوق بساتين المطلة والتحليق فوق الوزاني. وعلى الجانب الأخر، أُفيد بأنّ الجيش اللبناني أقام حاجزًا عند طريق الخردلي.مزاعم أدرعيإلى ذلك، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر منصة "إكس" أنّ "طائرة لسلاح الجوّ أغارت مساء أمس على آلية هندسية في منطقة جنوب لبنان بعد أن أستخدمت في محاولات إعمار بنى تحتية إرهابية لحزب الله بما شكّل خرقاً للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان". تأتي مزاعم أدرعي بعدما أغارت مسيرة إسرائيلية مساء أمس، مستهدفة منزلا لآل داود بصاروخ موجه، عند المدخل الشمالي لبلدة يحمر الشقيف. والجدير ذكره أنّ المنزل كان مدمرا بغارة سابقة خلال العدوان الإسرائيلي.الموفدة الأميركيةوبينما تبدو اللجنة الخماسية لوقف اطلاق النار غائبة عن السمع عما يحصل في الجنوب، فمن المرتقب أن تزور الموفدة الأميركية الجديدة مورغان أورتاغوس، لبنان نهاية الأسبوع الحالي. وعلى جدول أعمالها لقاءات مع المسؤولين اللبنانيين للبحث في المهلة الإستثنائية واستكمال عملية الانسحاب الإسرائيلي في مقابل انتشار الجيش اللبناني في المناطق والقرى الحدودية التي سبق واحتلتها إسرائيل وتوغلت فيها. وعليه تتجه الأنظار إلى ما سيترتب عن لقاءات الموفدة الجديدة خليفة أموس هوكشتاين، لجهة تثبت وقف اطلاق النار وإيقاف الإعتداءات الإسرائيلية المتكررة عن أهالي الجنوب، الذين يدفعون الثمن من أرواحهم لتحرير قراهم وبلداتهم من قوات الجيش الإسرائيلي.