2025- 01 - 30   |   بحث في الموقع  
logo عقدة الثنائي بالأسماء والحقائب.. والتركيبة الحكومية تستثني التيار logo عقدة "القوات" الحكومية رهن تلبية مطالب الثنائي الشيعي logo طموحات العهد الكبرى بعد الانتخابات النيابية: نحو حكومة "تأسيسية" logo "18 شباط تاريخ وهمي": هل تصمد محاولات التهدئة؟ logo أعضاء المصرف المركزي ملاحقون قضائيًا: "تسببوا بالانهيار الاقتصاديّ" logo "الأوروبي" يطبق مبادرة خطوة بخطوة.. لرفع العقوبات عن السوريين‬ logo بشار الأسد وتدمير أسس الدكتاتورية العميقة logo بهاء الحريري ‏يبارك للشرع توليه رئاسة الجمهورية السورية
عودة دمشق وهروب الأسد
2025-01-28 10:55:54


تشجعت منظمة مدنية تونسية لتنظيم ندوة عامة لمناقشة الحدث السوري وانعكاساته على الداخل السوري، كما لاستقراء مآلاته الإقليمية والدولية. والحديث عن الشجاعة هنا مرتبط بما عُرِف عن موقف الأوساط العلمانية واليسارية والقومية في هذا البلد العربي/ الشمال إفريقي من الثورة السورية منذ بداياتها. وعلى الرغم من انخراط هذه الكتل السياسية النشيط في ثورة الشعب التونسي التي أطلقت مسار الربيع العربي سنة 2011، كما وتصدي جزءٍ منها لمحاولات إجهاضها والانقلاب عليها ـ محاولات أفضت إلى حرف مسارها وإفراغها من آمالهاـ إلا أن شبه إجماع هذه الكتل على التشكيك في مشروعية الثورة السورية مثير للدهشة. فقد وصل الذهاب بعيدًا في الاستنتاجات المبنية على أوهامٍ إيديولوجية وانتماءات خشبية، إلى اعتبار أن الثورة السورية التي انطلقت في آذار من عام 2011 والتي أفضت إلى تغيير الثامن من كانون الأول الماضي لا يصح وصفها بثورة في أفضل التفسيرات، وصولاً إلى وصمها بأنها مجرد مؤامرة قادتها قوى إمبريالية عالمية لإضعاف صمود وعزيمة القيادة السورية التي تقف بوجه العدوان الصهيوني والمشروع التسلطي الغربي، في أسوأ هذه التفسيرات.قاد موقف التوجهين اليساري والقومي التونسيين لأخذ هذا الموقف السلبي من الملف السوري وإظهار الدعم المطلق لإجراءات القيادة السورية الساقطة السابقة، جموعًا من قادة هذه التيارات للتوجه إلى دمشق مرارًا وتقديم آيات الطاعة لمسؤولي الحكم البائد. ولم تنفع جهود نظرائهم من اليسار السوري والقوميين العرب السوريين المنخرطين بنيويًا في ثورة الشعب السوري في ثنيهم عن اختيار الالتحاق بمعسكر الطاغية وتبرير قمعه غير المحدود وتعذيبه المنهجي لرموزٍ من هذه التيارات في سوريا. وفشلت كل محاولات توضيح السنوات الضوئية التي تفصل منظومة الأسد الجرمية الربحية/ المافيوزية، عمّا يدّعي مناصروه في تونس خصوصًا وفي شمال إفريقيًا عمومًا من انتمائه للاشتراكية الاجتماعية. وأجمعت آراء الديمقراطيين منهم، وهم موجودون ولله الحمد، والذين يميّزون ذواتهم عن أقرانهم الملتحقين بالطغاة، على تفسير هذه المواقف ببعدين لا ثالث لهما.