لم تفلح الوساطات الدوليّة حتّى اللحظة، في ردع إسرائيل عن مواصلة خروقاتها المستمرة لاتفاق وقف إطلاق النار، أكان بالاعتداء على المواطنين العُزّل العائدين إلى منازلهم وأرزاقهم في الجنوب اللّبنانيّة وتحديدًا في القرى الأماميّة، أو بالغارات الجويّة المباغتة على مدينة النبطية ولأوّل مرةٍ منذ إعلان وقف إطلاق النار في تشرين الثاني الفائت.
غارات على النبطية وبعد الغارة الأولى الّتي أدّت لسقوط 14 جريحًا، وفق الحصيلة غير النهائيّة الّتي أعلنت عنها وزارة الصحّة اللّبنانيّة، جدّد الطيران المسّير المعادي قرابة الثامنة والنصف من مساء اليوم عدوانه الجويّ مستهدفًا محيط "استراحة فرح" على طريق زوطر -النبطية الفوقا بصاروخٍ موجّه، وهي الغارة الثانية في أقل من ساعة، بعد الغارة الّتي استهدفت "بيك اب" في النبطية على مسافةٍ أقلّ من 2 كيلومتر من الغارة الأولى.. وحتّى لحظة كتابة هذا التقرير، لم يتمّ التبلغ بوقوع أي إصابات جراء هذه الغارة، ولم يتبين أيضًا الغاية من وراء هذا الاستهداف. وعلى إيقاع الغارات، شهدت مختلف الأجواء اللّبنانيّة في البقاع وبيروت ومناطق جبل لبنان فضلًا عن قرى وبلدات الجنوب، تحليقًا مكثّفًا للطيران الإسرائيليّ. إلى ذلك، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيليّ، إنه: "قبل قليل أغارت طائرات لسلاح الجوّ على شاحنة ومركبة أخرى تابعتيْن لحزب الله والتيْن كانتا تنقل وسائل قتالية في منطقتيْ الشقيف والنبطية في جنوب لبنان وذلك لإزالة تهديد. لقد تم استهداف الشاحنة والمركبة بعد مراقبة لجيش الدفاع خلال قيامهما بنقل الأسلحة".
وأضاف المتحدث أن الجيش الإسرائيليّ مُصممٌ "على العمل وفق التفاهمات بين إسرائيل ولبنان وذلك رغم محاولات حزب الله العودة إلى منطقة جنوب لبنان وسيتحرك لإزالة كل تهديد على دولة إسرائيل ومواطنيها".