يصل رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الأسبوع المقبل، إلى العاصمة الأميركية واشنطن، للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وبذلك يكون أوّل مسؤول سياسي في العالم يلتقي الرئيس العائد حديثاً إلى البيت الأبيض.
وطبقاً لما نقله موقع "واللا" عن ثلاثة مصادر أميركية وإسرائيلية، فاللقاء إن حصل بالفعل مطلع الشهر المقبل، فسيكون نتنياهو أوّل مسؤول أجنبي يُدعى إلى زيارة البيت الأبيض عقب تنصيب الإدارة الجديدة، فيما يأتي اللقاء على خلفية صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقال مسؤولون إسرائيليون وأميركيون للموقع، إن المخطط الحالي هو أن يصل نتنياهو إلى واشنطن في 3 فبراير/شباط، ويغادر بعد يومين، ومستشارو نتنياهو وترامب "ما زالوا يحاولون تحديد الموعد الدقيق للقاء بين الجانبين".محاكمة نتنياهو
وعلى ما يبدو فإن موعد الزيارة مرهون، من بين أمور عدّة، بالوضع الصحي لنتيناهو، بعدما خضع قبل أقل من شهر لعملية جراحية في البروستات، وثمة تساؤلات، وفق الموقع، عما إذا كان نتنياهو سيتحمّل السفر لمدّة 12 ساعة متواصلة، لينخرط بعدها في لقاءات عمل. التساؤلات بشأن مقدرة نتنياهو، تأتي بعدما طالب محاميه المحكمة في الأسبوع الماضي بتقليص عدد الجلسات وتقصير مدّة الاستماع لشهادته بحجة وضعه الصحي.
وفي وقت سابق اليوم الاثنين، نفى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، أن يكون مريضاً بأي مرض عضال، قائلاً: "الجمهور يعلم بمرضي"، في إشارة إلى خضوعه لعملية جراحية لاستئصال البروستاتا، قبل نحو شهر.
وخلال استئناف المحكمة الاستماع إلى إفادته، قال نتنياهو، اليوم الاثنين، إن "هذه ليست خدعة. وأطلب أخذ وضعي الصحي بالحسبان، وهذا يمكن أن يحصل لأي شخص. لقد خضعت لعملية جراحية قبل أقل من شهر بقليل، وعملية التعافي العادية أن يرتاح شخص في حالتي، وهذا التعافي لم يحدث وفقاً لتوقع الأطباء، لأنني كرئيس حكومة مرغم على التعامل مع أمور في الكنيست".
وكانت المحكمة قد رفضت، يوم الجمعة الماضي، طلب نتنياهو، بعقد جلسة واحدة خلال الأسبوع الحالي، بدلاً من ثلاث جلسات، بذريعة وضعه الصحي.
وادّعى نتنياهو أنه "كانت هناك احتياجات مرتبطة بتحرير المخطوفين وأخرى مرتبطة بلبنان، وأمور لا يمكنني التوسع فيها. أي أن تلك الراحة لم تحدث، ولذلك طلبت، بواسطة محاميّ، أن يؤخذ الوضع الصحي الذي أواجهه، بالحسبان".
واستطرد رئيس الحكومة الإسرائيلية، متحدثاً عن علاقاته مع وسائل إعلام إسرائيلية، التي يشملهما الملفان 2000 و4000، ويُتهم فيهما بالسعي إلى تغطية إعلامية له في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، من خلال محادثات مع ناشرها، أرنون موزيس، وفي موقع "واللا" الإلكتروني، من خلال منافع اقتصادية يحصل عليها ناشره، شاؤول ألوفيتش.
ما قبل أوسلو
وطلب وكيل نتنياهو، المحامي عَميت حداد، أن يتحدث حول تعامل وسائل الإعلام، في الفترة التي سبقت التوصل إلى اتفاق أوسلو. وقال نتنياهو إنه "كانت علاقة دائمة بين سياسيين ووسائل الإعلام المختلفة. وقد استُعبدت وسائل الإعلام بالكامل لاتفاق أوسلو، ومنعت نقاشاً حقيقياً، ومهدت الرأي العام للاتفاق. وبين هلالين، غُرس كبار أعدائنا في المدن (في الضفة الغربية) وفي الحزام الساحلي قريباً من سكان إسرائيل، في قطاع غزة".
وقال نتنياهو، إن رئيس الحكومة الإسرائيلية في حينه، يتسحاق رابين، "كان نشطاً جداً مع وسائل الإعلام، وهذا أمر صائب لتنفيذه في الديمقراطية"، مضيفاً "أنا أعلم بذلك من معرفة شخصية. ووسائل الإعلام المركزية في حينه، كانت صحيفة يديعوت أحرونوت، والقناة الأولى، وصحيفة هآرتس. وكان يسيطر مفهوم واحد على وسائل الإعلام هذه، واستُعبدوا باتجاه واحد".
وقال نتنياهو، إن علاقة متينة جمعت رابين بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، وعلاقة خاصة مع "هآرتس"، زاعماً أن "توجهات رابين إلى يديعوت أحرونوت والقناة الثانية (القناة 12 حالياً)، كانت تنطوي على مطالب متشددة وواضحة جداً".
على ماذا يحاكمونني؟
وأضاف "أنا هنا (أخضع للمحاكمة) منذ ثماني سنوات. أثاروا جنون دولة بسبب هذا الموقع الإلكتروني الهامشي واللا. ويدرك الجميع أن هذا سخيف، وأن هذا موقع مُستعبد. على ماذا يحاكمونني؟ لماذا أنا هنا؟ بسبب تفاهات. ما هو المقياس الذي بسببه يثيرون جنون دولة بأكملها، وألقوا بنا إلى خمس جولات انتخابية؟".
وزعم نتنياهو أنه "لا توجد علاقات متبادلة (بين السياسيين والصحافيين) في نظام ديمقراطي، أنت تُملي عليهم، مثلما كان بن غوريون يُملي العناوين على صوت إسرائيل".
في المقابل، قالت المدعية إن أقوال نتنياهو هي "تقديرات"، فيما اعتبرت القاضية ريفكا فريدمان، أن "الإفادة ينبغي أن تكون من معرفة شخصية بالأمر"، فردّ نتنياهو قائلاً: "إذا هكذا يجب أن يكون، فإنني أوجه السؤال إلى المحققين. ماذا فحصتم؟".
وإثر ذلك، جرى إدخال مغلف إلى نتنياهو، وبعد أن فتحه، طلب وقف الجلسة، ووافقت المحكمة، على أن تستأنف المحكمة الاستماع إلى إفادته، غداً الثلاثاء.