فرض جيش الاحتلال الإسرائيلي، المزيد من الإجراءات العسكرية، ووسّع اعتداءاته على الضفة الغربية، مستهدفاً البلدات الفلسطينية بالغارات الجوية، والتي كان من نتائجها مجزرة في طمون ذهب ضحيتها 10 شهداء. كما واصل الاحتلال حملة المداهمات والاعتقالات التي طالت العشرات في مختلف مناطق الضفة، وعمل على تضييق الخناق على عائلات الأسرى المتوقع الإفراج عنهم ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
العدوان على طولكرم
ودخل العدوان العسكري على مدينة طولكرم ومخيمها، شمالي الضفة، اليوم الخميس، يومه الـ4 على التوالي، وواصل الاحتلال تهجير الفلسطينيين من منازلهم في المخيم، وحرق وتفجير المنشآت وتجريف الشوارع والبنية التحتية. وأحدثت جرافاته وآلياته، دماراً كبيراً في البنية التحتية داخل وفي محيط المخيم، لا سيما شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي والاتصالات.
وناشد محافظ طولكرم عبد الله كميل، المجتمع الدولي للتحرك العاجل ووقف العدوان الإسرائيلي على المدنيين في المخيم، مشيراً إلى أن العدوان "طال كل شيء في المدينة والمخيم".
وفي جنين، واصل الاحتلال، لليوم الـ10 على التوالي، عدوانه العسكري واجتياح المدينة ومخيمها، منفذّاً عملية تجريف ممنهجة للمنشآت المدنية والبنية التحتية وتفجير منازل الفلسطينيين. وأدّى العدوان على المخيم إلى نزوح نحو 20 ألف فلسطيني، يشكّلون غالبية السكّان.
وردّت المقاومة الفلسطينية على هذه الاعتداءات بالرصاص والعبوات الناسفة، وقالت كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس، إنها تخوض معارك شرسة ضد قوات الاحتلال في محور الحمامة في مخيم جنين، مشيرة إلى أنها تمكنت من تحقيق "إصابات مؤكدة" في صفوف الاحتلال.
وأكدت أن مقاتليها يواصلون قصف قوات العدو وآلياته العسكرية بزخات كثيفة من الرصاص المباشر، بالإضافة إلى استهدافها بقنابل ناسفة.
وفي قلقيلية، فجرت قوات الاحتلال، فجر اليوم الخميس، منزل عائلة الشهيد جمال أبو هنية.
وأسفرت عمليات الاحتلال، عن اعتقال 36 فلسطينياً في مختلف مناطق الضفة بينهم أمهات لأسرى.
إحكام الحصار
وتزامناً، أحكم جيش الاحتلال حصاره على محافظات قلقيلية ونابلس وطوباس، بعد المجزرة التي نفذها بقصف بلدة طمون ما أدى إلى استشهاد 10 فلسطينيين.
وفيما أعلنت القوى الإسلامية والوطنية في طوباس، إضرابا شاملاً يشمل جميع مناحي الحياة في المحافظة، حداداً على أرواح شهداء مجزرة طمون، نعت حركة حماس، في بيان، شهداء بلدة طمون، مشيدة بالمقاومين في طوباس وطولكرم وجنين ومخيماتها وفي كافة محافظات الضفة. وقالت إن "عملية الاغتيال الجبانة في طمون، وجرائم الاحتلال الفاشي في الضفة الغربية، لن تكسر المقاومة الفلسطينية ولن ترهب شعبها".
من جهتها، قالت الجهاد الإسلامي، إن ما حدث في بلدة طمون جنوبي مدينة طوباس، "مجزرة وحشية، وجريمة نازية"، تأتي في إطار "حملة الاحتلال الإسرائيلي المسعورة على الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته".
وأكدت الحركة، في بيان، أن مجزرة طمون "حلقة جديدة ضمن سلسلة جرائم الحرب التي ينفذها الاحتلال بهدف تهجير الفلسطينيين قسراً من أراضيهم، وتغيير الوقائع الديموغرافية والتاريخية في فلسطين المحتلة".
تضييق على عائلات الأسرى
وفي سياق التضييق على عائلات الأسرى، ذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال، استدعت عدداً من أهالي الأسرى المقدسيين المقرر الإفراج عنهم اليوم، في الدفعة الثالثة من المعتقلين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار.
كذلك، أفاد إعلام مكتب الأسرى، أن ضباط المخابرات الإسرائيلية يقومون بالاتصال بعدد من عائلات الأسرى في الضفة الغربية، زاعمين أن أبناءهم سيتم الإفراج عنهم ضمن صفقة التبادل "طوفان الأحرار"، مطالبين إياهم بعدم القيام بأي مظاهر احتفالات لاستقبالهم، مؤكداً "أن هذا الأسلوب المخابراتي الخبيث، يهدف إلى النيل من معنويات العائلات، وخلق حاله إرباك تشوش على المشهد". ودعا "أبناء شعبنا وعائلات الأسرى إلى عدم التعاطي مع هذه المعلومات المغلوطة والمضللة، والاعتماد فقط على القوائم الصادرة عن مكتب إعلام الأسرى والمؤسسات العاملة في شؤون الأسرى". وشدّد على أن "القوائم التي ينشرها الاحتلال هي إجراء لديه، والاتصالات التي يجريها، تهدف فقط إلى خلق بلبلة وإثارة الإرباك بين عائلات الأسرى".