في ظلّ التطورات السياسية والجدل المحيط بتشكيل الحكومة، أكّد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون التزامه بتنفيذ خطاب القسم، مشددًا على أهمية العيش بكرامة بعيدًا عن المناكفات السياسية والمحاصصة. وأشار إلى أن الوزارات ومجلس الوزراء يجب أن يكونوا في خدمة لبنان ككلّ، داعيًا إلى تمثيل الطوائف من خلال النخب ذات الاستقلالية في القرار. جاء ذلك خلال لقائه رئيس المجمع الأعلى للطائفة الإنجيلية القس جو قصاب في قصر بعبدا، الذي قدّم له التهنئة بانتخابه رئيسًا للجمهورية.
وفي سياقٍ متصل، شهد محيط منزل رئيس الحكومة المكلف نواف سلام في قريطم تحركات احتجاجيّة رفضًا لمبدأ المحاصصة في تشكيل الحكومة، وذلك بالتزامن مع لقاءٍ مرتقب مساء اليوم، بين سلام والرئيس عون لبحث المستجدات الحكوميّة. وأكدّت مصادر أن جهودًا مكثفة تُبذل لتسريع تشكيل الحكومة الجديدة، حيث يُتوقع أن تحمل الأيام المقبلة تطورات حاسمة في هذا الشأن.عون: لتنفيذ الإصلاحاتعلى الصعيد الاقتصادي، التقى نائب المدير الإقليمي للبنك الدولي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عثمان ديون الرئيس عون في قصر بعبدا، حيث أعرب عن دعم البنك الدولي للبنان خلال المرحلة الانتقالية. وأكد ديون التزام البنك بتمويل مشاريع حيوية تشمل الزراعة والطاقة والمياه، بقيمة 736 مليون دولار أميركي، بانتظار موافقة المجلس النيابي لتنفيذها. كما أشار إلى أنّ البنك يعمل على تقييم سريع للأضرار بهدف وضع أسس إعادة الإعمار، ومن المتوقع الانتهاء من هذا التقييم بحلول نهاية شهر شباط المقبل.
وشدّد ديون على أهمية بيئة مناسبة لتنفيذ الإصلاحات، مؤكدًا أن تحقيق ذلك سيجذب المزيد من الاستثمارات الخاصة إلى لبنان. وأضاف أن البنك الدولي يحضّر لمساعدة طارئة سيتم عرضها على مجلس إدارة البنك قريبًا للموافقة عليها، وذلك بهدف دعم لبنان في إعادة البناء والنهوض. وفي هذا السياق، أبلغ الرئيس عون ديون أن لبنان عازم على تنفيذ الإصلاحات الضرورية التي أعلن عنها في خطاب القسم، مؤكّدًا أنّ أولويات المرحلة المقبلة تتمثل في إعادة الإعمار، خصوصًا في المناطق التي دمرها العدوان الإسرائيلي، إضافة إلى تفعيل الإدارات الرسمية وتطويرها عبر اعتماد التقنيات الإلكترونية لتسهيل المعاملات.برّي: تطبيق الاتفاقمن جهته، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة نائب المدير الإقليمي للبنك الدولي عثمان ديون، بحضور ممثل البنك في لبنان جان كريستوف كاريه، حيث تم البحث في برامج البنك وخططه لإعادة الإعمار وتأهيل البنى التحتية. كما التقى بري المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت، وبحث معها في المستجدات السياسية والأوضاع العامة، لا سيما استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأجزاء من الجنوب اللبناني والانتهاكات المتكررة للقرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار.