تلقى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، دعوة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، لزيارة البيت الأبيض الثلاثاء المقبل، بحسب ما أفاد بيان لمكتب نتنياهو، قال فيه أن الأخير "هو أول زعيم أجنبي، يدعى إلى البيت الأبيض في الولاية الرئاسية الثانية لترامب".
جاء ذلك، فيما واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلية، خروقاتها لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، على الرغم من المحادثات الجارية لاستكمال تنفيذ الصفقة، في ظل دعوات من المتطرفين الإسرائيليين لحكومة بنيامين نتنياهو، إلى استكمال الاتفاق حتى نهايته وتنفيذ مرحلته الثانية.
وفي السياق، أعلن مسؤول الإعلام في مكتب الشهداء والجرحى والأسرى في حركه حماس ناهد الفاخوري، أن "من المتوقع في نهاية الأسبوع الحالي، وفي إطار المرحلة الأولى من صفقة التبادل. الإفراج عن قرابة 30 أسيراً مؤبداً، و20 أسيراً من الأحكام العليا، و60 أسيراً من الأطفال دون التاسعة عشرة من العمر".
دعوات لاستكمال الصفقة
وطالب حزب شاس، المحسوب على الحريديم، نتنياهو، باستكمال اتفاق تبادل الأسرى وتنفيذ مرحلته الثانية. وخلال مؤتمر "الهستدروت القومية"، اليوم الثلاثاء، خاطب وزير العمل من شاس يوآف بن تسور، نتنياهو قائلاً: "اتجه إلى الصفقة المقبلة، اتجه إلى الجولة الثانية، لا تتوقف".
بدوره، توجه رئيس كتلة "يهدوت هتوراة" ووزير البناء والإسكان يتسحاق غولدكنوبف، في المؤتمر نفسه، إلى نتنياهو، بالقول: "لا نعلم ما الجيد وما ليس جيداً، ونحن معك في أي صفقة تتجه إليها"، لكنه أضاف أنه "ينبغي التوجه نحو تحرير جميع المخطوفين، حتى آخر واحد بينهم".
وسبق هذه الدعوات، دعوة لرئيس حزب شاس أرييه درعي، خلال اجتماع كتلة حزبه في الكنيست، إلى استكمال تبادل الأسرى، وانتقد فيها وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن إتمار بن غفير، قائلاً: "نعلم إلى أي مدى كان هذا الموضوع مهماً لحاخامنا عوفاديا يوسف. ونحن منذ اليوم الأول، حركة شاس كلها، أردنا القضاء على حماس وعلى قدراتها العسكرية والسلطوية من جهة، لكن من الجهة الأخرى يمثل المخطوفون أمام أنظارنا".
وفسرت هذه المواقف، بأنها تعني استمرار وقف إطلاق النار في غزة، خلافاً لتلميحات نتنياهو، حول استئناف الحرب في نهاية المرحلة الأولى من التبادل.
في غضون ذلك، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي، اليوم الثلاثاء، إن حركة حماس، ستظلّ تشكّل تحدياً للجيش"، مضيفاً "نحن بحاجة إلى الوصول إلى أمرين: ألّا تكون حماس مسيطرة، ولا تبني قوّتها، وسيتعيّن علينا الحفاظ على ذلك"، ما اعتبر بأنه إقراراً ضمنياً بالهزيمة في قطاع غزة، بعد 15 شهراً من الحرب.
وتابع هليفي خلال اجتماع للجنة الخارجية والأمن في الكنيست، "لقد توصّلنا إلى اتفاق بفضل الضغط العسكريّ، ونحن فخورون ببلد يقول: ارجعوا لاستعادة الرهائن، وسوف نكون فخورين بالمضيّ قدماً عندما يطلبون منا ذلك".
وذكر أن الجيش "سيبذل كل جهد ممكن لضمان أن يكون الثمن منخفضاً، ولا أعتقد أن هناك أحدًا لا يريد عودتهم (المحتجزين الإسرائيليين في القطاع)".
خروقات وشهداء
ميدانياً، واصل الاحتلال خروقاته لوقف إطلاق النار، مستهدفاً النازحين العائدين بالرصاص، كما شنّت مسيراته 3 غارات على المناطق الشمالية لوسط القطاع من دون إصابات، في حين أطلقت مسيّرة النار بشكل عشوائي على النازحين غرب رفح. كما قصفت قوات الاحتلال مركبة فارغة وسط القطاع من دون إصابات. وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني، أن قناصاً إسرائيلياً سيارة إسعاف تابعة له أثناء تأديتها مهمة عاجلة في تل السلطان غربي رفح.
وأفادت وزارة الصحة في قطاع غزة، بسقوط 11 شهيداً وإصابة 80 آخرين بجراح، خلال الـ48 ساعة الماضية، بالإضافة إلى انتشال 37 شهيداً من تحت الأنقاض. وأشارت على أن حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع، بلغت 47 الفاً و354 شهيداً و111 الف و563 جريحاً منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
من جهته، أكد المدير العام لوزارة الصحة في غزة منير البرش، أن نسبة الدمار في مجمع الشفاء، أكبر المؤسسات الطبية في القطاع، بلغت 95% خلال الإبادة الإسرائيلية.
وعلى صعيد المساعدات، أعلنت الحكومة والجيش الأردني، اليوم الثلاثاء، انطلاق جسر جوي جديد من المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة، على مدار 8 أيام متواصلة لنقل قرابة 20 طناً يومياً من خلال 16 رحلة طيران.
"الأونروا" تنتقد إسرائيل
على صعيد متصل، قال السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون، إن إسرائيل ستقطع كلّ الاتصالات مع كوالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" وأيّ هيئة تنوب عنها، مضيفاً أن "إسرائيل ستنهي كلّ اتصالات التعاون والتواصل مع الأونروا أو أيّ جهة تنوب عنها".
وردّ المفوض العام لوكالة "الاونروا" فيليب لازاريني، على التصريحات قائلاً إن "الهجوم الإسرائيلي المتواصل على الوكالة يضر بالفلسطينيين".
وأشار لازاريني، أمام مجلس الأمن الدولي، إلى أن "الهجوم المتواصل على الأونروا يضر بحياة ومستقبل الفلسطينيين في كل أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة. إنه يقوض ثقتهم في المجتمع الدولي، ويعرض أي احتمال للسلام والأمن للخطر".