بعد أن إعتقدت بعض التيارات السياسية أن المقاومة إنتهت، فباشرت بعملية حصر إرث لها لتوزيع التركة من حقائب وزارية ومكاسب أخرى على اشخاص من خارج البيئة الحاضنة، أعاد مشهد عودة الجنوبيين الى ارضهم هذه التيارات الى الواقع بعد ان حلّقت عالياً بأحلام وأوهام ووراثة لا تستحقها ولا تمت اليها بأي صلة، لاسيما ان أهلها الذين ظن البعض أنهم باتوا في خبر كان، عادوا اقوى بالمقاومة الشعبية والارادة والتمسك بالارض والانتماء.
يرى مصدر متابع ان لعودة اهل الجنوب وبهذه الكثافة الى ارضهم بعد انتهاء مهلة الستين يوماً رغم عدم إلتزام العدو الاسرائيلي باتفاق الانسحاب ورغم الدمار والمخاطر، يحمل عدة دلالات قد يكون أبرزها، حضور المقاومة على المستوى الشعبي، حيث وبالرغم من الأثمان الكبيرة التي دفعتها بيئته من بشر وحجر لا تزال حاضنة له وما بدلت تبديلا.
اما الدلالة الثانية، فهي ان لا احد بإمكانه ان يلغي المقاومة ويتناتش تمثيلها السياسي سواء في الحكومة المرتقبة تشكيلها او لاحقاً في مجلس النواب على قاب سنة ونصف السنة من الاستحقاق النيابي.
ومن ابرز هذه الدلالات ايضاً، يقول المصدر: إن الحزب قادر وساعة يريد تحريك شارعه سواء كان في الموالاة او في معارضة وفي الحالتين لا يمكن لاحد إلغاءه او إستبعاده.
دلالات عديدة عكستها عودة الاهالي الى قراهم واستعدادهم لدفع المزيد من الأثمان من اجل ما يؤمنون به ومن أعطوه حق تمثيلهم في الحرب والسلم فهل سينعكس ذلك على تشكيل حكومة العهد الاولى التي تكلّف نواف سلام بتأليفها، وهل من يصب ماء باردا على الرؤوس الحامية التي تحاول جاهدة اقصاء مكون اساسي يمتلك كتلة تضم ٣٠ نائباً فيما تمثيله النيابي لا يتعدى نصف تمثيلها؟.
الثنائي الشيعي ومن خلال العودة الشعبية قال كلمته “نحن هنا” فهل يكون القرار بضم اللاعب الشيعي المحوري الى التشكيلة وفق حجمه ام سيتم تخطيه؟.
يؤكد المصدر: القرار بيد المعنيين بالتشكيل وعلى أساسه يكون الفشل او النجاح ولبنان على مر العهود اثبت ان محاولات الالغاء لاي مكون من مكوناته تنعكس سلباً على امنه وازدهاره واستقراره.
موقع سفير الشمال الإلكتروني