البعد الأول، الكراهية البنيوية التي يحملها بعضهم لتيار الإسلام السياسي التونسي ممثلاً بحركة النهضة، التي دعمت ثورة الشعب السوري. وبالتالي، وجب عليهم لفظ هذه الثورة وإدانتها وتشويه مفاهيمها لمجرد أنها تلقت دعمًا سياسيًا من النهضة. أما البعد الثاني، فيدور في فلك تجربة رد الفعل الميكانيكي الذي أشارت إليه نظرية بافلوف. فلمجرد أن دولاً غربيةً إضافة الى الولايات المتحدة الأميركية، اتخذت مواقف لفظية حادة تجاه مجازر النظام السوري بحق شعبه، وقدمت جزئيًا بعض المساعدات المالية للعمل الإغاثي المدني، كما وبعض المساعدات العسكرية لبعض فصائل المعارضة، التي لم تتسلح إلا بعد مرور أشهرٍ من القتل العشوائي لجموع المدنيين، كان ذلك كافيًا لحسم الموقف من هذه الثورة واعتبارها مؤامرة من السهل إدانتها، من دون أي رادعٍ من ضمير إنساني أو موقف أخلاقي.اختار منظمو الندوة، وهم من اليسار الديمقراطي التونسي، وموقفهم الإيجابي واضح من مشروعية الثورة السورية، عنوانًا تحريضيًا لها في مسعى لإثارة النقاش وكان "سقوط دمشق أم سقوط الأسد". وشارك الى جانبي فيها باحثون تونسيون مرموقون ركّزت مداخلاتهم حول الجغرافية السياسية والعلاقات الدولية مع بعدٍ أساسي ربط أحداث المنطقة بما يحصل من حربٍ همجيةٍ إسرائيلية على الشعب الفلسطيني. وحاولت من جهتي أخذ النقاش إلى المشهد السوري الداخلي، مُذكِّرًا بمسار الاستبداد السوري بدءًا من سنة 1963 وانقلاب 8 آذار/ مارس، والذي تحول إلى حكم عصابات وفسادٍ وإفساد بحلول العام 1970. كما استعرضت ممارسات هذا النظام الدموية بحق الفلسطينيين وقضيتهم المشروعة، سعيًا لاستباق ما كنت انتظره من أسئلة الحضور التي يمكن ان تعيد تكرار أوهام انتماء النظام السابق إلى محور المقاومة والممانعة. إضافة إلى هذا الدور التدميري للقضية الفلسطينية، توجهت أيضًا بشكل استباقي لمواجهة ما انتظرته من تعليقات معتنقي التوجه الاشتراكي الاجتماعي، والذين يعتقد بعضهم باشتراكية هذا النظام، مشيرًا إلى رأسمالية الدولة التي تطورت لتصبح رأسمالية العائلة الحاكمة والعصابات التي تحيط بها وتسيطر على مقومات البلاد والعباد.حدث ما كنت أتوقعه في الحوار الذي تلى الندوة جزئيًا ولحسن الحظ. حيث استمر التحليق في نظرية المؤامرة ودورها في الحدث السوري. وكان ردي بان المؤامرة الحقيقية إن وجدت، فقد كانت هي النظام البائد. كما تضمنت بعض المداخلات تساؤلات تستند إلى معلومات فيسبوكية لا يليق تردادها بأكاديمي أو قيادي نقابي. بالمقابل، فقد فاجأتني بعض قيادات هذه الأحزاب بمواقف واعية تمامًا وإدانة لا لبس فيها لمواقف بعض زملائهم، خصوصًا من القيادات، الذين ساندوا الطغاة ظنًّا بأنهم يواجهون الغزاة. ولم يقتنعوا بأن الاستبداد يجلب الاستعمار ويهيئ له الأرضية الخصبة. واستغرب نائبٌ سابق عن "كثرة السكاكين حينما تقع الشاة". مُشيرًا إلى الحديث عن فظائع النظام "المبالغ بها" بعد رحيله. ولم أجد طاقة للرد على هذا الاستنتاج المغلوط.
في نهاية اللقاء، اقترحت بأن يُستبدل عنوانها الأصلي بالتالي: عودة دمشق وهروب الأسد.


المدن



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top