أفادت وسائل إعلام عبرية، الأربعاء، بمصادقة الكنيست الإسرائيلي بالقراءة التمهيدية على مشروع قانون يسمح لليهود بتسجيل أنفسهم كمالكي أراض في الضفة الغربية المحتلة، وذلك في ظل تواصل مساعي الاحتلال لتعزيز الاستيطان بالضفة.
وجاء التصويت بأغلبية 58 عضو كنيست مقابل 33 معارضاً من أصل 120، وذلك عقب تقديم الاقتراح من قبل "لوبي أرض إسرائيل"، الذي يقوده النائبان الإسرائيليان سيمحا روتمان وموشيه سالومون، حسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية. والشهر الماضي، أفادت صحيفة "معاريف" العبرية بموافقة لجنة الوزراء في دولة الاحتلال على اقتراح قانون يسمح لليهود بامتلاك أراضٍ في الضفة، وذلك في خطوة فعلية أولى لضم الضفة الغربية المحتلة.وأوضحت الصحيفة أن هذه الخطوة ضرورية نحو ضم الضفة، منوهة إلى أنه في عام 2022 رفضت محكمة العدل العليا التماساً من جمعية "ريغافيم" لتغيير القانون، وأكدت أن هذه مسألة سياسية يجب تغييرها من خلال تشريع.قانون عنصريونقل موقع "يديعوت أحرنوت" عن النائب سيمحا روثمان، المبادر بمشروع القانون، زعمه أنه "مشروع قانون غير مسبوق وأخلاقي وعادل، ومن شأنه أن يصحح مظاهر العنصرية المستمرة منذ فترة طويلة في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) ضد اليهود".بدوره، قال النائب العربي في الكنيست يوسف العطاونة معلقاً على مشروع القانون على منصة الكنيست: "رفضنا للقانون العنصري الذي يسمح للمستوطنين (الإسرائيليين) بشراء أراض في الضفة الغربية هو رفض مبدئي من منطلق أن هذا القانون فيه تكريس واضح للاحتلال، وتنفيذ لخطط اليمين المتطرف لضم الضفة".في السياق، قال موقع "تايمز أوف إسرائيل" الإخباري الإسرائيلي: "حتى الآن، ليس ممكناً إجراء مثل هذه المعاملات إلا من قبل شركات معتمدة بشكل خاص حصلت على إذن من السلطات العسكرية الإسرائيلية للعمل في الضفة الغربية".ويقول فلسطينيون ومنظمات يسارية إسرائيلية إن حكومة بنيامين نتنياهو تدفع لفرض القوانين الإسرائيلية على الضفة الغربية، في مسعى منها لضمها إلى إسرائيل.وفي الأشهر القليلة الأخيرة، تعالت أصوات وزراء في الحكومة الإسرائيلية، بمَن فيهم رئيسها بنيامين نتنياهو، تتحدث صراحة عن اعتزام تل أبيب ضم الضفة الغربية المحتلة منذ عام 1967 إلى إسرائيل.الحرب على المخيماتفي سياق آخر، قال وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، خلال اقتحامه مخيم جنين اليوم، الأربعاء، إنه "أعلنا الحرب على الإرهاب الفلسطيني" في الضفة الغربية المحتلة، وادعى أن العملية العسكرية الواسعة في الضفة تهدف إلى "هزم" المجموعات المسلحة في "مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بتمويل وتسليح إيران".واعتبر كاتس أن "مخيم اللاجئين جنين لن يعود كما كان بعد إنهاء العملية العسكرية والجيش الإسرائيلي سيبقى في المخيم من أجل التأكد من أن الإرهاب لن يعود". وتابع أنه "أرسل من هنا رسالة واضحة إلى السلطة الفلسطينية: توقفوا عن تمويل الإرهاب وقتل اليهود وابدأوا بمحاربة الإرهاب بجدية"، زاعماً أن "الذي يمول عائلات مخربين قتلة ويربي أولاده على القضاء على إسرائيل، يشكل خطراً على مجرد وجوده". وقال كاتس خلال مداولات مع ضباط كبار في قيادة المنطقة الوسطى للجيش الإسرائيلي إن العملية العسكرية في الضفة الغربية، التي يطلق الجيش عليها تسمية "السور الحديد"، ستتسع إلى مخيمات فلسطينية أخرى، وأنه "يجب العمل بقوة شديدة من أجل تطبيق سياسة تصفية المخربين وبنية الإرهاب التحتية في المخيم، ومنع عودة الإرهاب إلى داخل المخيم في نهاية العملية العسكرية".